الفصل الثلاثون

267 19 1
                                    

جالسة أمام حوض زهورها المفضل تعتني بأزهارها الغالية وجدته يقترب بخطواته السريعة نوعًا ما ليجلس بجانبها ويقبل أذنها كما يفعل دائمًا ابتسمت برقة ليهمس لها : أحبك نور
استنشقت الهواء بقوة ليتغلل عطره النفاذ ويملئ خلايا جسدها لتنظر له بحب وترفع أناملها وتمررها برقة على ذقنه ذا الشعيرات الصغيرة وتقترب منه مقبلة شامته الحبيبة ابتسم ابتسامته الجانبية التي تذهب بعقلها بعيدًا و تجعلها أسيرة لعينيه الرماديتين ليقول والسخرية تعلو بصوته : أنا حصلت عليكِ نور ، لا أريد شيء آخر ، ابتعدي عني إنكِ تشعريني بالنفور دمعت عيناها من جراح قلبها التي تنزف ،لتأن بصمت وتنهمر دموعها بغزارة ، انتفضت عندما أحكم ذراعة على خصرها ليضمها إليه ، وصرخت به : ابتعد عني دفعته بعيدًا عنها لتسقط واقعة .
تنفست بقوة وهي تتمتم : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم نظرت حولها لتجدها واقعة على الأرض كالأيام الماضية ، نفس الحلم البشع الذي يداهمها ، ليشعرها بضعفها ويخبرها بجرحه القاسي الذي لم يذهب عن بالها أبدًا رفعت رأسها لتراه ينظر إليها بجمود ويقول بغضب : ألن نستريح من أحلامك هذه ، أريد أن أنام ليلة واحدة طبيعية ، لا أريد أن أستيقظ من نومي كل يوم على صراخك ووقوعك على الأرض .
نظرت له بألم ألا يكفيه أن قلبها يئن بسببه ، ألا يكفيه أنه جرحها بسهولة وطلب منها الابتعاد عنه ،قالت بقوة فلقد طفح الكيل منه : لا أحد يجبرك على أن تنام بجانبي ، الجناح واسع وبه أكثر من غرفة ، ثم قصركم الكبير هذا تستطيع أن تختار أي غرفة لتنام بها .
تركته ودخلت إلى دورة المياه لتبكي بصمت فلا تريده أن يستمع إلى أناتها ولا بكائها ، شعرت بالأيام الماضية أنه يقصد أن يجرحها متعمدًا ، يقصد أن يؤذيها بكلماته مر عشرون يومًا عليها، وهي تصبر وتتحمل من أجل عمر وها هو اليوم سيخرج من المشفى بكامل عافيته عاد سندها اليها ، ولن تحتمل هذا الياسين مرة أخرى .
رفع حاجبية دهشةً منها ومن رد فعلها فلأول مرة تجيبه أو ترد عليه ، لأول مرة تعلن الحرب وترد على إساءته لها عندما عاد مساءً بعد يوم طويل وشاق في العمل الذي يتعمد أن يمضي يومه كله به حتى لا يعود ويحتك بها أو يتعامل معها كالمرة السابقة ، وجدها نائمة وهي مرتدية قميص قطني قصير الغطاء منحسر عن جسدها ليكشف ساقيها المصقولتين ويجعل قلبه يئن شوقًا وألمًا من ابتعادها عنه فهي منذ آخر مرة لهما معًا ، تتعمد أن تبتعد عنه ، وتكاد أن تتحدث معه ، لام نفسه كثيرًا على عدم تحكمه بمشاعره ولا سيطرته على نفسه ، ولكن ها هي النتيجة ياسين ، عاد كلًا منكما إلى قوقعته القديمة وكلًا منكما متمسك بها ولا يريد أن يتنازل عنها بدل ملابسه ليأتي وينام بجوارها ضمها إلى صدره بحبه الدفين الذي يخفيه هذه الأيام ، لتنقلب وتبتسم له برقه
ليهمس بدون وعي منه : أحبك نور.
تنفست بقوة ورفعت أناملها الرقيقة لتمررها على ذقنه وترفع رأسها إليه وتقبل شامته ليشعر بقلبه يرفرف من الشوق ابتسم لها وهو يضمها إلى صدره بتملك وتطلب فهو لا يقوى عن الابتعاد عنها أكثر من ذلك هم بأن يقبلها ليرى دموعها الغزيرة تنهمر على وجنتيها ليندهش ثم يفاجأ بها تدفعه بعيدًا عنها وهي تصرخ : ابتعد عني .
