الفصل الثالث والعشرون

244 12 3
                                    

رن هاتفها بإزعاج متواصل لتتأفف من هذا الازعاج الذي
لا تعلم مصدره فتحت عيناها لترى لون بشرته السمراء
أغلقت عيناها لتفتحها مرة أخرى فهي تحاول أن تستوعب أين هي لتتذكر البارحة وتحمر وجنتاها بشده لفت عيناها بالمكان لتجد أنها نائمة بين ذراعيه اعتدلت جالسة سريعًا وهي ترمي يده المحاطة بخصرها ليجفل هو ويقوم منتفضًا : ماذا هناك ؟
نور ، ماذا حدث لماذا تنتفضي هكذا ؟
__ لا شيء ، نظرت إلى نفسها وأغلقت أزرار بيجامتها المفتوحة وهي تبتسم بتوتر عاد رنين الهاتف يصدح من جديد
لتقفز من الفراش وتبحث عنه بحقيبتها وهي تشعر بتعجب من هذا الاتصال المبكر ،ركن هو رأسه على حائط الفراش ونظر لها بابتسامة هادئة تأملها وهي تقف بجاكيت البيجاما الذي يصل إلى أعلى منتصف الفخذ وساقيها المصقولتين مزينة بنقوش الحناء الرائعة
عندما وصلت إلى الهاتف كان سكت عن الرنين
لتلف إليه وتقول : أنها علياء ، من المفترض أنهم
سيعرجون علينا قبل سفرهم
انتبهت أنه شارد ولا يسمعها لتنظر إليه فتجد أن عيناه مثبته عليها نظرت إلى نفسها لتجد أنها لا ترتدي بنطلون البيجاما ركضت مهرولة إلى دورة المياه ليسبقها هو ويسد عليها الباب ابتسم : إلي أين ؟
تلعثمت : ابتعد أريد أن أدخل إلى دورة المياه .
اتسعت ابتسامته : توجد ضريبة على المرور ، ادفعي لتمري .
قالت بقوة : ابتعد ياسين ، من فضلك .
__ ألن تسأليني عن الضريبة ؟
__ لا أريد أن أعرف .
__ حسنًا على راحتكِ ، لن أذهب من هنا .
رفعت نظرها إليه : ماذا تريد الآن ؟
ابتسم بخبث : قبلة ، قبليني هنا قالها وهو يشير إلى شامته ليكمل : كما فعلتي البارحة .
نظرت إليه وهي تجاهد ألا تبتسم بوجهه :
__ واحده فقط .
__ نعم .
وقفت على أطراف قدميها لترتفع إليه ليحني رأسه إليها قليلًا وضعت شفاهها بجانب فمه وقبلته قبلة سريعة كما فعلت البارحة .
يشعر بأن قلبه سيقفز من صدره وأن جسده لن يتحمل هذه السعادة وعندما قبلته لم يستطع السيطرة على نفسه فأحاطها بذراعيه ليحملها من خصرها ويلصق جسدها بجسده بقوة يريد أن يزرعها بداخله لتظل بجانبه طوال العمر .
لا تشعر بما يحدث حولها فهي قبلته وهي مغمضة العينين لتفاجئ بأنه يحملها وينثر قبلاته على رأسها ووجهها وعنقها شعرت بأنه يحكم عليها الخناق لتشعر بضيق وخنقه تملكاها بسبب التصاق جسده بجسدها لتدفعه بعيدًا عنها وتحاول أن تتملص من ذراعيه القويتين
فوجئ بها تدفعه بعيدًا عنها وتحاول أن تتخلص من ذراعيه وتتملص منهما ليفكر أنه خجل العروس الطبيعي
فيزيد من قوته وإحكامه عليها ظنًا منه أنها ستهدأ بعد قليل وتعلم أنه لن يؤذيها فتتوقف عن إصرارها في التخلص من احتضانه لها
عندما زاد من احتضانه لها انفجرت ببكاء حاد ليتشنج جسدها بقوة ، وتنتفض بقوة
شعر بخوف وقلق فعلي عليها وانزعج بشده من بكائها وضعها على الفراش بهدوء ليمسح على رأسها :
__ بسم الله الرحمن الرحيم ، اهدئي حبيبتي ، اهدئي
أنا لم أقصد مضايقتك ، بل كل ما قصدته أن أعبر لكِ عن شعوري نحوك فقط ، اهدئي لن أفعل شيئًا إلا برضاكِ .
مسح دموعها ليحتضنها بحنان جم : المعذرة حبيبتي إن كنت أخفتك ، أنا آسف لم أقصد .
قالت بهمس وصوت مبحوح : لا تعتذر أنا مضطربة لا أكثر .
رن الهاتف ثانيةً ليبتسم : من الواضح أن أخاكِ العزيز وصل بالأسفل .
أمسكت الهاتف : أنها علياء .
ردت : صباح الخير ، ماذا بك؟ لماذا تبكين ؟ اهدئي حتى أستطيع أن أفهم ما تقوليه .
صرخت : ماذا ، سآتي حالًا .
