الفصل الثالث عشر

281 17 1
                                    


وقفت تنظر إلى نفسها في المرآه ، تكمل وضع باقي زينتها لتزيد من جمالها الطاغي ، نظرت أكثر إلى وجهها وتأملته ، لتتذكر أنه ولا مرة عندما قابلته في الماضي تكبد عناء النظر إليها ، لم ترى أبدًا النظرة التي يرمقها بها الشباب عادة بعينيه
فبحكم أنها كانت زميلة وصديقة إلى بسنت كانت تراه هو و علي كثيرًا كانت نظرات علي دائمًا تلاحقها وتبين إعجابه الشديد بها ، أما هو فكان لا ينظر إليها أبدًا ، كانت نظراته تحتلها هذه المفعوصة الصغيرة التي كانت في ذاك الوقت لم تزل طفلة ، أغضبها هذا الأمر جدًا فشعرت بأنه أهان  أنوثتها وكرامتها ، حينها بدأ علي بالتقرب إليها وابداء إعجابه بها
لا تنكر أنها مالت إليه فشخصيته المرحة أسرتها ، ولكنها لم تنسى أن عمر لم يلتفت إليها يومًا
ولا تنسى عندما كانت مخطوبه إلى علي وتناهى إلى مسامعها عن طريق الخطأ أن الخالة عائشة كانت تريد لعلي أن ينتظر نور ويقترن بها ، يومها زاد كرهها لهذه العائلة التي لا يربطها بها إلا كرامتها التي أهدروها
وأيضًا بعد زواجها نبهت علي أن عمر يكن مشاعر خاصة إلى علياء ، كانت تتوقع ثورة علي وقطعه لعلاقته مع عمر وبهذا تكون تخلصت من نور و أيضًا تخلصت من إهدار كرامتها التي تشعر به كلما رأت عمر
ولكنها فوجئت بابتسامة علي تشرق وجهه وهو يخبرها بأنه يعلم
فبرغم من أن صديقه لم يتكلم معه ولا مرة إلا أنه يشعر بمكنونات صدره ، ويتمنى أن يفاتحه عمر في موضوع الزواج في القريب العاجل
اندهشت من موقف زوجها ولكنها لم تشأ أن تتحدث في هذا الأمر مرة أخرى حتى لا تستثير ذكاء علي فمن عشرتها معه وجدت أن ذكاءه حاد وعلى الرغم من طيبته وحلمه معها وحبه لها الذى يرتفع إلى مرتبة العشق إلا أنه عندما يغضب يتحول إلى شخص آخر يصعب التعامل معه
زفرت بضيق وهي تنظر إلى نفسها في المرآه مرة أخرى فقد انتهت من زينتها كما يحبها علي ،لا تفهم نفسها في بعض الأحيان هل تحبه أم لا هو لم يكن فارس أحلامها التي كانت ترسم صورته في خيالها، ولكنه يغدق عليها من عواطفه التي
تجعلها تشعر بأنها أنثى كامله رغم عيوبها التي تعرفها جيدًا إلا أن كرم أخلاقه وحسن شخصيته يجعلاه لا يذكرها بأحد منها، بل يتحملها ويتحمل عصبيتها وغرورها في بعض الأحيان بصدر رحب وابتسامة هادئة وفي كل مرة تغضب منه يأتي ويصالحها ويشتري هديه قيمة أيضًا ليراضيها بها ، لذلك تفعل له ما يحب وتحاول أن ترضيه في بعض الأحيان