لتقع من الفراش وهي تبكي ، لم يستوعب الأمر في أوله لينتبه أنها كانت تحلم شعر بالغيرة تمزقه من هذا الذي تبتسم له وتمرر أناملها على ذقنه وتقبله أيضًا ارتدي قناع الجمود لتتحول غيرته إلى قسوة فتنفلت الكلمات من شفتيه غصبًا عنه ، ليجرحها مرة أخرى نادمًا على ما يفعله معها ولكنه لا يرى سبيلًا آخر للتعامل معها غير ذلك ، يريدها أن تبتعد عنه ، ويريدها أن تظل بجانبه ، الغيرة تنهشه كلما رآها تتكلم مع أحمد أو يوسف وشيطانه يوسوس له بأشياء بشعه ، وعقله يرفض الاستيعاب لكن يعود شيطانه للوسوسة ألم يقولوا أن البنت شبيهة أمها ، لم لا تكون مثلها ، نفض رأسه بقوة لا نور ليست كذلك نعم هي تشبه أمها لدرجة كبيرة ولكن في الشكل فقط
صرخ ضميره بقوة : حرام ياسين ، أنت تعرفها جيدًا فهي ذات أخلاق رفيعة وتربيه عالية ، همس شيطانه : إذن لماذا كان جدها يعاملها هكذا ، ارحم نفسك وعقلك ياسين ولا تفعل ذلك بها ، أنها زوجتك حبيبتك ، التي لم ترى مثلها
زفر بضيق ليتمتم بألم : يا ليتني ما رأيتها ولا وجدتها أحبها ولا أقوى عن الابتعاد عنها ، ولكن عقلي لا ينفك عن التفكير بما أخبرني به هذا اللعين
زفر بضيق وهو لا يستطيع أن يحكم السيطرة على صرخات قلبه المجنونة التي تنادي عليها بشوقٍ جارف
خرجت من دورة المياه لتجده مستيقظ ، سرت الرعشة بأطرافها ، فهي لا تنكر خوفها من ردة فعله على كلامها معه
نظرت له بقلق وذهبت إلى دولاب الملابس لتنتقي شيئًا ساترًا ترتديه فنظراته لها غير مطمئنة
انتبه لها وهي خارجة من دورة المياه مرتدية روب الاستحمام ، لينظر إليها بقوة وهو يتمنى أن نظره يستطيع اختراق هذا الروب السميك ليرى جسدها الجميل زفر بضيق من أفكاره ولعن قلبه الذي يقفز ويصرخ به بجنون أن يذهب إليها ويضمها إلى صدره ويعيد الأمور بينهم إلى نصابها الصحيح مرر يده بعصبية داخل خصلات شعره ليقول بتسلط : هل سأنتظر كثيرًا ؟
صُعقت من تسلطه الواضح بنبرة صوته لتلتفت إليه بقوة : ما الذي تنتظره ؟ نام ، فأنا لم أمنعك من النوم .
صاح بها : حسنًا أغلقي النور ، حتى أستطيع النوم .
زفرت بضيق وأغلقت النور ، ذهبت إلى دورة المياه لترتدي ملابسها ، انتهت من ارتداء ملابسها وأغلقت النور وخرجت لتجد الغرفة غارقة في الظلام ، انتظرت قليلًا لتعتاد عيناها على الظلام، تقدمت لتصطدم به تفاجأت من وجوده أمامها ، لتشهق بصوت مرتفع ،أحاط خصرها بذراعه وضمها إلى صدره بقوة : لا تخافي نور ، أنه أنا ، لا يوجد أحدًا غيري هنا .
حاولت تمليص جسدها من بين ذراعيه ليقول بصوته الرخيم آمرًا : توقفي ، لماذا أنتِ عصبية إلى هذا الحد ؟!
قالت بغضب: ابتعد عني
قال بحزم واللهفة تقفز من عيناه : لا ، لا أريد الابتعاد عنكِ .
ابتعلت ريقها بصعوبة وشعرت بالخوف يدب في أوصالها عندما بدأت يداه تتحرك على أنحاء جسدها لتصرخ بصوت مكتوم : لا أريد ياسين ، أرجوك ابتعد عني أرجوك ، لا تقترب مني .
تصلب جسده ليبتعد عنها وينظر إلى عيناها : ليس من حقك الرفض نور ، إنه حقي وأنا أريدك الآن .
لمعت الدموع بعينيها : ولكني لا أريدك أن تقترب مني أنا متعبة وأريد النوم .
اقترب منها بهدوء ليحملها بين ذراعيه ، تصلب جسدها وانهمرت دموعها بغزارة ، فهي تيقنت أنه سيرغمها على ما يريد ، وضعها على الفراش ليقبل أذنها برقة اختفت من شخصيته الأيام الماضية : حسنًا نور ، لن أقترب منكِ وأنتِ رافضة بهذا الشكل ، ولكني أريد أن أضمك إلى صدري لأستطيع النوم ، فأنا متعب جدًا وأريدك إلى جواري .
ابتسمت داخليًا وهي تسمع رقة حديثة التي افتقدتها الأيام الماضية، وشكرته في نفسها أنه استجاب لطلبها ولم يفرض رغبته عليها
لتستكين بين ذراعيه وكأنها طفل وليد عاد إلى أمه كم اشتاقت إليه وإلى ضمته لها ، إلى أنفاسه التي تصطدم بعنقها وتدغدغها ، إلى رائحته التي تملأ خلاياها وتشعرها بأنها لا زالت بهذا الوجود لن تكابر اليوم ستدفن روحها بين ذراعيه ، وتنسى كلماته الجارحة مقابل أن تشعر بمثل هذه السعادة التي أصبحت بعيدة المنال .
