الفصل الحادي عشر(خـداع)

123 10 8
                                    

#رواية_جُروح_الماضي
#الفصل_الحادي_عشر
#خداع
_________________________________
"أصعب شئ هو أنك لا تعلم أنك مخدوع في أقرب الاشخاص التي عشت معهم عمر بأكمله"

عاد من الخارج برفقتها هي والصغير وصعدت للغرفة وذهب هو لغرفة المكتب،ودلف للغرفة وقام بإغلاق الباب خلفه وإتجه نحو والده وهو يفتح زرار جاكت حِلته،وأردف "فريد" مرحباً:
حمدالله علي السلامة يا بوص،وحشتني والله

نهض "كارم" ثم احتضنه وربت على ظهره وأردف بهدوء:
الله يسلمك يا وحش وانت كمان وحشتني

ثم أبتعدوا وجلس كلاً منهم علي مقعده،فاردف "كارم" وهو يدخن لفافة تبغه:
ايه أخبار خطة "نديم المنزلاوي" هتنفذ أمتي

اجابه "فريد" بشر:
هانت يا باشا،أنا سايبوا حي بمزاجي لكن أستحاله اتهاون عن تار أمي اللي حرمني منها

أشار له "كارم" بالهدوء،وأردف بفخر وثقة:
كفاية أنك علمت عليه بصفقة الحديد بتاعت "باهي"،وكده كده دي حاجة خفيفة التقيل جاي قدام

زفر"فريد" بثقل وأردف بأختناق من شي ما:
طب انا هروح الشركة عشان في شغل لازم أخلصه هناك

ونهض ليذهب ولكن أردف "كارم" بتذكر:
صحيح عملت ايه مع "وليد"

زفر"فريد" بضيق ثم أردف بجمود:
عملت اللي كان لازم اعمله من بدري معاه ربيته وعلمت عليه عشان يتعلم ميجيش ناحيتي تاني ولا أنا ولا أبني ولو أتكررت مش هخليه علي وش الدنيا

هب "كارم" من مقعده وصرخ بغضب:
أنت أتجننت مش قولتلك تستني "غيث"

أردف "فريد" بسخرية:
اه هستني الصغير يجي ياخدلي حقي،سلام يا بابا أنا ورايا شغل

وترك والده في قمة غضبه وغادر المكتب بكل هدوء ولكن كان والده غافل عن تلك النار المشتعلة بفؤاده بمجرد تذكره حرمانه من والدته منذ أن أصبح مدركاً لحياته،فالأم لن تعوضها الأيام ولن يملأ أي شخص مكانها الفارغ في قلوب أبنائها
_________________________________
كان يجلس علي فراشه يحاول التحكم بعبراته جيداً فهو يكره البكاء كثيراً ولكن بعد أن رأها بهذة الحالة شعر أن هناك من طعنه بخنجر في فؤاده،وها هو منذ الأمس لا ينسي ما حدث ولن ينسي عيناها التي لأول مرة يري بهما هذا الحزن وهو السبب الرئيسي فكانت عيناها تتحدث دائماً عن حماسها وشقاوتها الدائمة ولكن تبدل كل هذا بعامين،فهمس بندم وهو ينظر لصورتها المفتوحة علي هاتفه:
حقك عليا والله بس مكانش بأيدي،كان نفسي أرجع ألاقيكي مستنياني حتي مش مسمحاني وتسمعيني ونرجع

ثم أخذ نفس عميق وأكمل بحزن:
والله لو كنت أقدر أحاربهم كلهم كنت عملت كده بس اللي حصل كنت مجبور عليه ونفسي ترجعي كويسة تاني عشان هفضل حاسس بالذنب لأخر عمري حتي لو مش هترجعيلي برضو هبقي مرتاح وانا شايفك مبسوطة

رواية جُروح الماضي "قيد الكتابة" Where stories live. Discover now