الفصل الواحد والعشرون(خـطـوة تـغـيـيـر)

122 6 23
                                    

#رواية_جُروح_الماضي
#الفصل_الواحد_والعشرون
#خـطـوة_تـغـيـيـر
       ________________________________________
"مؤلمة تلك الدمعة التي تسقط،وأنت صامت تسقط من شدة القهر، والألم، والاحتياج لشخص أنت كنت السبب في فقدانه"

وصلت هي ووالدها إلى المستشفى وكانوا ينتظرون أمام الغرفة مع "عاليا" يحاولون تهدئتها حتي يخرج الطبيب من الغرفة،فأردفت "تمارا" وهي تربت علي كتفها محاولة بث الطمأنينة في فؤادها:
متقلقيش والله،ان شاءلله خير
أومأت لها "عاليا" والعبرات متلألأة في مقلتيها تناجي ربها أن يمّن علي شقيقها بالصحه ولا يحرمها من وجوده بحياتها،فهو أمانها وسندها بعد وفاة والديهما

ظل الصمت هو المسيطر علي الأجواء بحدة،حتي قطع ذلك صوت فتح باب الغرفة وخروج الطبيب من الداخل،فألتفتت "عاليا" بلهفة وأردفت بصوت متحشرج وهي تذهب باتجاهه وبجوارها "تمارا":
أيه يا دكتور طمني هو كويس صح قول متكدبش عليا،أرجوك
زفر"صفي" علي مهل ثم أردف بجدية:
مش عارف أقولك ايه بس لو معملش العملية وعنّد مع نفسه الموضوع المرة الجاية هيكبر عن كده ومش هنقدر للأسف نلحقه
اردفت "عاليا" سريعاً بلوعة:
لأ إن شاءلله هيوافق

ثم قاطعها "منذر" غالق كل أبواب النقاش في وجوههم:
ولو موافقش برضو هيعملها وأنا اللي هتكفل بكل حاجه وهلاقي متبرع

فا بالفعل قبل مجيئه لهنا مع ابنته طلب منها أن ترسل لها "عاليا" التقارير الخاصه بـ"يونس" وطلب من "تالين" أن تعطيه تقرير سريع بحالته،وعلم أن لديه فشل كلوي وقرر مساعدته بكل الطرق الممكنة

كادت "عاليا" أن تعترض لكن ضغطت "تمارا" علي كفها بقوة لتصمت،ونظرت لوالدها بشجاعة ثم أردفت:
وانا عندي المتبرع

نظر لها الجميع بتساؤل فتابعت بشجاعة وهي تنظر أمامها:
أنا

وهنا الصدمة ألجمت ألسنة الجميع ولم يستطيع أحد التفوه بحرف سوي والدها الذي نطق أسمها بكل حدة!
      _________________________________________
كانت تجلس علي الأريكة الموضوعة بالغرفة وهي تفكر فيما حدث اليوم وخصوصاً زيارتها لصديقتها،وإفصاحها عن سر يكاد يفقدها عقلها
كيف لأم وأب ان يضحوا بأبنتهم هكذا؟
هل هم أناس ويشعرون أم لا يعرفون شئ عن المشاعر؟

ثم قاطع شرودها من ينادي بأسمها بهدوء:
"لولو" أنتي هنا
أنتبهت "هالة" لصوت "فريد" وأردفت:
أيوه يا "فريد" في حاجه ولا إيه
أردف "فريد" بتعجب:
أه،انا بقالي ساعة بخبط علي حضرتك ومش بتردي،ولولا إني عارف إنك مش بتنامي دلوقتي مكنتش دخلت،أنتي كويسه؟
أومأت له "هالة" ثم أردفت وهي تزفر:
أنا كنت هنام عشان عارفه كمان أن ابوك مش بيرجع بدري الفتره دي،زهقت والله
ربت "فريد" علي كفها وأردف:
معلش يا حبيبتي حقك عليا أنا،وبعدين ما "مها" معاكي معظم اليوم
لوت شفتيها بحسرة علي إنشغال أبنتها الصغري عنها أيضاً،لكنها حاولت تغيير مجري الحديث بتذكرها ما تريده منه،فأردفت:
سيبك من كل ده بقي أنا كنت عاوزة منك خدمة ضروري
أردف "فريد" منصتاً لما ستقوله:
اكيد طبعاً
أردفت "هالة":
أنا في واحده صاحبتي من زمان ضاع منها بنتها ولدلوقتي بتدور عليها وكنت محتاجه تشوف اي حد من معارفك كده يمكن يفيدها
أردف" فريد" متسائلاً:
بقالها قد أيه يعني
أجابته "هالة" تحاول التذكر:
لأ مش فاكرة والله بس هسألها بكره وأقولك
أومأ "فريد" ثم أردف وهو يتثأب:
يلا تصبحي على خير بقى عشان مش قادر وتعبان جداً
أبتسمت له ثم اردفت بلطف:
وأنت من اهل الخير يا حبيبي

رواية جُروح الماضي "قيد الكتابة" Where stories live. Discover now