الفصل الثاني والعشرون

284 18 2
                                    

__نور استيقظي، هيا، لا أعلم ما بكِ اليوم المفترض أن تكوني بقمة سعادتك ، فاليوم حنتك يا عروس !
فتحت إحدى عينيها وتأففت : أغلقي الستائر علياء ، أريد أن أنام، أشعر أني متعبة .
ابتسمت علياء وهي تفتح النافذة ليدخل نسيم الهواء العليل :
__ لابد أن تستيقظي فأمامنا أشياءً كثيرة علينا أن نفعلها
والوقت قصير شدت الغطاء من عليها وهي تضحك لأن نور تحاول الإمساك به : هيا استيقظي .
نفخت بضيق : من يوم زواجكِ من عمر وأصبحتِ ثقيلة الدم مثله تمامًا .
رفعت حاجبها وقالت وهي تضيق عيناها : عمر ثقيل الدم ، أم أنكِ تغارين لأنكِ لا تتمتعين بخفة ظله ومرحه . قالت جملتها الأخيرة بحب لتبتسم نور : كم الساعة يا مدام علياء ؟
قذفتها علياء بإحدى الوسادات ووجهها احمر : سخيفة الساعة الآن التاسعة ، سأذهب لأوقظ عمر هو الآخر.
تنهدت وهي تشعر بضيق مما يحدث حولها ، لا تريد أن تفعل أي شيء غير النوم ، الأيام الماضية لم تفعل أي شيء بخصوص زواجها ،علياء تكفلت بكل شيء هي ونهى حتى أشيائها الخاصة وملابسها ذهبت علياء ورتبتها بدلًا منها بناءً على رغبة عمر فهو لم يستسغ أن تذهب إلى بيت ياسين قبل الزفاف وهي شعرت بسعادة شديدة لهذا القرار العُمري فهي لا تريد رؤية زوجها العزيز بل وتشعر بنقمة عليه بسبب إصراره على الزواج منها ، لا تضحكي على نفسك نور أنتِ تحبيه بل قلبك يخفق بشده من أجله ، لا يجب أن يشعر هو بذلك لا يجب أن يشعر أني ملكًا له كما أراد هو
زفرت بضيق وهي تقف من الفراش قبل أن تسحبها منه علياء المرة القادمة .
***
__ ياسين أنت هنا ؟! سألت نهى بدهشة
رفع نظره إليها بتعجب من دخولها إلى المكتب بهذا الوقت المبكر رد بنبرة هادئة : صباح الخير نهى .
ابتسمت وهي تقترب منه وتغمز بعينها: صباح النور
بانت معالم الضيق على وجهه، وانتبهت إليها نهى
لتسأل بهدوء : هل حدث شيء بينك وبين نور ؟
عقد حاجبيه : لماذا تسألين ؟
رد بهدوء : لا شيء ، لا أراك تتكلم معها كثيرًا ، ثم أنك ضائق وبشده هذه الأيام
__ لا شيء نهى ، توتر ما قبل الزفاف ما الذي أتى بكِ إلى المكتب فأنتِ نادرًا ما تدخلي إلى هنا ؟
__ أمي طلبت مني الاهتمام بالمكتب وترتيبه وإغلاقه .
__ كيف حال يوسف ؟
ابتسمت : بخير ، ألا تنوي أن تسامحه ؟
زفر بضيق : أغلقي الموضوع نهى ، لا أريد التكلم الآن .
__ عمومًا هو بخير وذهب ليأتي بنادين وأحمد من المطار لا أعلم لماذا تأخرت هكذا في المجيئ أمي غاضبة منها بسبب تأخرها .
انقلب وجهه من كلام نهى وهو يعلم جيدًا سبب تأخر أخته في المجيئ ، فهي ستأتي من أجل الشكل العام للعائلة وخاطر والدته ،فهما ليسا على وفاق دائمًا نظر إلى نهى التي تدور بالغرفة وترتبها تنهد : سأذهب لأنام فأنا لم أنم من البارحة .