***
أغلقت الهاتف والقلق استبد بها هذا اليوم العاشر على التوالي التي تتصل به ولا يرد على هاتفه ، هاتفه الشخصي مغلق ولا يرد على هاتف المنزل لا تعلم رقم هاتف نور ، ولا رقم هاتف بيتها والقلق على عمر يذهب عقلها بعيدا قصدت أن تتصل في هذا الوقت المتأخر لتأكدها أنه سيكون بالمنزل ، هل هو مسافر لذا لا يرد عليها ، ولكنه دائمًا يرد على هاتفه الشخصي تنهدت بضيق ، ثم ما يجعل أوصالها ترجف بخوف حالة السعادة التي يعيشها حافظ هذه الأيام ، تشعر أنه منتظرًا قدوم شخص ما عزيز على قلبه
أمر الخادمات بتنظيف جميع الحجرات الغير مشغولة وأفرغ غرفة وقام بإعادة تأثيثها ، تساءلت بسخرية هل قرر أخيرًا أن يتزوج ثم ما يقلقها حقًا أنه لا يغادر القصر إطلاقًا يجلس بالشرفة السفلية وعينيه على بوابة القصر كأن أحدهم سيدخل الآن
__ أما زلتِ مستيقظة ؟
شهقت بخوف لتزفر بضيق : ألم أخبرك من قبل أن تنبهني بوجودك ؟!
تجاهل جملتها ليذهب ويجلس أمامها : ما الذي يوقظكِ للآن ؟
ردت بغموض وهي تنظر إليه بكامل ملابسه كأنه ذاهب إلى إحدى الحفلات : لا شيء .
نظر لها مطولًا لتسأله : من الذي تنتظره وتعد له الغرفة الجديدة حافظ ؟
نظر أمامه وأجاب بشرود : من أنتظرها كل هذه السنين أتمنى أن تأتي فأنا تعبت من الانتظار .
عقدت حاجبيها بتعجب من جملته ليدق رأسها بناقوس الخطر هو يتكلم عن نور ، نور الصغيرة إذن حدث شيء لعمر ، فعل شيء يؤكد أن نور ستأتي إليه
صرخت به : ماذا فعلت لعمر ؟
انقلب وجهه للكراهية : لم يحدث له شيء ، إلى الآن يكدر علي سعادتي ويحرمني من ابنتي الغالية .
نظرت اليه بحقد دفين لتقول بصوت مخنوق : أنت من حرمتنا جميعًا من دفء الأسرة أنت من كدرت علينا سعادتنا وهدمت بيوتنا .
نظر إليها غاضبًا : هل لازلتِ تتذكرين هذا الأحمق ؟ لم يكن يناسبك صفية .
صرخت بقوة : كان زوجي .
أشاح بوجهه غاضبًا : أساتي الاختيار وكان لابد من أن أقومكِ صفية .
همت بالرد عليه ليخرسها بإشارة من يده : أنا ما زلت عند كلمتي صفية ، إذا ذهبتِ إليه أو إلى ابن أخيكِ المصون ستشهدين على لحظاتهم الأخيرة .
دمعت عيناها لتنهض واقفة وقبل أن تخرج من الغرفة قال بهدوء :سأسافر الآن ، سأتغيب اسبوعين ، وأحببت أن  أذكركِ بكلمتي لا تغادري القصر لتطمئني على أحد من أحبائك ، سأعلم وحينها لن يسعدك غضبي .
***
جالسه بجانبه وهي تنظر إليه بحب وتتحسس ذقنه الطويلة ، فهو لم يحلقها بعد ، اقتربت منه وقبلته على خده القريب منها ليبتسم ويقول وعينيه مغمضتين : تذكري أن تفعلي هذا عندما نعود إلى المنزل ، أم أنكِ تعذبيني هنا ، وهناك ترتجفي كورقة شجر عندما أقترب منكِ ؟!
اتسعت ابتسامتها : عندما نعود إلى البيت سأفعل لك كل ما تريده ، ولكن لنعد فقط ، كل ما أريده الآن أن نعود إلى بيتنا