أغلقت الهاتف لتذهب في حركة سريعة من أمامه وتبحث عن ملابس مناسبة ترتديها .
عقد حاجبيه بدهشه مما تفعله : ماذا هناك نور ؟
لم ترد عليه وأخذت ملابسها لتتجه بسرعه نحو دورة المياه ليمسكها من ذراعها ويوقفا بقوة ويقول : ماذا حدث ؟
وإلى أين أنتِ ذاهبة إن شاء الله ؟ ألا وجود لي لتقرري ارتداء ملابسك والخروج دون أن تقولي لي ماذا يحدث ؟
ارتبكت : لم أقصد ياسين ، ولكن علياء تقول أن الشرطة قبضت على عمر .
ارتسمت علامة استفهام كبيرة على وجهه :نعم ، لماذا ؟
__ لا أعلم ، ولذا أريد أن أذهب لمعرفة ماذا يحدث .
ترك ذراعها لتتجه نحو دورة المياه لتقف على صوته القوي الهادئ : لن تذهبي ، ارتاحي وأنا سأذهب ، وآخذ يوسف معي .
صرخت باستنكار : نعم ، لا طبعًا ، سأذهب .
نظر لها نظرة قوية : انتهينا نور ، أنا قلت لن تذهبي
سأذهب أنا وأطمئنك .
فكر قليلًا : ارتدي ملابسك .
تهلل وجهها فرحا ظنا انه غير رأيه ليكمل كلامه وهو يبدل ملابسه : سأذهب بك لعلياء فمن المؤكد أنها منهارة وتحتاج لمساعدتك .
نظرت له بغضب : من يحتاج مساعدتي هو أخي .
__ ألا تفهمين أنا أريد حمايتك لا يوجد شيء يجبرك أن تذهبي إلى قسم الشرطة وأنا موجود .
نطقت بقوة : هل نسيت يا باش مهندس أنا محامية وهو محتاجًا  لمساعدتي .
__ سآخذ يوسف والسيد عبد العزيز معي إذا أردت ، استريحي واهدئي ، سأخرجه اليوم بإذن الله ، هيا اجهزي سأوصلكِ لبيتكم .
***
وصلت إلى الفيلا لتجد علياء في حالة انهيار وكلاً من بسنت ووفاء معها
قالت بسنت : نور حاولي أن تتكلمي معها ، وتهدئيها
من المؤكد أن ما حدث خطأ صغير وعمر سيعود اليوم .
هزت رأسها وهي تشعر بالتعجب ماذا فعل عمر لكي يُقبض عليه ،ماذا حدث لا تعلم اتجهت إلى علياء الجالسة على الأريكة وضامة ركبتيها لصدرها وواضعه مقدمة رأسها على ركبتيها وتبكي ربتت على رأسها بهدوء لتنظر إليها علياء وتنفجر باكية
قالت بتوتر : اهدئي علياء ، إن شاء الله خير ، مؤكدًا سوء تفاهم بسيط وسيزول ، اهدئي .
قلبها ينبض بعنف فهي خائفة ولكنها لا تريد أن تزيد الطين بلة وتبكي فتزيد حالة علياء سوءً
تمتمت بخفوت : فليسلمها الله  .
***
نظرت إلى الفتاه الشقراء الآتية نحوها وهي تفكر أنها تشبه أحدًا تعرفه
سألتها ببرود : من أنتِ ؟ هل أنتِ أحد العاملين بالقصر ؟
انقلب وجهها واصفر بشده فهي لم تقابل نادين منذ أن وصلت الأخيرة ابتسمت بتوتر لترد : أنا إنجي .
ظهر يوسف من ورائها وهو ينطق بغضب : أنها زوجتي .
رددت بتعجب : زوجتك ، متى تزوجت ؟ ولماذا لا أعلم ؟
سألت سؤالها وهي تنظر لأمها 
ليجيب هو وهو يجلس على مائدة الإفطار معهم ويجلس زوجته بجانبه : لم يكن أحد يعلم ؟
سأل أحمد :لماذا يوسف ؟ لا أعلم إلى الآن سر اخفائك لزواجك .
رد يوسف بتلقائية : أنت تعلم الحرب الدائرة بين معتز وياسين ولم يخيل لي أن ياسين سيوافق على زواجي من إنجي ، وإلا كنت تزوجتها بحفل زفاف أسطوري كحفل البارحة
نظر لها بحب ولكني الآن أفكر جديًا بإقامة حفل زفاف لها .
ابتسمت : نوارة هانم سبقتك وأقامت لي حفل تعارف بأصدقاء العائلة ومعارفنا .
سألت ببرود : لا أفهم يوسف ما علاقة زوجتك بالمشاكل بين ياسين ومعتز .
ابتسم أحمد : ما بك حبيبتي ، جيجي أخت معتز ألا تتذكرينها ؟!
انقلب وجهها وسيطرت نظرة الكره على عينيها وقفت بسرعة ونطقت بكره : أنتِ أخت معتز ؟
نظر لها يوسف بتعجب ليتكلم أحمد بحرج : اجلسي نادين
ما بك ؟
نطق يوسف بهدوء : نعم .