اتسعت عيناها من الصدمة : لماذا ياسين هل أنت مريض ؟
__ لا ولكن الأرق يلازمني هذه الأيام .
ردت نهى بمرح : تعد لياليك قبل وجود نور بحياتك ، غدًا بإذن الله ستنام قرير العين وهي متواجدة بجانبك .
ابتسم بسخرية وهو يخرج من المكتب أنام قرير العين بجانب إنسانة خالية من المشاعر والأحاسيس لم تفكر ولو دقيقة واحدة قبل أن تتهمني بأن مشاعري مزيفة
لم تستطع أن تشعر بما أكنه لها ، لم تستطع معرفة مدى حبي لها ، عمياء وغبية وعديمة الإحساس لم تكلف نفسها أن تسأل أخاها عن سبب مشاركتي له بالمشروع
هز رأسه ضائقًا من غباء حبيبته وما يزيد ضيقه قلبه الذي يتمزق من الشوق إليها
عند وصوله إلى أعلى السلم تناهى إليه صوت رقيق يتأوه أدار بصره ليرى مصدر الصوت فوجد زوجة أخيه واقعه بالأرض وتتأوه ألمًا اقترب منها وسأل بهدوء : ما بكِ ؟ هل وقعتِ أم ماذا حدث ؟
تألمت وهي تضع يدها على بطنها : أشعر بألم فظيع
ببطني .
وضع يده حول خصرها ورفعها من الأرض :
__ قومي لأذهب بكِ إلى المشفى .
__ لا شكرًا سأنتظر يوسف
نظر لها بقوة : لماذا ؟ لا تخافي لن أؤذيكِ .
تلعثمت وهي تقول : يوسف أمرني بأن لا أخرج من البيت إلا برفقته .
ابتسم من موقف أخيه العجيب : لا تقلقي سأخبره بأنني من صممت علي ذهابك للمشفى فأنتِ تبدين متعبه للغاية هل تستطيعين أن تسيري إلى الأسفل ؟
هزت برأسها إيجابًا ،فهم بأن يتركها لتترنح وتكاد أن تسقط ثانيةً أمسكها بقوة : استندي علي إلى أن نصل للسيارة . وصل بها بعد قليل إلى المشفى وأدخلها للطوارئ وهو يشعر بقلق فهي لم تتوقف عن التأوه طول طريقهما إلى المشفى
خرج الطبيب ليسأله : ما بها ؟
ابتسم الطبيب : لا تقلق فهي بخير ، مؤكد أنت زوجها اطمئن هي بخير والجنين بخير ولكنها تحتاج  للراحة التامة ، وإذا استطعت إبعادها عن التوتر العصبي سيكون من الأفضل لها وللطفل ، أنا أعطيتها خ حقنة تثبيت حتى لا يحدث شيء وتفقد الجنين اهتم بتغذيتها وآتي لها بهذه الفيتامينات والأدوية والحقن وتستطيعان الانصراف الآن لو أحببت .
هز رأسه بهدوء وهو يتجه للغرفة التي تمكث بها ليطرق الباب ويسمعها تأذن له بالدخول
ابتسم وهو يدلف إلى الداخل : الطبيب قال أنكِ بخير
ونستطيع الانصراف ، هيا بنا
وقفت بهدوء ليسأل هو : هل تشعرين بتحسن ؟
__ نعم
دخلت الممرضة بكرسي مدولب جلست عليه لتأخذها للخارج وينصرفا من المشفى
***
دخل إلى القصر وهو يسندها خوفًا من أن تقع مرة أخرى
ليجد أمه واقفة بنصف البهو هي ونهى وتشرفان على تجهيزات الحفل الذي سيقام الليلة رفعت أمه حاجبيها تعجبًا منه ونظرت له بقوة لتأتي نهى مسرعة : ماذا حدث ؟
__ لا شيء ، تعبت قليلًا وأخذتها إلى المشفى اصعدي بها إلى الأعلى واهتمي بها نهى .
__ حاضر ، تعالي إنجي
بلع ريقه وتنحنح وهو يقترب من أمه وعيناها تنظران إليه بتساؤل : وجدتها واقعة على الأرض أمي والطبيب أخبرني أنها لابد أن تبتعد عن التوتر العصبي ويلزمها الراحة التامة حتى لا يتأثر الطفل . ابتسمت وتلألأت الدموع بعينيها : لن تتغير ياسين أليس كذلك ؟ شهامتك تفوق أي شعور آخر .