__ إن شاء الله يا عليا ، إن غدًا لقريب .
اعتدل بقدر ما استطاع لينظر إليها : أخبريني لماذا تستيقظين للآن ؟
نظرت له وعيناها تدوران على وجهه الحبيب فهي إلى الآن لا تصدق أنه عاد إليها ، لا تصدق أنه يتحدث معها لقد قضت أيامًا وليالي طويلة وهي تدعو أن يستيقظ من الغيبوبة ، فبعد أن نُقلا إلى القاهرة واستيقظت من نومها بشرها علي بأنه هو الآخر على ما يرام لتذهب وتتفقده ، كانت رؤيته وهو مربوط بكل هذه الأجهزة شاقة على نفسها ، لم تخبره بأي شيء خاص بها حتى لا يقلق عليها، فهي أول من نطق باسمها عندما استيقظ تذكرت المشهد بأكمله وهي تجلس بجانبه ونور تقف إلى جوارها ممسكة بيدها كلًا منهما تؤازر الأخرى ، تترقبان أن يستيقظ كما أخبرهم الدكتور ياسر ،شعرت بتوتر نور وتعجبت من عدم وجود ياسين إلى جوارها في هذه اللحظة الحاسمة ، لتنفرج شفتاه مناديًا إياها ، اقتربت منه وتكلمت معه ليستيقظ ويتحدث معهما ، ليبتسم ياسر بارتياح وهو يخبرهم بأن حالته استقرت وأنهم سيجرون العملية الأخرى بعد غد فرحت كثيرًا بهذا الخبر السعيد ولم تشأ أن تخبره بأمر الطفل حتى لا يحزن عليه ، كان كل ما يشغل بالها أن يصبح هو على ما يرام ويسترد عافيته كاملة ،ولكن العملية الأخرى حدث بها مضاعفات أدت به إلى غيبوبة أخرى استمرت لأيام وليالي كانت تتألم بهم وتدعو الله أن يستيقظ ، أخبرهم ياسر حينها أن هذه الغيبوبة لن تستمر طويلًا ، ما تعجبت منه خلال هذه الفترة هو حال نور فهي صامته دائمًا الحزن والألم يلمعان بعينيها ، ثم أنها تأتي دائمًا بمفردها وعندما تنصرف يأتي ياسين كأنهما اتفقا على ألا يران بعضهما البعض ، ياسين هو الآخر شعرت أنه مهمومًا وحزينًا ، حاولت أكثر من مرة أن تتحدث مع نور لتفهم ما بها ، ولكن نور آثرت الصمت
كانت سعادتها عارمة عندما استيقظ عمر من الغيبوبة وأصبح بخير ، و حمدًا لله سيعودان غدًا إلى المنزل تنهدت براحة وهي تشكر الله على إعادته إليها .
__ علياء ، أين ذهبتِ ؟
__ إلى أين سأذهب حبيبي ، أنا معك سأظل دائمًا إلى جوارك.
__ لم أنتِ مستيقظة إلى الآن ؟
__ لم أستطع النوم فشعور السعادة يسيطر على حواسي ويجعل النوم صعب المنال .
ابتسم لها بحب ليمد يده ويشد طرحتها الرقيقة الملفوفة على وجهها البيضاوي : لماذا ترتدينها ؟! نحن بمفردنا .
ابتسمت : ياسين يأتي دائمًا بهذا الوقت .
رفع حاجبيه وتنهد بضيق: أشعر بمشكله بينه وبين نور ، فهما لا يتحدثان معًا ولا يأتيان معًا .
عقدت حاجبيها : لا يأتيان معًا ، نعم ولكن من أين علمت أنهما لا يتحدثان معًا .
تنهد : إنها تجلس معنا طوال اليوم لا تتكلم معه وهو أيضًا لا يتصل يطمئن عليها ، أرجو أن لا تكون هناك مشكله بينهما .
__ إن شاء الله ستصبح الأمور جميعها بخير .
__ إن شاء الله ، لا أعتقد أنه سيأتي اليوم ، هيا حرري خصلات شعرك الجميلة لأراها ، فأنا اشتقت إليها جدًا متى ستفكين يدك ؟
__غدًا إن شاء الله ، سنعود إلى المنزل كما خرجنا منه بأحسن حال .
ابتسم لها ورتب على خدها برفق : نعم سنكون بأحسن حال .
***
دلف إلى بيته ليجدها تنتظره كالأيام الماضية وهي بكامل زينتها وحسنها المفرط ، شعر بجفاف في حلقه لرؤيتها في قميصها الحريري البنفسجي اللون ذو الأكمام الشفافة كم هي جميلة و مغرية به ، هز رأسه بقوة حتى لا ينجذب إليها ابتسمت ليتوقف عقله وتدور عينيه عليها بهيام لم يستطع السيطرة عليه ، جسدها جميل وخاصة بعد أن امتلأ وزنها قليلًا بسبب الحمل ، بطنها البارزة قليلًا بسبب الحمل تشعره بسعادة غامرة وتخبره بوجود أسباب قوية ليكمل حياته معها ، اقتربت منه ليقفز قلبه بجنون من رائحة عطرها التي شلت حواسه وسيطرت على عقله نطقت برقة ودلال : حمدًا لله على سلامتك
ابتسم لها عفويًا : سلمكِ الله .
ناولته بيجامته وهي تساعده في تبديل ملابسه كما كانت تفعل من قبل : كيف حال علياء وعمر اليوم ؟
عند ذكرها لاسم عمر تذكر سبب خلافهم ليعقد حاجبيه وينطق بنبرة غاضبة : بخير .
تنهدت بضيق : علي ، هذا الأمر زاد عن حده ، لقد اعتذرت بدل المرة مائة مرة ، وأنت تأكدت بنفسك أنني لم أخنك يومًا وأنت تعلم جيدًا أيضًا أنني لم أنجذب يومًا لعمر ، وكل ما حدث كان بسبب تعجرفي وغروري ليس إلا ، أعترف أني أخطأت ، ولكني لا أقوى على معاملتك هذه ،التفتت إليه وجلست على ركبتيها أمامه وقالت برجاء : أرجوك علي سامحني ، عود كما كنت ، أنا أحبك وأنت تعلم ذلك جيدًا .
أشاح بوجهه عنها ليقول بضيق : انتهينا  آية ، لم يحدث شيء ،ولكن لا تطلبي مني أن أعود كما كنت ، لن أستطيع الآن .
لوت شفتيها بخيبة أمل ، لتبتسم بألم : حسنًا ،سأعد لك الطعام .
مشت عدة خطوات لتتوقف عند باب الغرفة لتعود بسرعة قليلة إليه وتطبع قبله رقيقة خاطفة على شفتيه : اشتقت إليك علي .
انصرفت من أمامه تاركة اياه في حالة عارمه من الدهشة ليبتسم ويتنهد بحب ويهمس : وأنا أيضًا حبيبتي ولكننا نحتاج إلى بعضًا من الوقت .
***
لم تستطع النوم ، تفكر فيما سمعته تقلبت عدة مرات على الفراش ليستيقظ يوسف ويسألها عما بها اضطرت أن تجيبه كاذبه أنها تشعر ببعض التقلصات الطبيعية ، احتضنها ليذهب إلى النوم مرة أخرى وهي لم تستطع إغلاق عينيها ، لا تصدق ما سمعته اليوم
كانت تتمشى كعادتها بحديقة القصر فهي التسلية الوحيدة التي تستطيع الحصول عليها ، فيوسف يمنعها من الخروج خوفًا عليها، وهو أيضًا لا يستطيع الخروج فالاثنان ملازمان للبيت ، ومن كانت تتسلى معها وتقضي الوقت برفقتها مشغولة بحالة أخيها المريض ، شعرت بتغيير كبير في شخصية نور ، فلقد انطوت أكثر على نفسها اختفت ضحكتها الشقية ، وما برز أكثر في عينيها هو الألم والحزن ، لا تصدق أن كل هذا بسبب عمر ، ولكن يوسف أكد لها أن عمر لنور أكثر من أخ فهو المتبقي الوحيد من عائلتها وهو من قام برعايتها وتربيتها فأصبح الأب والأخ والسند ابتسمت هازئة من نفسها ، فوضعها كوضع نور
توفى والدها وهي صغيرة ، لتسافر والدتها إلى لندن للعلاج وتستقر هناك بسبب مرضها تاركة إياها هنا في القاهرة برفقة معتز ، ومربيتها الحبيبة ،وكان من المفترض أن يقوم معتز بما قام به عمر ولكن معتز كان يهمه أشياء أخرى غيرها ، فحنان كانت همه الشاغل ،كان يفكر كيف يستطيع أن يفوز بها دونًا عن الآخرين ، حتى بعد أن تزوج بها لم يعطيها الاهتمام التي كانت تظن أنه سيعطيها إياه ، بل كان يواعد فتيات غيرها والمصيبة الكبرى أن حنان كانت على علم بالأمر فصولات وجولات أخيها العزيز كانت حديث المجالس لا تعلم إلى الآن كيف كان يهيم بحنان عشقًا وكان يخونها مع أخريات ، لا تنكر أنها لم تحب حنان يومًا فهي كانت تشعر أنها لعوب ، تحيا على غزل الرجال بها وتعدديهم لمفاتنها
ثم زاد بغضها لها عندما تزوجت معتز ، فحنان كانت تتعامل معها بشكل سيء لا تعلم سببه ، ولكن مع مرور الوقت اعتادت عليها وشعرت بالشفقة عليها فمعتز لم يكن نعم الزوج ، وشعرت أيضًا أن حنان تحبه كما هو يحبها ولكن ما كان ينغص عليها حياتها مع معتز ، موضوع الإنجاب
كانت تسعى جاهدة أن تنجب منه ولدًا ، وعندما سألتها إنجي عن السبب وقالت لها أنها من الأفضل ألا تنجبي منه ، فالإنجاب سيشلك إذا قررتِ الانفصال عنه .
ارتسمت معالم الدهشة على وجه حنان : لماذا أنفصل عنه ؟ لا شيء في هذه الدنيا سيجعلني أترك معتز!
تعجبت من ردها : ظننت أنكِ ستنفصلين عنه بسبب ما يفعله !
ابتسمت الأخرى بألم : لا لن أنفصل عنه ، بل أريد أن آتي له بطفل لتقر عيناه ، وإن عاجلًا أو آجلًا سيترك ما يفعله ويعود إلي أنا زوجته وحبيبته مهما فعل وأنا على يقين أن ما يفعله مجرد طيش لا أكثر ،ولكنها شعرت من خلال أحاديثها المختلفة مع حنان أن الأخرى كانت ترى ما يفعله معتز عقاب لها هي تستحقه على أشياء فعلتها بالماضي اقتربت هي منها في ذاك الوقت رغم فارق السن بينهما لكنها شعرت بأن حنان تعطيها ما افتقدته من وجود أخت إلى جوارها ، وحنان أيضًا صرحت لها بذلك ، أنها تعتبرها أخت صغيرة لها ، ولذلك كانت تذهب مع حنان وهي ترى الطبيب وتساعدها في رحلتها للإنجاب والفوز بطفل يجعل معتز يكف عن أفعاله ، ولم تستطع إخفاء سعادتها عندما أخبرهم الطبيب أنها حامل ، وطلبت من حنان أن تخبر معتز ولكن الأخرى فضلت أن تخبره عندما يعود من سفره ، ولكن لا تعلم ما حدث بعد ذلك استيقظت صباحًا لتصدم من خبر الوفاة وتجد معتز في حاله من الهياج والغضب لم تجده بها من قبل ، ليقرر أن يسفرها إلى لندن بدون سابق إنذار كانت في بادئ الأمر تظن أنها الرحلة الصيفية كما اعتادت تجلس مع أمها شهرين الصيف لتعود إلى الدراسة لكنها فوجئت بخالها الله يخبرها أنها التحقت بالجامعة وأنه رتب أمر سكنها فبيته يقع بعيدًا عن لندن شعرت بالحنق والغضب من أخيها التي لا تفهم تصرفاته ولكنها فهمت كل شيء عندما تكلمت مع يوسف وأخبرها بأن معتز تشاجر مع ياسين مشاجرة عنيفة وبينهما حالة من الخصام والعداء لا يعلم مصدرها مع كل هذا لا تستطيع تصديق ما سمعته من ياسين فعند سيرها بالحديقة ، سمعت صوته وهو يتكلم مع أحدًا جالسًا معه بغرفة المكتب ،الغضب يعلو بداخل نبراته ، أرهفت سمعها لتستنتج أنه أحد ضباط الشرطة الذي يرتبط مع ياسين بعلاقة وثيقة ولكن ما فهمته من الحديث أن حادثة يوسف كانت مدبرة بالفعل وأن أصابع الاتهام تشير إلى أخيها المبجل
ولكن ما صعقها جملة ياسين : أنها طريقته المفضلة حازم فهي نفس الطريقة التي كدت أن أموت بها مرتين .
__ لا تقلق ياسين ، سأحكم عليه الشبكة هذه المرة ، لا يمكن أن يهرب من العقاب أكثر من مرة .
أشار إليه ياسين بحزم : لا حازم ، طلبت منك التحقيق لأعلم فقط ، ولكني لا أريد أن  أؤذيه ، الوضع معقد وهو أخ زوجة أخي ، ولن تسعد هي بسجن أخاها ، وكذلك أخي لن يشعر بالسعادة وزوجته حزينة على أخاها الذي سأكون السبب في سجنه .
ومنها وعقلها لا يكف عن التفكير ماذا حدث ليدفع معتز لقتل ياسين، إذا كان رتب لقتل يوسف فالسبب معروف رغم أن عقلها لا يقبل ذلك ، ولكن ما السبب وراء العداء الذي أشعله معتز بينه وبين ياسين ؟!
__ أنت مستيقظة إلى الآن ؟
ابتسمت له : نعم ، لم أستطع النوم وفضلت أن أبتعد عنك حتى تستطيع أن تنام أنت فغدًا أول يوم لك بالشركة رغم أني لا أعلم كيف ستذهب وأنت لم تفك ذراعك إلى الآن ؟!
جلس بجانبها وأحاطها بذراعه السليمة : ياسين يحتاجني بشدة هذه الأيام ، فهو مسئول عن سير العمل في شركتنا وشركة عمر ، ولن أدعه بمفرده أكثر من ذلك فالسبب بمكوثي في البيت كانت رجلي، والحمد لله أصبحت بخير ، وإذا كانت على ذراعي ، فلن أستعملها كثيرًا .
ابتسمت له برقة : لن أستطيع أن أثنيك عن شيء تريد أن تفعله أليس كذلك ؟
نظر لها وابتسم بشقاوة : نعم ،وضع كف يده على بطنها وهو يسألها : كيف حال ولي العهد ؟
ابتسمت : بخير ، ولكن من الواضح أنه سيكون شقي كوالده .
__ هل تريدين أن يشبه أحدًا اخر غيري ؟
اقتربت منه أكثر : لا طبعًا .
ابتسمت ابتسامة جذابه لتلمع عيناه ويحتضنها بقوة قالت هامسة : أحبك چو، اهتم بصحتك لأجلي .
رد هامسًا : لا تقلقي سأكون بخير ، هيا لأني لن أستطيع النوم وأنتِ لستِ بجانبي .
***
__بسنت اجلسي قليلًا ، هذه المرة الرابعة التي تدورين بها حولي، الطبيبة أخبرتك أن تلتزمين الراحة وأنتِ لا تستمعين إلى أي فردًا آخرًا غير نفسك .
