الفصل الرابع عشر(رهاب أجتماعي)

125 7 11
                                    

#رواية_جُروح_الماضي
#الفصل_الرابع_عشر
#رهاب_أجتماعي
         ______________________________________
"تعلمت أن الشجاعة ليست غياب الخوف، ولكن الانتصار عليه"
نيلسون مانديلا

صعد "فريد" للأعلي وهو يدندن وتصنعت "كارما" انها لم تري شئ وكانت ستهبط للاسفل مع "منة" ولكن أوقفها صوته وهو يردف بهدوء:
"كارما" عاوز بطاقتك معلش وشهادة الميلاد

استدارت له "كارما" وأردفت بتعجب وقلق:
ليه حضرتك في حاجه

اردف "فريد" بأبتسامة باردة عكس تلك المرح الذي كان يظهر عليه منذ قليل:
أه عشان هنسافر

دقيقة ماذا قال الأن،سفر!!!لما ستسافر هي ومع من ولماذا؟!،وحده هو من يمتلك إجابة علي كل هذة الاسئلة وحده هو فقط من يقدر علي أن يريح عقلها من التفكير

فطرقع أصبعيه أمام وجهها عندما وجدها شاردة في نقطة ما،وأردف:
أنتي معايا

فأنتبهت "كارما" لصوته،وأردفت وهي تفرك كفيها ببعض:
أه،بس أنا أسفة مش هقدر أسافر في أي مكان

أردف "فريد" وهو يضع يديه في جيب بنطاله:
وده ليه يعني،أنا مش هخطفك يعني

أردفت "كارما" وهي تنظر للأسفل قليلاً وبدأت مخاوفها في مهاجمتها مرة أخري:
معلش مش هقدر،ولو عاوزني أمشي همشي

رفع "فريد" رأسه للأعلي وهو يزفر بهدوء كي لا يفقد السيطرة علي أعصابه ثم نظر لها وأردف بثبات:
اممم،لا محدش هيمشي قدامك للصبح تفكري عشان انا مش هقدر أسافر وأسيب "أسر" هنا لوحده،لازم يبقي جمبي،تمام

اومأت "كارما" وأردفت بصوت يكاد يصل لمسامعه:
تمام

أما "فريد" نظر لحالتها بتعجب وتركها وذهب لغرفته،أما "منة" عندما رأت حالتها تسوء للغاية وجبينها متعرق كثيراً وصوتها المرتعش وهي تتحدث معه،فجذبتها من يدها ودخلت بها للغرفة وأغلقت الباب ثم جذبتها لأحضانها وهي تمسد علي رأسها بحنو وفؤادها يكاد أن يترك مكانه من شده خوفها عليها،فأردفت بهمس تحاول أن تطمئنها:
أهدي عشان خاطري،مش هيحصل حاجة والله مفيش حد هيأذيكي

كانت "كارما" تختبئ في أحضانها كالطفلة الصغيرة الخائفة الذي وجدت أحضان والدتها تستقبلها لتخفي خوفها وتحتويه،وترتعد وحتي لا تقدر علي البكاء وأنفاسها قاربت علي الأختفاء بسبب ما حدث بالخارج،فابعدتها "منة" واخذتها لتجلس علي حافة الفراش،وأردفت بقلق:
بس يا حبيبتي عشان خاطري

وجلبت لها كوب الماء وساعدتها أن ترتشف منه قليلاً حتي تهدأ،ووضعت الكوب في مكانه مرة أخري وأردفت بخوف:
هنزل اعملك لمون واجي ها

حركت "كارما" رأسها بالرفض،وأردف برجاء وهي تمسك بكفها:
ماتسبنيش لوحدي خليكي معايا وهبقي كويسة،عشان خاطري

رواية جُروح الماضي "قيد الكتابة" Where stories live. Discover now