نظرت لها بكره زائد عندما أكد لها يوسف المعلومة
وقالت بنقمة : سأذهب ، لا أريد الجلوس هنا .
انصرفت من أمامهم ليشعر أحمد بحرج فعلي من تصرفها ،ويشعر يوسف بالتعجب من موقفها لم يتخيل أن ردة فعلها ستكون عنيفة هكذا ولكن أهي غاضبةً من أجل ياسين ؟
طرق السؤال رأسه بعنف ، فهي وياسين ليسا على وفاق
فلماذا إذن غضبها ؟
رن هاتفه ليبتسم بسعادة : أهلًا يا عريسنا الغالي
ذهبت ابتسامته ليقول بجديه : حاضر سآتي حالًا .
أغلق الهاتف لتسأل أمه بتوجس : ماذا هناك يوسف ؟
رد بناءً على رغبة ياسين بالتكتم :لا شيء أمي ، ياسين يريدني أن أقوم بأحد المهام خاصة بالشركة .
وقف : سأذهب حتى لا أتأخر .
انحنى مقبلًا وجنتها وهمس : لا تبذلي مجهود انجي حتى لا تتعبين وإذا شعرتِ بالضيق من أي شيء اجلسي بغرفتنا
ولكن أنا متأكد أن نهى ستجلس معكِ .
ابتسمت :لا تقلق ، سأتدبر أموري
***
خرجوا بعد فترة من القسم احتضن علي عمر
__ حمدًا لله على سلامتك أخي ، كاد قلبي أن يتوقف عندما أبلغتني علياء ، ولكن حمدًا لله أنه سوء تفاهم بسيط وحُل .
ابتسم عمر : سلمك الله علي ، هل هي بخير ؟
__ لم أرها ، جئت على الفور إلى هنا ولكن بسنت طمأنتني عليها منذ قليل ، سأنصرف عمر ، فأنا تركت جنى متعبة .
__ ألف سلامة عليها ، تفضل علي وطمأنني على جنى .
تنحنح يوسف : سأنصرف أنا الآخر ، أتريد شيئًا آخرًا ياسين ؟
__ لا شكرًا يوسف .
صافحه عمر بامتنان : أشكرك يوسف .
ضحك يوسف : علام يا أخي ، لم أفعل شيء ، كنت ستخرج بي أو من غيري ، سلام .
بقيا هما الاثنين ليتكلم ياسين بهدوء وهو ينظر إليه :
__ البلاغ كيدي عمر المأمور أكد لي ذلك والقصد منه تكديرك لا أكثر ولكن ما جعلني متعجب أنه أبلغني بأن من يريد تكديرك لديه نفوذ قوي وعلاقات أقوى وسألني إذا كان لك أعداء ، من هذا عمر ؟ ولماذا يفعل ذلك ؟
تنهد عمر بضيق : أنه عمي ، أنا متأكد .
__ عمك ، وهل بينك وبين عمك عداوة لدرجة أنه يزج بك إلى السجن ؟
أراد أن يبوح فيخف عنه الألم الذي يشعر به :
__ بل أكثر من العداوة ، لو استطاع قتلي لفعلها .
اصفر وجهه ياسين بشده :لماذا ؟
__ خلافات قديمة بينه وبين أبي ، ثم أنه لا يريدني أن أطالب بورثي من أبي ، ولكن والله بعد اليوم سأرفع قضية لآخذ حقي كاملًا ، فأنا لم أعد باقٍ على شيء .
ربت ياسين على كتفه : اهدأ عمر وإذا أردت  مساندتي فأنا معك بما تريد .
__ لا ياسين كل ما أطلبه منك الاعتناء بنور ، وبعلياء إذا حدث أي شيء لي .
__ لن يصل الأمر لهذه الدرجة ، أشار إلى سيارته :هيا بنا فأنا تركت نور عندكم .
__ حسنًا تتناولان معنا الغداء .
__ لا ، رتب لسفرك ثانيةً ، واتركني أنا وزوجتي بحالنا
المهم عمر أن تتأكد من سير عملك بشكل سليم حتى لا يجد ثغرة يضايقك منها فمن الواضح أنه يحفر ورائك اليوم بلغ كيديًا غدًا إذا لم تهتم بما يفعله سيلفق لك شيئًا ليدخلك السجن بالفعل .
***
وصلا إلى الفيلا ليدخل عمر أمامه وقفتا الاثنان والسعادة ترتسم على وجهيهما علياء خجلت أن تقترب منه وسط وجودهم ،لتقفز الأخرى لأحضانه وتحتضنه بحب أخوي رائع قبلته على وجنتيه لتعيد احتضانه : حمدًا لله على سلامتك حبيبي ، ماذا حدث ؟ لماذا قبض عليك ؟
أخذها عمر تحت ذراعه : لا شيء ، أنه سوء تفاهم بسيط .
-الحمد لله .
