الفصل الثامن عشر - سفراء الظلام

Начните с самого начала
                                    

التفت وأشار على «رنة» وقال:
- عايز أبقى زي عمتو لنة علثان بحبها أوي
هنا اقتربت «رنة» وحملته من أخيها وهي تقول:
- وربنا أنا اللي بعشقك يا قرد أنت، أنت اللي فيهم ياض علشان ناصفني
هنا ابتسم «طيف» وقال مازحًا:
- دلوقتي هو اللي فيهم، ده مخلص على الآيس كريم بتاعك كله
قبلته وقالت بابتسامة:
- بالهنا على قلبه، هو الواحد يطول إن كوكو العسل ده ياكل الآيس كريم بتاعه

لم يكتفي بتلك الذكرى بل هاجمته عدة ذكريات أخرى.

اقترب من شقيقته التي كانت شاردة وجلس بجوارها قبل أن يقول بابتسامة:
- تعرفي يا تنة؟ ربنا كريم أوي
انتبهت له فتابع:
- عمري ما طلبت حاجة من ربنا ومحصلتش، عمري ما دخلت طريق وفشلت فيه إلا ولقيت ربنا بيعوضني بطريق تاني كله نجاح، ربنا رحيم بينا أوي لكن مطلوب مننا نؤمن بيه ونصدق إنه هيغير حياتنا للأحسن، نصدق إن الابتلاء بيبقى مجرد بداية للي بنتمناه، الدعاء بيغير القدر يا تنة وأنا واثق إن ربنا هيرزقك بطفل من بارق علشان إحنا دعينا من كل قلبنا وأنتي صبرتي كتير أوي فربنا هيكافأك وهتفتكري كلامي لما ربنا يرزقك بولد أو بنوتة قمر زي أمها
انهمرت عبراتها وهي ترسم ابتسامة على وجهها ورمت نفسها في حضنه ليربت هو على ظهرها وهو يقول:
- الفرج والفرح قريبين يا تنة، قريبين أوي

فاق من ذكرياته وصوت بكائه لا يهدأ مما جعله يجذب الوسادة ويضعها على وجهه. ظل على حالته تلك حتى هدأ قليلًا وغرق في النوم.

في اليوم التالي حضر «طيف» عند الطبيب في الوقت المحدد واستلقى في مكانه ليقول الطبيب بهدوء:
- استرخي خالص يا طيف واحكيلي ايه اللي حصل بعد الحادثة دي، عايزك تسيطر على أعصابك وخليك هادي خالص
عاد «طيف» إلى تلك النقطة التي توقف عندها وتابع سرد ما حدث:
- الدنيا اتقلبت بعد اللي حصل، الحادثة دي بقت على لسان كل واحد في مصر، بابا اللي معروف عنه قوته صموده انهار تماما، أيوة هو كان أكتر واحد متماسك فينا لكن لما كان بيبقى لوحده كان بيخش في نوبة عياط ومحدش كان بيسمعه غيري وتاني يوم يقف على رجله عادي ويبان الشخصية القوية لكن من جواه كنت متأكد إن فيه نار قايدة ومش راضية تطفي، أما عن نيران فاعتبرتني عدوها بعد اللي حصل كأني أنا اللي عملت فيهم كدا وقاطعتني تماما ومش بس كدا ...

دلف إلى غرفته فوجدها تجمع ملابسها في حقيبة كبيرة فردد بتساؤل:
- بتعملي ايه؟
لم ترد عليه وتابعت ما تفعله فأمسك بيدها وهو يعيد سؤاله:
- بقولك بتعملي ايه؟
جذبت يدها بقوة وصرخت في وجهه:
- زي ما أنت شايف، سايبة البيت وماشية
تابعت جمع ملابسها فردد هو بغضب:
- أنتي ليه بتعامليني كدا؟ أنا زيي زيك جوايا نار مش راضية تطفي، ليه بتحمليني فوق طاقتي؟
توقفت ونظرت له وهي تقول بغضب:
- علشان أنت السبب في موتهم، أنت السبب في كل اللي حصل، أنت مكلفتش نفسك حتى تدوس على جهاز الإنذار علشان الدعم يجيلك
ضيق ما بين حاجبيه وقال بتعجب:
- أنتي عايزاني في موقف زي ده افتكر جهاز إنذار؟ كان ممكن أعمل ايه؟ واحد دخل بيته فجأة لقى عيلته كلها متوجه ناحيتها السلاح، أنا من الصدمة مخي وقف عن التفكير، أنا كنت مستعد أضحي بنفسي علشانهم قولتلهم أنا أهو خدوا حقكم مني لكن حصل اللي لغاية دلوقتي مش قادر استوعبه
انهمرت عبرة من عينيها قبل أن تبكي وهي تقول:
- ياريتك كنت مكانهم، ياريتك كنت أنت مش هم

بنت القلب "سلسلة عالم المافيا"Место, где живут истории. Откройте их для себя