الفصل الثاني والثلاثون(قـطـعـة ثـلـج)

95 6 5
                                    

#رواية_جُروح_الماضي
#الفصل_الثاني_والثلاثون
#قـطـعـة_ثـلـج
      ____________________________________
"كنت أظن أني أتمكن من العودة إلى حياتي مرة أخرى ولكني نسيت كيفية الحياة بطريقة طبيعية دون الحزن، وكنت أعتقد أنه يمكنني كتابة كلمات عن الفرح والسعادة ولكن عندما فعلتها أدرك أن شيءٍ داخل قلبي انكسر،أشعر بألم يقتل روحي بالبطيء، وأن عالمي أصبح فجوة كبيرة تخرب كل حياتي،فا وجع التخلي أقوى ما يمكن التعرض له من شخص كنت تظنه ميت!!"

أما "ألفت" كانت تنظر لوجه تلك الواقفة أمامها بتمعن ملحوظ،وأقتربت منها بهدوء والدموع تملع في مقلتيها وهي ترى ما تمنته من الله يقف بين يديها،فأبتعدت "منة" من أمامها لتترك لها المجال للتحدث والتعبير عن ما بداخلها فنظرت لها "كارما" بأبتسامة متوترة،فوجدتها تخطفها في أحضانها وهي تردف بلهفة وشوق فهذا الحضن أثلج نيران فؤادها الذي يحترق منذ سنوات طويلة:
وحشتيني يا نن عيني،وحشتي حضني وعيني،وحشتيني اوي والله حقك عليا يا روحي... حقك علي قلبي والله.....أنا اللي غلطانه أني ضحيت بيكي من الأول كان المفروض تفضلي في حضني وتكبري قدام عيني....كان المفروض تشاركيني كل حاجه حلوة ووحشة بس انا مش هسيبك تاني خلاص يا قلب أمك أنتِ من جوا

جحظت أعين تلك القابعة داخل أحضانها من هول الصدمة وكيف هذة هي أمها!!
هل يعُقل ووالدها ووالدتها توفوا كما أخبرتها مديرة الدار!!
هل عانت كل هذة السنوات بسبب كذبة وتخلي!!

ظلت على هذا الحال لوقت لم تقدر على تعيينه وهي تشعر بجسدها متيبس من شدة الصدمة ودموعها تأبي أن تتوقف وأعلنت عليها العصيان،وفي هذا الوقت أبتعدت عنها "ألفت" وهي تنظر لحالتها بحزن وخزى من أنها السبب في ما هي عليه الآن،فأقتربت منها تمسك كفها البارد للغاية وكأن الدماء هربت من وجهها أيضاً حتي شحبت ملامحها،فتحدثت "ألفت" بصوت باكِ:
مالك يا "كارما"!...أنتِ كويسة!!..ردي عليا طيب!....قولي أي حاجه..صرخي..عيطي..عاتبيني او حتي كدبيني...أنا موافقة والله

وكأن تلك الواقفة أمامها لا تعي لأي شئ حولها وتهز رأسها بعنف كأنها بذلك ترفض تصديق هذا الواقع،ولكنها أخيراً وجدت صوتها الهارب منها وأردفت بصوت متحشرج ومختنق:
أنا...بـــكــرهــك

نظرت" ألفت"للأسفل بإنكسار وصوت شهقاتها يعلو فأضافت "كارما" بنبرة منكسرة ولكنها خرجت قوية:
أنتِ استحالة تكوني أم...أو أمي أنتِ فرطتِ فيا لناس متعرفيش يعني ايه رحمة وأنسانية،أنتِ رمتيني في أكتر وقت كنت محتاجاكي فيه،والله العظيم مايشرفنيش إنك تكوني أمي،ســامــعــة!

رواية جُروح الماضي "قيد الكتابة" Where stories live. Discover now