نظر لها ليبتسم ويقترب منها مسح دمعة كانت معلقه بجفنها وهمس : أنا بخير ، لا تقلقي .
قالت بسنت التي مازالت متواجدة فوفاء غادرت منذ قليل عندما أبلغهما علي أن عمر بخير وآتيًا بالطريق :
__ حمدًا لله على سلامتك عمر ، سأنصرف علياء .
__ سلمكِ الله بسنت ولكن انتظري تغدي معنا .
ابتسمت : لا ، شكرًا لك عمر ، محمد لم يأتي معي لأنه مسافرًا ، وإلا لم يكن ليتأخر عنك .
__ أعرف بسنت ، علي أخبرني ، والمعذرة لإزعاجكم جميعًا .
__ لا تقل ذلك عمر فالأخ لا يعتذر من إخوته ،أتريدين شيئًا علياء ؟
قامت معها لتتبعهم نور : انتظري نوصلك معنا بسنت .
__ لا اذهبي مع زوجك يكفى أنكم خرجتم يوم صبيحة زواجكم .
سألت بابتسامة خبيثة : لم تطمئنينا عليكِ ، انشغالنا بعمر ونسينا أن نسألك ؟
انقلب وجهها للأحمر القاني لتضحك علياء بمرح :
__ أحرجتها بسنت ، اذهبي حتى لا تدعو عليكِ .
ضحكت بسنت : حسنًا سلام ، ولا تنسي مرة أخرى سنطمئن عليكِ .
ضحكت علياء وودعت أختها لتنظر إلى نور وجهها شاحبًا :
__ ما بكِ ، لا تغضبي من بسنت أنها تمزح معك .
__ لا طبعًا لم أغضب منها ، أنها أختي مثلك تمامًا ولكني أشعر بالتعب قليلًا .
__ حسنًا اجلسي لترتاحي واذهبي لتجلسي بجانب زوجك فأنتِ لم تتكلمي معه منذ أن وصل .
ذهبت لتجلس بجانبه رغم غضبها الشديد منه فهي غضبت من إصراره على عدم ذهابها معه .
***
يشعر بالغيرة تنهشه منذ أن أتى وشاهد استقبالها لآخاها و كم القبلات التي نثرتها على وجهه والأحضان زوجته نفسها لم تفعل ذلك وهو لم تحن عليه بكلمه واحدة ولم تسأل عن حاله
يعلم أنها غاضبه بسبب أنه أصر على عدم ذهابها معه
ولكنه أراد حمايتها والحفاظ عليها ويعلم أيضًا علاقتها الاستثنائية مع أخاها فهو من تبقى لها من عائلتها ولكنه لم يستطع التحكم بغيرته شعر بجلوسها بجانبه لينظر إليها راعه وجهها الشاحب
اقترب منها قليلًا: ما بكِ ؟ أنتِ متعبة ؟
__ نعم ، أشعر بقليل من التعب .
__حسنًا هيا لنذهب .
هزت برأسها موافقه ليقول : سننصرف عمر ، هيا نور .
قامت واقفه ليقترب منها عمر ويحتضنها مودعًا : أنتِ متعبة نور ؟
ابتسمت : لا ولكني أريد النوم ، سلام نراكما على الخير .
__ المعذرة ياسين أخرجتك يوم صباحيتك .
ضحك ياسين : وهل أنا فتاه ممنوع علي الخروج ، ثم إن الجلوس بالفندق ممل
أفكر أن آخذ نور ونسافر الغردقة أو مارينا لنقضي بها يومان قبل السفر إلى اليونان .
__ فكرة ممتازة ، سأسافر غدًا إن شاء الله .
__ تعود سالمًا بإذن الله ، عمر إذا احتجت شيء لا تتردد واطلبه على الفور ، ولا تجعلني أردد هذا الكلام على مسامعك ثانيةً .
__ حاضر لا تقلق .
__ سلام .
ودع أخته وزوجها ليعود إليها نظر لها مبتسمًا وجلس بجوارها لترتمي بحضنه وتبكي ربت على رأسها مهدئًا : كفى علياء كُفي عن البكاء أنا امامك وبخير لماذا تبكين ؟
__ كاد أن يتوقف قلبي عمر ، لا أعلم ماذا أفعل بدونك .
__ سأظل معكِ حبيبتي ، لا تقلقي ، هيا اجهزي لنخرج
فاليوم ضاع هباءً ولم نسافر ، سأستحم وأبدل ملابسي ونخرج نقضي اليوم بالخارج واطلبي ما تريدين سأنفذه على الفور .
***
وصلا إلى جناحهما بالفندق لتدلف للداخل وهي متعجبة منه طوال الطريق صامت ويمسك مقود السيارة بقوة تظهر أنه ضائقًا من شيءٍ ما ، احترمت صمته ولأنها متعبه لم تسأله عن غضبه ، قررت أنها عندما يصلا وتستريح قليلًا ستسأله وتتكلم معه وتعلم ماذا حدث بالقسم لأنها لم تستوعب أنهم يقبضون على عمر بسبب سوء تفاهم أخذت ملابسها لتدخل إلى دورة المياه لتستحم وتبدل ملابسها .
جالس بغضب مكبوت يتابع تصرفاتها بعينيه لم يستطع أن يسيطر على شعوره بالغيرة وخصوصًا أنها تعاملت معه ببرود ولا مبالاة أمام أخيها وزوجته .
دخلت إلى دورة المياه ليزفر بضيق من صمتها وأنها لم تكلف خاطرها أن تسأله عما يضايقه سمع صوت ارتطام قوي بدورة المياه ليشعر بالقلق دق الباب بقوة : نور ردي علي ، هل أنتِ بخير ؟
لم تجاوبه ليفتح الباب وحمد الله أنها لم تغلقه من الداخل عندما وجدها مستلقيه على الأرضية الرخام ليسرع بحملها إلى الفراش أتى بعطرٍ قويًا له وقربه منها تأوهت ليضرب خدها بخفه :
__ نور ، نور أفيقي حبيبتي
فتحت عيناها ببطيء رأسها يؤلمها بقوة ، تأوهت مرة أخرى
لينظر لها بقلق : نور
قالت بهمس وبطئ : أنا بخير الآن .
__ استريحي حتى أطلب الطعام ، من الواضح أنه سبب الإغماء أنكِ لم تتناولين الفطور وخاصة أنكِ البارحة مثلتِ أنكِ تؤكلين .
ابتسمت : أريد النوم ياسين ، اتركني أنام .
وضع رأسها على الوسادة ودثرها بالغطاء وذهب ليطلب الطعام
استيقظت بعد وقت ليس بكثير على شيء ناعم يلف حول وجهها لتجده يطل بوجهها بابتسامته الرائعة وبيده ورده حمراء ناعمة : صباح الورد حبيبتي
ابتسمت بتلقائية ليكمل هو ويضع الوردة بشعرها : هيا قومي لنتناول الطعام فأنا جوعان .
نظرت إليه بشعره المبلول وقطرات المياه تقطر منه
نهض من جانبها وهو يقول بشقاوة : ارتدي ملابسك وتعالي .
خرج وأغلق الباب خلفه لتعقد حاجبيها تعجبًا لتتذكر أنها خلعت ملابسها نظرت إلى نفسها تتأكد من ذاكرتها لتجد أنها ترتدي ملابسها الداخلية فقط ،احمر وجهها فمن المؤكد أنه رآها هكذا لا تعلم كيف ستجلس معه بعد أن رآها هكذا قامت وقررت الاستحمام لتسيطر على توترها قليلًا .
شعر بالقلق من تأخرها فذهب لينظر ما بها ، قلق من أن يكون أصابها الإغماء مرة أخرى دخل إلى الغرفة ليجدها فارغة لتخرج وهي مرتديه روب الاستحمام احمر وجهها خجلًا عندما رأته واقفًا بمنتصف الغرفة ارتبكت ليبتسم : الأكل سيبرد ، لا تتأخري .
خرج وأغلق الباب وراءه لتبتسم على تفهمه لخجلها
قررت أن تختزل الخوف الذي يسيطر عليها وترتدي شيء أكثر تحررًا وقع اختيارها على فستان صيفي كتان أبيض بورود لونها أحمر ووردي قصير فوق الركبة ضيق إلى الخصر ومنفوش قليلًا من الأسفل حملاته رفيعة تربط على الرقبة وصدره عار ويكشف عن نصف ظهرها
نظرت إلى نفسها بالمرآه لتحمر وجنتيها بعد أن وضعت قليلًا من الزينة بوجهها ،وثبتت الوردة بخصلات شعرها الجانبية نظرت إلى نفسها ثانيةً وهي تشعر أنها لن تستطيع الخروج هكذا قررت أن تبدل الفستان ليفتح باب الغرفة ويطل برأسه :
__ هيا نور أنا مت جوعًا .
انتفضت من صوته لتنظر اليه من خلال المرآه وتهز رأسها إيجابًا خرج سريعًا من الغرفة وهو يتنفس بقوة
مظهرها بهذا الفستان العارٍ يقفز أمام عيناه ويسيطر على تفكيره، لماذا هي فائقة الجمال هكذا ، كيف سيتحمل أن تكون قربه بعد قليل والمفروض أنه يحترم خجلها
زفر فهي لا تعطيه فرصة ليقترب ، ولكن أليس ارتدائها لفستان كهذا معناه علامة له بالقرب ابتسم وهو يُمني نفسه بأن يكون استنتاجه سليم خرجت لتقترب بتوتر وتجلس بجانبه
ابتسم بوجهها : تناولي الطعام ولا تخجلي مني ، حتى لا يصيبك الإغماء مرة ثانية
***
زفر بضيق وهو يسمع بكائها : نور من فضلك توقفي عن البكاء .
ازداد نحيبها وقالت من بينه : لا أستطيع التوقف .
مرر يده بين خصلات شعره بعصبيه ، لا يعلم سر خوفها بهذه الطريقة ،نعم هو أزاد هذه المرة ولكنها ازداد بكائها عن كل مرة ، شعر في أول الأمر أنها تكبت رغبة البكاء لديها وتحاول أن تسيطر على الخوف الذي ينتابها ولكنه عندما أزادها عليها انفجرت بنحيب حاد وسوس له عقله هل تعرضت لحادثه هي ما تجعلها ترتجف هكذا ، شحب وجهه وشعر بالغضب يسيطر عليه أمن الممكن أنها تعرضت للتحرش أو الاعتداء ولذلك يتملكها الخوف هكذا عندما يقترب منها ؟
التفت إليها ونظر لها مطولا ليقترب منها بهدوء واحتضنها بين ذراعيه : كفى نور ، كفى بكاء حبيبتي
أخبريني لماذا تخافين مني هكذا ، هل فعلت شيئًا أخافك مني ؟!
هزت رأسها بلا ،لتقول بصوت مبحوح من كثرة البكاء :
__ أمهلني بعض الوقت ياسين حتى أعتاد عليك .
هز رأسه موافقًا واحتضنها مهدئًا وهو يشعر بأنه يتمزق إلى نصفين ، نصف متمزق عليها وشعوره بالحنان نحوها والحزن أن تكون تعرضت للشيء الذي يتوقعه
ونصفه غاضب بشده لا يتخيل مجرد التخيل انه يوجد أحد اقترب منها أو آذاها
زفر بضيق : استغفر الله العظيم ، انتظر ياسين أكيد أنه خجل مجرد خجل .
***
اليوم عائدين إلى القصر اليوم الماضي بأكمله كان رائعًا فنور رفقتها رائعة وخصوصًا أنه لم يقترب منها
بعد آخر مرة ، سيطر على مشاعره قليلًا فهو وعدها
بأن لا يقترب منها وها هو ينفذ وعده ، لا ينكر أن خوفها تضائل قليلا عندما يقبلها لم تعد تنتفض كسابق عهدها
ابتسم عندما رآها ببدله رائعة من اللون الأبيض في الفضي
مظهرها الرقيق يذهب بعقله : جاهزة حبيبتي .
اقتربت منه وأحاطت عنقه بذراعيها وتقف على مقدمة حذائها لتطول رأسه قبلت وجنته بخفه : نعم ، هيا بنا
أحاط خصرها بذراعيه : ألن تستطيعي الوصول إلى رأسي دون أن تقفي على مقدمة قدميك .
ابتسمت وهي تشير إلى كعب حذائها : لا ، انظر إن طوله سبع سنتيمترات وأيضًا أقف على مقدمة الحذاء لأستطيع أن اقترب من عنقك .
ضحك وهو ينحني إليها ويحتضنها : أنزل أنا حبيبتي .
ابتسمت : هيا حتى لا نتأخر .
__ هيا .
تشعر بأريحية الآن بالتعامل معه ، وخصوصًا أن رعبها منه توقف عندما توقف هو عن الاقتراب منها ، تعلم جيدًا أن ذلك لن يدوم ولكنها تعتاد مع الوقت تجبر نفسها على الاقتراب منه وتقبيله على وجنتيه والجلوس بحضنه في أوقات تفعل كل هذا وهي ترتجف خوفًا ولكنها بعد قليل تشعر بالهدوء والأمان يسيطر عليها وتحدث نفسها أنها مع الوقت ستعتاد عليه .
سأل وهو يقود السيارة : كيف حال عمر ؟
ابتسمت : أنه بخير ، وعلياء سعيدة كثيرًا بالرحلة .
__ إن شاء الله نسافر بعد آخر الاسبوع فأمي مصرة على إقامة الحفل وخصوصًا أنها تريد إسعاد نادين قبل سفرها .
__ لم أتعرف جيدًا عليها ، فأنا رأيتها فقط في حفل الزفاف هل هي ك نهى ؟
تنحنح : لا إطلاقًا لا تقترب منها فهي منطوية ليست مرحة وشخصيتها منغلقة ، ولا تستائي منها إذا تعاملت معك ببرود فهي تتعامل معنا جميعًا بهذا الشكل .
هزت رأسها وهي تشعر بالتعجب من ياسين من الواضح أنه انتهز الفرصة ليبرر تصرفات ستفعلها أخته ولكنها ممتنه أنه راعي مشاعرها حتى من قبل أن تضايقها أخته الأخرى وصلا ليجدا نواره هانم في استقبالهما
استقبلتهم بحفاوة وحب بالغين احتضنتها بحنان ودفء اشتاقت إليهم نور فمن بعد وفاة جدتها لم يضمها أحد بهذا الحنان الأمومي إلا الخالة عائشة التي توفاها الله هي الأخرى
من الواضح أن الله عوضها بهذه الأم البديلة .
__ مبروك حبيبتي ، إذا ضايقك ياسين بشيء أخبريني وأنا سأعلمه كيف يعامل الرقيقات فابني الغالي يكون جلفًا في بعض الأوقات .
ابتسم ياسين ليحتضن أمه : لن اضايقها أمي استريحي ولا تملئي عقلها ضدي من فضلك .
احتضنته امه بحب: لا أملئ عقلها أوضح لها أن لها سند بهذا البيت ضدك حتى لا تستقوى عليها .
ضحك ياسين بقوة : أستقوى على نور ، أنتِ طيبه أمي
لا تستخفي بها أنها قوية لا يغرك أن حجمها ضئيل .
احمر وجهها من مقولته لتربت الأم على ظهرها بحنان :
__ وأنا أشجعها على أن تظل قوية .
ضحك : إذًا أنا خارجًا من بينكما .
ابتسمت الأم : نعم اذهب وخذ زوجتك واصعدا إلى جناحكم .
أدار عيناه : أين بقية العائلة الكريمة ؟
__ نهى انصرفت هي وزوجها إلى بيتهم ،وأحمد أخذ الأولاد وخرجوا ولكن نادين رفضت الخروج
يوسف لا زال بالشركة وزوجته أعتقد أنها نائمة .
كح بهدوء : إنجي أمي ، هل كانت جالسة معك ؟
نطقت بهدوء : رأيتها منذ قليل كانت بالحديقة سلمت علي وصعدت إلى غرفتها .
ابتسم : اطلبي شركة الديكور ليجهزوا الجناح ليوسف أمي
و أبلغيها أن ترتب الجناح بما تريده واطلبي من الشركة أن تجهز لهم غرفة للطفل .
ابتسمت أمه : إذًا أنت راضٍ الآن .
__ نعم أمي ، سأذهب لأستريح قليلًا ، سنأتي على موعد العشاء .
__ لا ، خذوا راحتكم والطعام سيأتي به إليكم أحد العاملين بالقصر .
__ هيا نور .
قامت لتصعد معه إلى الأعلى وعند أعلى السلم التفت إليها مبتسمًا ليحملها بسرعة
همست : ياسين أنزلني ، لا أريد أحدًا أن يرانا هكذا .
__ لا لن اُنزلكِ فأنا قلت لكِ من قبل أني سأحملك و نحن داخلين إلى بيتنا .
توقف أمام باب الجناح : ها هو بيتنا حبيبتي ، سمي الله  .
تمتمت : بسم الله الرحمن الرحيم .
دخل برجله اليمين ليقول لها هامسًا وهو ينزلها : أخبريني برأيك .
تنفست بسعادة : الله ، جميل ياسين ، رائع الألوان والتنسيق وكل شيء جميل
لفت إليه لتحتضنه : شكرًا حبيبي .
احتضنها بين ذراعيه ليهمس : ألن تحني علي نور ؟
لا أريد أن أتعجلك ولكني لن أحتمل أكثر من ذلك .
ابتلعت ريقها بصعوبة لتقول بارتباك : كل شيءٍ بوقته جيد .
__ وأنا أنتظر الوقت المناسب .
بعد وقت شعرت بالملل فياسين نائم وهي لم تستطع النوم لتغيير الفراش ارتدت شيئًا لائقًا وخرجت وهي تمني نفسها برؤية إنجي والجلوس معها بدلًا من الجلوس بمفردها شعرت بحركة بغرفة المعيشة التي تقع بجانب السلم اتجهت وهي تفكر انها من الممكن أن تكون إنجي ابتسمت بتلقائية وهي تدخل إلى الغرفة لتجدها نادين
احتفظت بابتسامتها لتتقدم إلى الداخل : مرحبًا .
نظرت إليها ببرود : أهلًا .
توترت من الاستقبال : كيف حالك؟
نظرت لها مطولًا : بخير .
صمتت نور وهي تشعر بالتعجب منها ومن مقابلتها وتذكرت كلام ياسين لتشعر بأنها متطفلة عليها فقررت أنها ستتركها بمفردها همت بالحركة لتقول الأخرى بلهجة ساخرة : عجيب ، أنتِ لا تشبهينها إطلاقًا .
التفت إليها بتعجب : أشبه من ؟!
__ حبيبة ياسين القديمة ، كنت أظن أنكِ تشبهينها فياسين لم يدق قلبه إلا لها وعندما أخبرني أحمد أنه يحب زوجته ظننت أنكِ تشبهينها حتى لو من بعيد ، ولكن أنتِ مختلفة بشده
أكملت بسخرية شديدة : هي كانت أجمل بكثير .
نظرت لها نور بعصبيه وقالت بنبرة قوية أخفت بها ضيقها :
__ شكرًا ،من الأفضل أني لا أشبهها فهذا يجعل ياسين يحبني لشخصي وليس على أثر شخص آخر ، بعد إذنك .
انصرفت وهي تشعر بغضب شديد من وقاحة كلماتها
وشعرت بالغيرة تؤكلها أيضًا من ذكرى حبيبة جميلة
بل أجمل منها على حسب كلام نادين هانم
لم يخبرني عنها قط ، كيف سيخبرك نور ؟ أيخبرك بأنه أحب من قبل ، ثم أين عقلك طبيعي أن يكون أحب من قبل إن عمره تجاوز الخمسة والثلاثين عامًا زفرت بضيق لتنتبه على صوت إنجي المرح :
__ ما بالك نور ؟ ناديت عليكِ مرتين ولم تردي ثم زفرتي بضيق ، أحدث شيء ضايقك ؟
ابتسمت بوجهها : لا ،كنت أبحث عنك ولم أجدك وسرحت بتفكيري ولذا لم أسمعك .