***
تقف أمام محل الجوهرجي تراقب سعادة أخيها وصديقتها
التي تشع من عيونهم ، هي أيضًا تشعر بسعادة عارمة تغلف المكان وتحيطها من كل جانب تبتسم على تعليقات علي وعمر التي تجعل علياء تحمر وتخجل والارتباك يسيطر عليها تقدمت بجانب صديقتها
__ كف أنت وهو عن المزاح معها بهذه الطريقة ، حتى تستطيع التركيز فيما ستشتريه
ضحكا الاثنان ليجدوا بسنت أمامهم فيدلفوا جميعًا إلى داخل المتجر ويبدأ البنات بانتقاء الأشياء وعلى علياء أن تختار من بين جميع الأشياء
زفر علي بعد وقت طويل إلى حدٍ ما : أخيرًا
قالت بسنت بنبرة قويه ولكن بصوت منخفض وهي بجانبه: ما بالك ؟ يوم شراء شبكة حرمك المصون أخذنا ثلاث ساعات فكان كل شيء لا يعجبها
عقد حاجبيه ونظر إليها متفحصا أمال رأسه إليها
__ بل ما بالكِ أنتِ ؟ وما هذا الهجوم الدائم على آية ؟ هل أغضبت أحدًا منكن أو أغضبت أمي ؟
تنهدت ببطيء : لا يا علي ، ولكني أرى  أنك ضائق بنا هذه الأيام
عمت الدهشة ملامحه  : بسنت ، لابد أن تعلمي جيدًا أنني لم ولن أضيق بكن أبدًا فأنتم عائلتي و لن أفعل إلا ما يرضيكن دائمًا
التفت إلي علياء : ها يا عروسة ، هل انتهيت ؟
هزت رأسها والابتسامة تعلو شفتيها : نعم
احتضنتها نور بحب : مبروك حبيبتي ، إذا ضايقك عمر في يوم
أبلغيني وسوف أحيل حياته جحيمًا إلى أن ترضي عليه
ضحك علي : ليكن الله في عونك يا صديقي ستتفقن عليك من الآن
ابتسم عمر : أنا راضي باتفاقهن ، أخرج أنت منها
ضحكت بسنت : للأسف يا أخي العزيز دائمًا ما تحرج نفسك
تعالت ضحكاتهم في المتجر وسط مباركات الجوهرجي ودعائه لهم  بالسعادة دائمًا
أخرج لهم علبه من الشوكولاتة وهو يبدي تهنئته لهم ، فأخذ كل منهم واحدة
هتف علي : أنها شوكولاتة الحظ ، هيا عمر اقرأ حظك فإن كان ينبئك بسوء الحظ فالوقت مناسب لتتراجع
__ علي ، لا مزاح في هذه الأشياء قالت بسنت
__ أنا لا أمزح فهي بالفعل شوكولاتة الحظ
__ لن أغير رائي مهما حدث ، ولذلك سأرى ما تقوله لي شوكولاتة الحظ هذه
فتح الشوكولاتة ليخرج منها ورقة صغيرة ويقرأ بصوتٍ عالٍ
__ سعادة أبدية مع شريك حياتك
قالت نور مداعبة : حتى الشوكولاتة تحرجك علي
ضحكوا جميعًا على مظهر علي المنحرج
وبدأوا كل منهم يقرأ ما بداخل الشوكولاتة التي معه
بسنت : زائر جديد في الطريق إليك
قالت مازحة :من هذا الذي سيأتي إلينا ؟
علي : من الممكن أن أحمد سيتزوج بأخرى
خبطته على كتفه مازحة : لا يستطيع أن يفعلها
قال بيأس: اعلم فأنتِ سببتِ له عقدة من الجنس الآخر
ضحكوا جميعًا لتمط شفتيها في زعل فيحيطها بذراعيه
__ أمزح يا عزيزتي ، أين سيجد مثلك ، فأنتِ ملاك
ضحك عمر من نبرة صديقه المغيظة
ليلتفت إليها : ها وأنتِ حبيبتي؟
__ هاي أنت ، احترم وجودي
قالت نور: أخبرينا علياء ماذا وجدت؟
قالت هامسة والخجل يكسيها : سعادة أبدية مع شريك حياتك
ارتفعت أصواتهم فرحة ليقول علي :هنيئًا لكما بالسعادة
خرجوا من المتجر وعلياء تحمل علبة شبكتها المخملية في سعادة وأشارت إلي نور وعلي : أنتما الاثنان لم تخبرونا بما وجدتم
رد علي : المفاجآت ستهبط عليك من السماء
أردف بأسى : لا أريد أي مفاجأة في المنزل ولا العمل أيضًا
ضحك عمر : لا تبتئس من الممكن أن تكون مفاجأة جيدة
رفع يديه عاليًا : يا رب ، ولكني أعلم نفسي جيدًا فأنا نحس
ضحك عمر ليلتفت إلي أخته : وأنتِ نور
__ سأري الآن
أخرجت الورقة الصغيرة لتقرأ بصوتٍ عالٍ :
شخص جديد يدخل حياتك يقلبها رأسًا على عقب.
نظرت بسرعة إلى علياء لتجد الأخرى تبتسم إليها
اقتربت منها وقالت بخبث : أتساءل من هذا الشخص ؟
لكزتها بكوعها : ليس الآن حتى لا ينتبه عمر إلينا
قال علي مازحًا: من الواضح يا علياء أنه أنتِ هذا الشخص
ضحكوا جميعًا على مزحة علي التي أدت إلي احمرار وجه علياء
ليقول عمر بحنان : حقها ، فلتقلب حياتنا كما شاءت
احمر وجهها أكثر من نظرة عينيه والحب والحنان الواضحان بها
__ حسنًا هيا لأوصلكم ، أتمنى أن  تعجب الشبكة خالتي
ركبوا السيارة وجوًا من السعادة يخيم عليهم جميعًا


******


صافح صديقه بود واضح
__ ما الأمر يا ياسين ، لقد أقلقتني
عقد حاجبيه : اجلس أولًا ، ماذا ستشرب؟
نظر له في اندهاش : ياسين ، لم آتى لأشرب بل أتيت لأعلم ما بك وما الأمر الذي تحتاجني به؟
قال ياسين آمرًا : اجلس أولًا
أشار إلي النادل ليأتي مسرعًا : كوبين من القهوة لو سمحت
التفت إلي ياسر : ها ، ما أخبارك؟
رفع حاجبيه في تعجب : أنا بخير ياسين ، ما الذي تريد أن تقوله ومتردد هكذا فأنا أعلمك جيدًا ، هذا هو أسلوبك للتأخير والمماطلة لأخذ وقت إضافي في التفكير
ابتسم ياسين : لماذا تشعرني دائمًا أنك بداخل عقلي ؟!
ضحك الآخر : لا أريد أن أشعرك بشيء ولكنك تتعمد استفزازي بأسلوبك هذا وكأني لا أعرفك
هيا ، أخبرني ما الشيء المهم الذي تريد أن تخبرني به
__ أريد أن أتزوج
اندهش :حقًا
هز له رأسه مؤكدًا لما بعقله
__ مبروك ، ما المشكلة ؟
تنهد ببطيء : لا توجد مشكلة ، ولكنى أشعر بالارتباك
جاء النادل بالقهوة ليضعها أمامهما
ارتشف ياسين بضع منها ، والآخر منتظره بصبر وصمت
__ سأقص إليك ما حدث لتفهمني
__ تفضل يا أخي ، كلي آذان مصغية
روى لصديقه كل ما حدث في اليومين الماضيين
لينتهي بما حدث في قصرهم وإصرار أمه على زواج يوسف من نور
__ لا أفهم إلي الآن ، ما مشكلتك؟
من الواضح أن يوسف لا يريد الزواج منها وهي في الأصل خارج دائرة تفكيره بدليل عدم غضبه من مغازلة طارق لها
وأمك تريد نسب العائلة ومعجبه بها ، أخبرني ما مشكلتك؟
__ مشكلتي أن أمي ترى أنها مناسبة ليوسف ولذلك لن ترى أنها تناسبني على الإطلاق
نظر إليه قليلًا : ياسين ، أنت تحبها ، أجبني بصراحة من فضلك
نظر إلي ياسر مطولًا وأخذ نفس عميق أخرجه ببطيء
وهز رأسه وبصوت منخفض : نعم ، أحبها ، ولا تسألني كيف أو متى ، كل ما أعلمه أنها تثير بنفسي أشياء لم تأتي مسبقًا في بالي ، وقلبي يأمرني بأشياء معها لم أكن أتخيل يومًا أني سأفعلها
اتسعت ابتسامة ياسر، و ربت على يده: أنه الحب يا صديقي
هنيئًا لك به
ابتسم ياسين على حماس صديقه
ليردف ياسر بجديه: ياسين لا تضيع هذه الفرصة من يدك
فإذا أضعتها ستعض أناملك ندمًا وحسرة على ما فاتك
كلِم والدتك في الأمر وإذا علمت هي مدى تعلقك بنور ستوافق على الفور فهي كل ما تريده سعادتك
__ سأفعل بإذن الله
لمعت عينا ياسر فجأة ، ليساله ياسين في ترقب
__ ما الأمر ؟ إن لمعة عيناك هذه تأتي بعدها مصيبة من مصائبك
ضحك ياسر بشده :تصدق ، أنا مخطئ في تفكيري بك
__ ما الأمر ؟ أخبرني
__ سأخبرك ، من الأصل أنا كنت أكلمك لأدعوك أنت والعائلة الكريمة على حفلة سأقيمها بمناسبة ولادة عبد الرحمن
والآن خطرت لي فكرة أن أدعو المهندس عمر أيضًا
لمعت عيني ياسين : أنها فكرة رائعة
مط ياسر شفتيه : للأسف أنت لا تستحقها
قال برقة : ياسر ، أنا صديقك الصدوق ستبخل علي بهذه الخدمة
قال هازئًا : يا أخي أنها مصيبة من مصائبي ابتعد عنها
ابتسم ياسين : العفو من قال ذلك ، أنت لا تتسبب أبدًا في المشاكل
ضحكا الاثنان : حسنًا يا صديقي من أجل العشرة والأيام الخوالي ، سأرسل له بدعوة
__ وأرسل دعوة أيضًا للأستاذ علي ،هذا اسمه على ما أظن
أنه نسيب عمر وصديق عمر وزوج أختي نهى
__ لماذا ؟
__ لتتعرف أمي على العائلة كلها
__ أعشقك وأنت تفكر ،هذا هو الكلام المضبوط
__ متى الحفلة؟
__ في اجازة نهاية الاسبوع ، عندي بالمزرعة
__ مبروك ما جاءك ياسر
__ العقبي لك إن شاء الله في القريب العاجل.
__ شكرًا لك ياسر لمساعدتي
نظر إليه مؤنبًا : ياسين أنت أخي ، وأنا مستعد أن أفديك بحياتي ، فما فعلته معي كثير
أشاح له بيده : ما الذى تقوله ياسر ، لم أفعل معك شيء
ولا تتكلم في هذه الأمور ثانيةً
هيا اذهب إلي زوجتك وأولادك ، وأنا سأذهب لأمي لأتكلم معها في أمر زواجي
__ موفق بإذن الله
__ إن شاء الله ، سلامي لمريم وقبلاتي للأولاد
اتجه إلي سيارته وهو مفعم بالأمل ومستعد أن يقنع امه بما يريد حدث نفسه : إن شاء الله ستوافق


*****


تجلس بجانب أخيها في سيارته وتفكر من الشخص الجديد الذى سيقلب حياتها رأسًا على عقب لم تجد غيره هو الجديد الذي دخل إلى حياتها وبالفعل قلبها رأسًا على عقب ، تذكرت علياء و سؤالها هل هي تحبه أم لا ، لا تنكر أنها معجبة به بشكله ،صفاته حتى قوته وتسلطه في الأوامر التي يلقيها ، ورقته أيضًا فالوقت الذى قضته معه في المطعم كان في قمة الرقة والذوق ، غير أنهما متفاهمين في بعض الأمور
استرسال الحديث بينهم في سهوله ويسر أدى إلى مضي الوقت بسرعة
لم تشأ أن تخبر علياء بشعور الغضب والضيق الذي انتابها عندما قال لها عن زواجه ، لتفكر مليًا هل بالفعل قلبها يدق إليه ؟ ستعمل بنصيحة صديقتها وتبتعد عنه لفترة
انتبهت أن السيارة واقفة ، وعمر يطرق على زجاج شباكها
فتحت الباب لتسمعه يقول : أكنتِ نائمة ؟
هزت رأسها نافية
__ حسنًا ، غدًا سيأتي المهندس أشرف مهندس الديكور
أتذكرينه ؟
__ نعم
__ سيأتي لأبدأ في ترتيب المنزل وغرفتي.
تنحنحت : ما رأيك أن تأخذ الغرفة المجاورة لها وتوضيبهما في هيئة جناح لك
نحن لا نستخدم هذه الغرفة إطلاقاً.
__ سأرى ما يمكنني أن أفعله
دخلا من الباب فاتجهت إلى السلم 
__ نور
التفتت إلي أخيها
__ سأسافر بعد غد إلى الإسكندرية لأدعو عمي إلى عقد القران ، صحيح لقد اتفقت مع الخالة عائشة أن نجعل الحفل هنا في الحديقة فلن نجد حجز بإحدى القاعات الآن
ابتسمت: اتمه الله  عليك بالخير عمر، تصبح على خير
__ وأنتِ من أهل الخير
صعدت إلى غرفتها وهي تشعر بالتعب والنوم يثقل جفونها ،بدلت ملابسها ودخلت إلى فراشها لتسقط في النوم سريعًا. 


****


رن هاتفها لتهتف: أنه عمر
ابتسمت بسنت على أختها والفرحة التي تزين وجهها
أكملت علياء : سأرد عليه ثم آتي لنكمل كلامنا
أشارت لها برأسها موافقة
أسرعت إلي غرفتها حتى لا تجعله ينتظر أكثر من ذلك
__ السلام عليكم
رد بصوت خافت :وعليكِ السلام حبيبتي
هل أيقظتك من النوم ؟
__ لا لم أنم بعد
استلقى على الأريكة : ها ، أخبريني ما رأى خالتي في الشبكة
__ أعجبتها جدًا ، وفرحت بها أيضًا ،عمر
__ نعم يا روح عمر
ابتسمت : بسنت بقيت معي الليلة لأننا سنخرج غدا باكرًا لشراء بقية الجهاز فلن أستطيع التكلم معك كثيرًا اليوم
__ لا توجد مشكلة حبيبتي
همس مكملًا: فأنا من أجل شراء الجهاز أفعل أي شيء تريديه، فأنا مشتاق لوجودك بجانبي جدًا
احمرت خجلًا: حسنًا سأغلق الهاتف
رد بجدية : لا تنسي غدًا سأمر عليك لاصطحابك إلى الفيلا حتى تبلغي مهندس الديكور بما تريدينه في الغرف وتختاري الأثاث
__ سأنتظرك .
__ سأنتظر الغد بفارغ الصبر
__ تصبح على خير.
__لن أغلق الهاتف إلا أن تقبليني كما كانت أمي تفعل .
ضحكت : كنت طفلًا حينها .
مط شفتيه : اعترضي ، وسأطلب أشياء أخرى إلى جانب القبلة
ضحكت بمرح: حسن؟ا، سأقبلك على جبينك هكذا
تصبح على خير .
صاح معترضًا: ما هذا ؟ أنا لست طفلك حتى تقبلي جبيني .
ابتسمت بخبث : ألم تريد أن أقبلك كوالدتك
__ لا طبعًا ، كنت أريد أن تقبليني كزوجتي على خدودي، على شفتي هكذا .
غرقت في الخجل وصاحت بصوت مبحوح : عمر تصبح على خير ، فمن الواضح ان قلة النوم تؤثر عليك
ضحك من خجلها المحبب إليه : وأنتِ من أهل الخير حبيبتي
أغلقت الهاتف وهى سعيدة والحرارة التي تنبعث من وجهها تشعرها بالفرح ، نظرت إلى المرآه لتجد وجهها مكسيا بلون الأحمر وعيناها تلمعان فرحا لتردد لنفسها
__ سعادة أبدية مع شريك حياتك
ها هي بوادر السعادة الأبدية دخلت إلي حياتها ولن تسمح لها
بالخروج أبدًا ، ستجعل حياتهما سعيدة لآخر العمر
خرجت إلى أختها التي تنتظرها لتكمل معها الجدول الذى وضعوه لشراء بقية الجهاز


