الفصل الثاني عشر(صـدفـة)

147 11 12
                                    

#رواية_جُروح_الماضي
#الفصل_الثاني_عشر
#صـدفـة
_____________________________________
"يمكن أن تأتي الأشياء علي هيئة صدفة،وتدخل السرور علي قلوبنا أكثر من أن ترتيبنا بكثير"

في احدي الأحياء الشعبية القديمة متهالكة المنازل والطرقات تركض سيدة في منتصف الثلاثين من عمرها هنا وهناك وهي تحتضن طفلها الرضيع بين ذراعيها ذعراً من هؤلاء الرجال الذين يبحثون عنها بأمر من شخص يشكل لها مصدر الذعر وعدم الأمان
انه زوجها "كارم رضوان" الذي اذا ذُكر اسمه تنتنفض من مكانها وتتصبب عرقاً من حدة شخصيته وقسوته التي لم تكن تظهر عليه من قبل لكن تحولت شخصيته تماماً بعد إنجابها لـ"فريد" بعد إنتظار دام 8 سنوات دون حدوث حمل

وعاد "كارم" من ذكرياته وهمس لذاته بشر:
الحمدلله إني خلصت منك وقريب هخلص منه بشياكة زيك كده،وأبقي ورقي كله أبيض فله،ما بيقولوا برضو الأبن سند لأبوه ويسد مكانه في أي حاجه

ثم نهض وصعد بأتجاه غرفة "غيث" ودق الباب مرتين،فنهض "غيث" وجفف وجهه من العبرات جيداً وفتح الباب،وأبتسم له "كارم" واحتضنه وبادله"غيث" الحضن وأردف:
حمدالله على السلامة يا بابا

أردف "كارم" وهو يربت علي ظهره:
الله يسلمك يا حبيبي

ثم أبتعدوا ودلف "كارم" للغرفة وجلس علي المقعد المقابل للفراش و"غيث" جلس أمامه علي حافة الفراش،فأردف "كارم" بغضب وهو ينظر لهاتفه المفتوح علي صور خاصة بـ"تالين":
هو أنت برضو مش عاوز تنسي الموضوع ده يا "غيث"،ما خلاص بقي

نظر له"غيث" نظرة طويلة صامتة،ثم أردف بحزن نابع من فؤاده المحطم:
مش سهل عليا أنساها يا بابا،أنا أنسان والله مش ألة هتدوس فيها علي زرار هتتبخر كل حاجة كنت عايشها قبل ما أسافر،سيبني أرجعلها عشان خاطري أو كلمهالي

هب "كارم" من مقعده وصاح بغضب:
"غيث" أنا قولتلك الموضوع ده تنساه مش هترجعلها خلاص،أنت هتتجوز اللي أنا قولتلك عليها وبس وغير كده مفيش جواز نفسي مرة واحدة تسمع كلامي زي أخوك

أشتعل الغضب بأعين "غيث" وأردف بصراخ:
مش هحب ولا هتجوز غيرها أنت سامعني أنا مبقتش صغير وهعرف أشتغل وأصرف علي نفسي

وهنا تحديداً تلقي "غيث" صفعة قوية من والده الذي نطق أسمه بغضب جعلت العبرات تنهمر علي وجنتيه بغزارة ونظر له بحزن وأردف والوجع يخترق ثنايا فؤاده:
أنت بتضربني يا بابا،ماشي شكراً جداً لحضرتك بس مترجعش تقولي ببعد ليه

ثم سحب معطفه الثقيل من علي المقعد وهاتفه وغادر الغرفة صافعاً الباب خلفه بقوة،وهبط درجات السلم بسرعة كبيرة وغادر المنزل بأكمله متجهاً لمكان لا يعلمه إلا هو
______________________________________
كانت تقف وهي تستند علي باب السيارة وتعبث بهاتفها حتي ينتهي السائق من إصلاح السيارة وكانت تتأفف بملل،وأردف السائق:
يا أنسة "مها" مينفعش وقفتك دي أقعدي في العربية أحسن،المكان ضلمة زي ما أنتي شايفة

جُروح الماضي "مكتملة✓" Waar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu