الفصل التاسع عشر

267 12 3
                                    


واقفة بمنتصف الغرفة الشاهدة على ما حدث ليلة عقد قران شقيقها
لتزفر بحزن فعندما خرج عمر وهو يصرخ بمحمد
بعد صرخة بسنت التي تناهت إلى مسامعهم خارجًا
ليندفعوا جميعهم  للداخل بما فيهم علياء ليجدوا بسنت ساقطة على الأرض بين ذراعين علي
صرخ علي في محمد : احملها معي للسيارة فهي تنزف بُهت محمد من الصدمة ليسرع عمر بحملها مع علي ويسرعا إلى الخارج لتصرخ بسنت : أريد أن أرى أمي قبل أن أذهب إلى المشفى .
جملة بسنت نبهتهم جميعًا لينظروا إلى الخالة عائشة
لتصرخ علياء وتهرع إلى أمها وتهزها : أمي ، ردي علي ، أمي كلميني .
فاق محمد من صدمته ليهرع خلف علي ، لتنهار وفاء في بكاء حاد وتسرع بجانب شقيقتها تحركت هي بجانب علياء التي أخذت  تردد : إنها لا ترد علي نور ، لا أعلم ما بها ، لماذا لا تكلمني ؟!
حاولت تهدئتها وهي لا تعلم بماذا تجيبها فالصدمة قاسية عليها هي الأخرى ولم تستوعب إلى الآن ما يحدث
لتجد عمر يمسك علياء من ذراعيها ويحملها من الأرض
ويقول لها بهدوء : أكثري من دعاءكِ لها فهي الآن بين يدي الرحمن .
لتصرخ علياء صرخة مدوية وتسقط مغشي عليها
أغمضت عينيها بألم وهي ترى المشهد بأكمله يعاد أمامها مر الآن أكثر من شهر وهي تتذكر هذه الأحداث كل يوم تشعر بالضيق يسيطر عليها فعلياء دخلت إلى المشفى بعدها بانهيار عصبي
وخرجت بعدها بأيام ، لتمكث مع بسنت الراقدة بالمشفى بسبب فقدانها لطفلها الذي تترجاه هي وزوجها من الدنيا شعرت بالحزن على بسنت جدًا وهي لا تعلم هل تحزن عليها لفقدانها لطفلها أم فقدانها لأمها ، ولكن ما يقلقها حقًا موقف علياء ورفضها مقابلة عمر ، كأنها تحمله ذنب ما حدث ،عمر الذى استأنف العمل بالجناح واشترى الأثاث بعد انتهاء أيام العزاء الثلاث وجهز الجناح كأن الفرح سيتم بموعده ،وعندما زاد تعجبها من سر عته في التحضير سألته ليجاوبها :
__ عندما تخرج علياء من المشفى سآتي بها إلى هنا فهي زوجتي ولن أتركها تعيش عند أحدٍ من اخواتها وأنا موجود .
تعجبت من موقفه ولكنها لن تستطيع الاعتراض فهما حران بقرارهما تشعر برائحة الحزن في الأجواء حولها وما يطيب خاطرها ويشعرها بالاطمئنان قليلًا موقف ياسين
فهو أصر على عدم ذهابها للعمل وأن تتفرغ لصديقتها وأخيها ، وقوفه بجانب علي وعمر في هذا الموقف وتهدئته لها في المشفى وهي تبكي على حالة علياء وبسنت وصدمتها في موت الخالة التي  ملأت فراغ موت جدتها وعاملتها كابنة لها حدثت نفسها ونعم الرجل حقًا ، فهو متفهم جيدًا لموقفها ولشعور الحزن المسيطر عليها يأتي لها كل يوم ليطمئن عليها لا يجلس كثيرًا ولكن أصبحت رؤيته لها الجزء المفرح في يومها تنهدت ببطيء وذهبت لترتدي ملابسها لتذهب إلى علياء .

****************

__ كيف حالها الآن ؟
__ بخير عمر ، أنها بخير .
__ علي أريدها أن تعود معي إلى البيت فلا داعِ أن تمكث عندك أو عند بسنت وأنت سمعت وصية أمي جيدًا رحمة الله عليها .
__ سمعتها عمر ، وكنت سأقترح ذلك فلن نقيم حفل زفاف الآن ولا معنى أن تمكث عند بسنت أكثر من ذلك ،ولكن اصبر أن يتم الأربعين وأيضًا تتحسن بسنت فأنت تعلم أنها متعبة بشكل كبير .
هز رأسه بألم : أعلم ، كيف حال محمد الآن ؟
__ يكتم حزنه من أجل بسنت وترك لها البيت فهي تفتعل معه المشاكل لتطلب منه الطلاق .
اتسعت عيناه من الصدمة : الطلاق ، هل جُنت أم ماذا ؟!
__ لا أعلم عمر ، فهي غريبة وفاء تكلمت معها وأنا الآخر ولكنها لا تستمع لأحدٍ منا انظر أنا سأذهب الآن ، وسأنتظرك في الأربعين لتأتي وتأخذ علياء معك ، وأعانك الله عليها .
شد على يده وهو يكمل : عمر اصبر عليها فصدمة موت أمي ستظل مؤثرة عليها لفترة من الوقت .
ابتسم بمرارة : أعلم علي ، لا تقلق .

أحلامي المزعجة Место, где живут истории. Откройте их для себя