جلست وكأنها طفلة بالمدرسة أنبها أحد معلميها : أشعر بالقلق محمد ، ولا أستطيع أن أنفضه عن رأسي .
تنهد ليقترب منها وربت على ظهرها بحنان : لماذا حبيبتي ؟
علياء وعمر أصبحا بخير وعلى ما يرام ،وسيعودان غدًا إلى البيت ، الذي تأكدت من ترتيبه ونظافته من نور ووفاء ، ونحن الحمد لله سنرزق بطفل عما قريب ما الذي يقلقك ؟
قالت بضيق : أين هذا الطفل ؟ أنا لا أصدق هذه الطبيبة .
تنفس مرة أخرى ليقول بهدوء : لماذا ، لأنها رفضت إجراء العملية وأخبرتنا أن وضعك الصحي جيد جدًا وتستطيعين الحمل بطريقة طبيعية .
نظرت إليه وقالت بتوتر : ولكني لم أحمل هذا الشهر .
نظر لها مستفهمًا عما تقصده لتقول بضيق : ما بك محمد؟ لماذا الغباء يخيم على رأسك ؟ لم أحمل هذا الشهر .
صاحت بضيق لينفجر ضاحكًا ، قفزت من جانبه غاضبة أمسك يدها ليشدها إليه مرة أخرى ويسيطر على موجة الضحك التي انتابته ، قبل أنفها برقة : إذن هذا ما يقلقك وما يجعلكِ غاضبة هكذا وتنتظري أي شيء لتتشاجري معي من أجله
زفرت بضيق : لا محمد ، بل ما يضايقني الانتظار من شيء فقدت به الأمل .
نظر لها معاتبًا : لا أريد أن أسمع هذه الجملة مرة أخرى ، إذا لم يوفقنا الله هذا الشهر ، سيوفقنا ويرزقنا الشهر القادم
ليكمل بخبث : تكرار المحاولة رائع وأنا أحبه .
ابتسمت بخجل ليضمها الي صدره : هيا لننام فأنتِ غدًا ستذهبين إلى أختك العزيزة لتطمئني عليها ،أبعدها عنه قليلًا ورفع رأسها : هل قلت لكِ من قبل كم أنا أحبك ؟
هزت رأسها نافية ليضمها إلى صدره : لن أستطيع أن أخبرك بسنت بمقدار حبي لك فهو يفوق كل شيء نعرفه بهذه الدنيا ، اعتني بنفسك من أجلى ومن أجل حلمنا .
همست برقه : حاضر محمد ، سأفعل كل ما بوسعي لأحقق حلمنا الجميل
***
نظر لها بعد أن ذهبت إلى النوم فهو لم يستطع النوم فالدفء الذي ينبعث من جسدها أثار لديه جميع العواطف التي يخفيها الأيام الماضية ، ولكن ما جعل النوم يطير من عينيه هي التفاتها إليه واقترابها من صدره لتستكين بين ذراعيه كأنها تأمل أن تجد الأمان عنده ، فعلتها غير متعمدة كما كانت تفعلها من قبل ، نظر لها بحب كبير ليتلاعب بخصلات شعرها ، لن يستطيع الابتعاد عنها أكثر من ذلك ، فشوقه إليها يمزقه ، قضى أيامًا طويلة في التفكير لتتجلى الحقيقة أمامه فحتى لو أنها ابنة حافظ ، فهذا لا يهمه ، لا يعنيه بشيء ، فهو يريدها إلى جواره ، ولكن ما يخيفه حقًا هو ما حدث بينهما أو بالأحرى ما فعله بها جعلها ترتجف خوفًا منها ، فهو لم يفته في الأيام الماضية أنها ترتعد عندما يأتي ليلًا وترتجف إذا مر بجانبها ، يلعن نفسه كل يوم على فعلته الهوجاء في ساعة غضب تملكته ، ولكنه سيعيد الأمور بينهم كما كانت نظر لها بهيام ليطبع قبله خاطفه على شفتيها ، ابتسم لاستمتاعه بتقبيلها ، أراد قبلة أخرى وشعر بأنه لا يستطيع التحكم بنفسه اقترب منها وقبلها قبلة أخرى
فتحت عينيها بذهول ليبتسم لها بحب : هل ستمنعينني من تقبيلك ، أم تسمحين لي بقبلة واحدة أروي بها ظمأي ؟!
نظرت له بتردد لتقول بصوت مبحوح : حسنًا
اقترب منها لتضع يدها على صدره دافعة إياه لينظر لها بتساؤل لتسأله : ماذا تفعل ؟
رفع حاجبيه : ألم تسمحي لي بأن اقبلك ؟
__ نعم ، ولكني اعتقدت انك أخذت قبلتك .
ابتسم ابتسامته الجانبية التي تعشقها : نعم ولكنكِ كنتِ نائمة أنا أريد قبلة وأنتِ مستيقظة .
هزت رأسها نافية ليضمها إلى صدره : أنتِ تعذبينني نور .