*****


دلف إلى منزله بهدوء ليندهش ، فالمنزل يغلفه الظلام
ولا يوجد به أي صوت ، تساءل أين هما
نظر إلي ساعته فوجدها الحادية عشر من الممكن أن جنى نائمة ولكن أين آية
دخل إلى وسط الصالة وانتبه إلى انبعاث ضوء خفيف آتى من غرفته ، تقدم إلى غرفته وفتح الباب بهدوء حتى إن كانت نائمة لا يتسبب في إيقاظها
ليفغر فاه على رؤية ملاكه النائم، جسدها يتوسط الفراش
مرتدية قميص نوم حريري باللون الأسود ينسدل على جسدها برقة مكشوف الصدر والأكمام يجعل أنوثتها تزداد ويزداد عشق قلبه لها ، اقترب منها برقة يتأمل وجهها الجميل
ذقنها الصغيرة ، ثم شفتيها الممتلئة مصبوغة بلون أحمر قاني يجعل فمها كحبة الفراولة الشهية ، أنفها الصغير بقصبته الرومانية تتوسط خديها الموردين ، ثم يأتي الى عذابه هاتين العينين المغلقتين المحددتين بحاجبين بنيين مرسومين يزيدا عينيها غموضًا، فسواد المقلتين مع تحديد عينيها يذكرانه بالبحر ليلًا ليرمي بنفسه فيه لعله يروي ظمئه، بياض بشرتها مع شعرها البني الحريري يكملا لوحة الحسن والجمال و يجعلا قلبه يدق كأول ليلة لهما معًا مال بجسده ناحيتها ورفع خصلة من شعرها المتمرد تلتصق بخدها الأيمن ويطبع قبله رقيقة عليه
فتحت عينيها بهدوء وارتسمت ابتسامة على شفتيها
__ أخيرًا جئت
ابتسم جزلًا وعيناه تلمعن حبًا وعشقًا لها : آسف على تأخيري حبيبتي ، أمسك يدها ليقبلها برقة ويكمل هامسًا في أذنها وهو يحتضنها بين ذراعيه: سأعوضك عن انتظاري كل دقيقة ، بل كل ثانية .

*******
دخل إلى القصر ليرى عائلته الصغيرة مجتمعه بالبهو
__ السلام عليكم ، كيف حالكم يا أهل الدار؟
ردت نهى: نحن بخير والحمد لله، والجلسة تنقصك
تعال اجلس معنا قليلًا
تقدم إليهم ليسلم على أمه ويجلس بجانبها
ليقول يوسف ضاحكًا بخبث : أراك سعيدًا هذه الأيام ياسين ، وأتساءل عن سر هذه السعادة
لوي ياسين شفتيه هازئًا : ألا يحق لي بعضًا من السعادة يوسف ؟!
__ لا طبعًا أخي ، بل يحق لك أن تعيش في سعادة دائمة
ليست بعض أيام قليلة نظر إلي أخيه متفحصًا لينظر إليه يوسف باسمًا
حدث ياسين نفسه : إذن هو يعلم بحبي لنور
هز رأسه : نعم يوسف ، عندك كل الحق ،تنحنح : ولذلك قررت أن أتزوج.
اتسعت ابتسامة يوسف ، والتفتت أمه إليه والدهشة الممزوجة بالفرحة تعلو وجهها ، لتنطق نهى بسعادة :مبروك حبيبي ، هل اخترت العروس ، أم سأنتقيها لك أنا وأمي
ضم كفيه بشده ليسيطر على التوتر بداخله :لا انتقيتها
أريد أن أتزوج نور

أحلامي المزعجة Donde viven las historias. Descúbrelo ahora