__ هيا نجلس سويًا فيوسف لم يعد إلى الآن وإذا جلست لوحدي أكثر من لك سأجن فأنا أشعر فالقلق يداهمني بسبب تأخره ، أين ياسين ؟
__ لا إن شاء الله يعود سالمًا ، نائمًا ولذا أنا الأخرى كنت أبحث عنكِ لأجلس معك .
__ تعالي نجلس بغرفة المعيشة .
ارتبكت نور : لا ، تعالي ننزل للحديقة .
همت لتسألها لماذا ؟
لتفاجئا بخروج نادين من الغرفة نظرت لهما ببرود وابتسمت ابتسامة متكلفة لنور ورمت إنجي بنظرة كراهية لتنصرف من أمامهما بغرور وتعالي
همست انجي : الآن عرفت سبب رفضك للدخول هناك .
تنحنحت بإحراج : لا أعلم ما بها ، ولكن ياسين أخبرني أنها متقلبة المزاج وانطوائية قليلًا.
دخلا للغرفة وإنجي تقول : إذا كانت متقلبه معك فهي تكرهني
نظرت لها نور بتعجب لتردف: نعم ، ولكني لا أشغل عقلي بمن يحبني ومن يكرهني كل ما يهمني يوسف ،يوسف فقط .
ابتسمت : أخبريني كيف تزوجتما ؟
__ لا مرة أخرى يكون يوسف موجود ، لأني أحب أن أسمعك القصة منه ، يقولها بأسلوبه المرح الذي أعشقه .
ضحكت نور : من الواضح أنكِ تحبينه .
صرحت بتلقائية مرحة : بل أعشقه ، أهيم به حبًا منذ صغرنا .
انصدمت نور من تلقائيتها لتكمل هي سائله : وأنتِ أخبريني كيف التقيت بياسين ؟ يوسف أخبرني أنه يحبك جدًا .
احمر وجهها بشده وخفضت بصرها بخجل
لتفاجئ بصوته الرخيم : يوسف مخطئ ، أنا أعشقها .
التفتت إليه والاحمرار يسيطر على وجهها والوهج من كلمته أشعل السخونة بجسدها لتنتبه على صوت ضحكة إنجي :
__ أخجلتها يا ياسين ،تفضل
دلف إلى الغرفة ليجلس ملتصقًا بها ونظر إليها قليلًا لينقل بصره إلى إنجي : كيف حالك اليوم ؟ وحال ابن أخي ؟
__ أنا بخير ، ممكن أن تصبح ابنة أخاك .
__ لا يهم ، المهم أن يصل بالسلامة .
__ أريده ولدًا لنزوجه من بنتكم فهي ستأتي فائقة الجمال كوالدتها .
ابتسم ياسين : لن أزوج ابنتي لابن يوسف هل جننت
أكيد سيأتي مجنون مثل أبوه .
__ أحلى مجنون بالعالم ،وأحبه بجنونه .
رفعت حاجبيها بصدمة من مقولتها ،المرة الأولى ظنت أنها صرحت بمشاعرها لأنهما لوحدهما ولكن عندما رددت مقولتها أمام ياسين شعرت بتعجب من هذه الفتاه التي لا تخجل من مشاعرها .
ضحك ياسين على مقولتها ليرد بمزاح : الجنون صفة مشتركة إذًا .
قهقهت إنجي ضاحك : نعم .
رن هاتفه لينظر بتعجب سألته : من ؟
__ لا أعلم رقم غريب ، انتظري .
خرج ليرد على الهاتف لتلتفت إلى إنجي ولفت نظرها وجهها الشاحب وتعجبت من تغييرها المفاجئ: ما بالك جيجي ؟
__ لا شيء ، أشعر أني لا أستطيع أن أتنفس ،قلبي مقبوض .
اقتربت منها ورتبت على ظهرها بحنان : تنفسي جيجي ، اهدئي وحاولي أن تتنفسي ، تعالي اغسلي وجهك بماء بارد وحاولي الهدوء فالاضطراب مضرًا لكِ .
خرجا الاثنتين من الغرفة نور تسير بجانبها ليتناهى إليهما ياسين يقول : بأي مستشفى ، هل هو بخير ؟
من فضلك أخبرني ؟
تقدمت إنجي بسرعة إلى جانبه وتعلقت بذراعه وسألت بإلحاح : ما به يوسف ؟ أجبني ياسين ؟
تنفس بقوة ليقول : أنه بالمشفى لقد تعرض لحادث سيارة .
***

أحلامي المزعجة Unde poveștirile trăiesc. Descoperă acum