الفصل الثاني والعشرون(يُـحيّ مـا مـات)

119 6 17
                                    

#رواية_جُروح_الماضي
#الفصل_الثاني_والعشرون
#يُـحيّ_مـا_مـات
_________________________________________
"من يشنقه صوت الماضي لا يستطيع مخاطبة المستقبل."

أدركت أنه لا يوجد مفر فأخذت نفساً عميقاً ثم أردفت بثبات زائف أنها ستقص له كل ما حدث ثم كل ما حاولت دفنه بدأ يهاجمها مرة أخري،لكنها تحاول إلا تستسلم له

أردف "أدهم" بجدية:
ساكتة ليه بس،لو مش حابة المرادي نأجلها وانتي عرفتي المكان اهو هتيجي في أي وقت تحبيه وتبقي قادرة تتكلمي فيه

ظلت صامتة وصوت أنفاسها هو الذي يتحدث عما تشعر به وعيناها البُنيتان الزائغتان ثم أبتلعت غصة مريرة تشكلت في حلقها وأردفت بنبرة تائهة:
أنا كبرت ووعيت علي الدنيا لقيت نفسي في دار أيتام،ماليش لا اب ولا أم كان السرير بتاعي هو أمي اللي بتحضني وتدفيني وتطمني والباب بتاع الاوضه هو أبويا اللي بيحرسني من الوحش
ثم تابعت بسخرية:
الوحش اللي عيشت نص طفولتي فاكرة انه وهم بس طلع حقيقي

أردف "أدهم" بتعجب:
حقيقي ازاي مش فاهم وضحيلي أكتر

أجابته "كارما" بتوضيح أكثر ووجع نابع من قلبها عند تذكرها لما حدث منذ أكثر من ستة عشر عاماً

كانت تريد أن تصعد علي الأرجوحه مثل باقي أصدقائها ولقصر قامتها لأنها لم تتخطي السبعة أعوام بعد،وقاطع ترددها صوت ذكوري أجش يردف:
ايه يا "كارما" واقفه كده ليه ومش بتلعبي
نظرت له "كارما" ببراءه وهي تعيد خصلاتها السوداء المبعثرة من الهواء إلي الخلف وأردفت بتردد:
مش عارفه أطلع علي المرجيحه

فأبتسم لها أبتسامة ذات مغزي لا يستطيع أي شخص يراها أن يفسرها بشكل صحيح واردف:
طب تعالي انا هطلعك
لمعت عيناها بسعادة فأخيراً ستصعد علي الأرجوحه،فحملها المدعو "سيد" بطريقه لا تليق أن يحمل بها طفلة صغيرة لكنها طريقة لأغراضه المقززة ووضعها علي الأرجوحه وبدأ يدفعها بقا ببطء،وعلي الرغم من صغر سن "كارما" إلا أنها أستاءت للغاية من لمساته الغير مبررة
فأردفت بذعر:
أنا مش عاوزة ألعب خلاص نزلني
أردف "سيد" بتعجب:
ليه بس يا حبيبتي
أردفت "كارما" بتشنج واستياء:
مش عاوزة بقي اوعي أنت رخم
ثم دفعت يده عنها وقفزت من الأرجوحه وركضت لداخل الدار وهي مستاءة للغاية

عادت من تلك الذكريات المؤلمة وهي تتصب عرقاً وترتعد من تذكرها لمسات هذا الوغد الحقير لها
لاحظ "أدهم" ذلك فأردف بهدوء:
أنسة "كارما" ممكن خلاص كده غلط جداً عليكي
لم تجاوبه وأكملت سرد ما بدأته بضعف واضح للغاية:
جريت أشتكيت لأبلة "حكمت" ماصدقتنيش واما سألته أنكر وأنا اللي اتعاقبت

ثم تابعت ومرتسم علي وجهها ابتسامة جانبية ساخرة لما حدث:
اتعاقبت علي كدبته وصدقي،كانت اول مره أحس بالخوف من كل حاجه في الوقت ده

رواية جُروح الماضي "قيد الكتابة" Where stories live. Discover now