رفعت رأسها من على صدره لينظر إلى عينيها والألم يقفز منهما : آسف نور ، على المرة الماضية ، لم أقصد أن أكون عنيفًا هكذا ،سامحيني .
دمعت عيناها لتسقط دموعها على صدره مبللة جاكيت بيجامته ليربت على رأسها بحنان وهو يقول : آسف نور ، لا تبكي من فضلك ، لا تعذبينني أكثر من ذلك
ضمها أكثر إلى صدره لتنهمر دموعها بغزارة اغمض عينيه ألمًا : كفى نور ، أنا أعطيتك كلمتي لن أقترب منكِ اليوم ، ولكن أطلب منك أن تسامحيني ،رفع رأسها ليمسح دموعها بأنامله : هل ستسامحينني ؟
بكت بألم وهي تدعو أن لا يكون حلمًا وان ياسين القديم عاد إليها فهي مستعده أن تسامحه على كل ما حدث وما قاله لها مقابل أن يعود كما كان غفت عيناها وهي تدعو أن لا يكون كل هذا حلما من أحلامها الكثيرة .
***
استلقى على الأريكة الموضوعة بداخل مكتبه ليرتاح قليلًا فاليوم كان شاقًا وها هو لن يستطيع أن يعود إلى المنزل ، فلديه عملية جراحية بعد قليل من الوقت ، فكر أن تغفى عينيه قليلًا ، دق الباب ليزفر بضيق ويتمنى أن لا تكون إحدى الحالات التابعة له فتح الباب وطلت بوجهها الجميل وهي تبتسم : هل يمكنني الدخول؟
اتسعت ابتسامته : طبعًا ، تعالي حبيبتي .
تقدمت إلى الداخل ووضعت الحقيبة الكبيرة من يدها على المكتب الذي أمامها اقترب منها واحتضنها بين ذراعيه وقبل وجنتها :
__ ما الذي جاء بكِ في هذه الساعة المتأخرة ؟
نطقت برقة : جئت لآتي بالطعام لزوجي الحبيب فأنا متأكدة أنه لم يتناول الطعام طوال اليوم بسبب انشغاله بمرضاه .
ابتسم ممتنًا لها وأحكم ذراعيه حول خصرها ليقبلها برقة : شكرًا لكِ حبيبتي ، لا أعلم بدونك ماذا أفعل ؟
__ دكتور ياسر ، مريض غرفة 340 يريدك الآن .
انتبهت لما أمامها لتقول : آسفة ، ظننت أنك بمفردك .
ارتبك : تعالي دكتورة سلمى ، إنها زوجتي ، الدكتورة مريم .
انتبهت مريم إلى الاسم لتلقي نظرة سريعة على من تركض وراء زوجها ، همست بداخلها أنها جميلة ولكنها ليست نوع ياسر المفضل ابتسمت : مرحبًا ، دكتورة سلمى
نظرت الأخرى إلى من تسكن قلب هذا العظيم : مرحبًا ، أنتِ طبيبة أيضًا ؟
ابتسمت : لا أنا مدرسة جامعية ومعالجة نفسية ولكنهم يطلقون علي لقب دكتورة أيضًا لحصولي على دكتوراه في علم النفس .
هزت رأسها : فهمت .
__ حسنًا سأضطر أن أذهب حبيبتي ، هل ستنتظرينني ؟
__ كيفما تشاء ، نظر إلى ساعته ليزفر بضيق : للأسف لدي عملية بعد قليل سآتي بعدها فورًا إلى البيت ، لنتناول الطعام معًا لن أتأخر أنها عملية بسيطة .
__ حسنًا سأنصرف وأنتظرك بالبيت .
نظر بجانبه ليجد سلمى خرجت من الغرفة تبعها ليعود إلى زوجته ويحتضنها بين ذراعيه قبل أذنها وهمس : لن أتأخر انتظريني أنا اشتقت إليكِ  ابتسمت وهزت رأسها موافقة .
_تشعر بالحنق فما رأته بين ياسر وزوجته عندما دخلت إلى الغرفة والآن يدل على أنه يحبها كثيرًا ، سخرت من نفسها بل يعشقها ، ثم ما زاد حنقها أنها جميلة أنيقة وبالتأكيد ذكية ،لم تكن تتوقع أن تكون على هذا القدر من الجمال ظنت لكونها أُمًا عادية فجمالها تبخر مع الحمل بثلاثة أولاد وظهرت خطوط السن على وجهها ولكنها فوجئت بامرأة رشيقة الجسد و جميلة الملامح بل وجهها صغير ويعطيها سن أصغر من سنها الحقيقي
__ دكتورة سلمى
انتبهت إلى صوته لتنظر إليه : أمرها دكتور أعدي المريض محمد إلى العملية ستشتركين بها معي .
ابتسمت بسعادة فهي كانت تتمنى أن تشارك بهذه العملية فهي لم تشترك بواحدة مثلها من قبل : حاضر .
***

أحلامي المزعجة Where stories live. Discover now