__ ستغضبين أمي إذا أخبرتك اني لا أكن لها أي شعور بالكراهية ، كلما تذكرها نهى أمامي أتذكر الفتاه الصغيرة المزعجة التي كانت دائمًا برفقة يوسف لا أستطيع كراهيتها أمي ، فلا ذنب لها بما فعله معتز أو ما سيفعله .
__ لماذا إذن تقاطع أخاك الي الآن ؟
__ أنا غاضب من يوسف أمي ، وصدقيني لو كان أتى لي وقال أنه يريد الزواج منها ، كنت سأزوجه إياها غصبًا عن معتز .
رتبت على صدره : انسى غضبك اليوم وغدًا وأعطي لآخاك الفرصة أن يفرح بك .
__ ولماذا هو لم يعطيني الفرصة لأفرح به ؟
قالت بنبرة حزينة : أنا حزينة بشده لأنه أضاع فرحتي به ولكني اقيم الحفل اليوم
ليتعارفوا أقاربنا بعروسته ولا يفاجئوا بها في عرسك .
هز رأسه بحزن : سأصعد لأنام فأنا محتاجًا للنوم بشده وأرجوكِ أمي لا أريد أي إزعاج .
***
نزلت من سيارة أخيها لترفع رأسها إلى القصر وتنظر إليه بحزن دفين ، فهي تشعر براحة كبيرة وهي بعيدة عن هذا القصر ، فذكرياتها الحزينة بهذا القصر أكثر بكثير من السعيدة ، زفرت بضيق لولا الشكل العام للعائلة لما حضرت لحفل زفاف أخيها .
ابتسمت بسخرية من هذا الأخ الذي لم يعيرها اهتمامه طوال حياتهما معًا ، فجعلها تشعر دائمًا أنها ليست بأخت له كان حنون ومراعي لشعور الناس جميعًا ما عداها ، يهتم بنهى ويوسف وحتى حنان وهي كأنها لا وجود لها بحياته
انتبهت ليد زوجها تربت على كتفها : نادين ، يوسف يتكلم معكِ .
أزاحت يده من على كتفها بقسوة والتفت إلى يوسف وابتسمت ببرود : نعم يوسف ، ماذا قلت ؟
ارتبك أخاها مما فعلته مع احمد : لا شيء كنت أتحمد سلامتك، هيا إلى الداخل فأمي تنتظركم على أحر من الجمر دخلوا جميعًا ليسبقهم الأطفال إلى جدتهم مهرولين إليها يسلمون عليها ليتبعهم أحمد ويحتضن زوجة عمه بحب كبير : كيف حالك أمي ؟ اشتقت إليكِ كثيرًا .
ابتسمت نوارة هانم بحب وود كبيران : وأنا الأخرى أحمد ، فغلاتك من غلاة ياسين ،كيف حالك بني .
__ الحمد لله بخير ، اشتقت إليكم وإلى مصر ، ولكن للأسف لم أستطع أخذ أجازة أكثر من اسبوع ، ولكن إن شاء الله على أجازة
الكريسماس سنأتي ثانيةً ، أين عريسنا الغالي ؟
__ نائم ،فهو يشعر بالتعب قليلًا ، ارتاحوا قليلًا وعندها سيكون استيقظ .
واقفة تتأمل المشهد الذي يحدث بين زوجها وأمها
حدثت نفسها بسخرية مشهد مكرر ومعاد نادين ألم تشاهدينه من قبل ، لماذا تتعجبين فأمك تتعامل مع أحمد كما تتعامل مع ياسين بالضبط ، فهما أغلى اثنين عندها أغلى منكِ أنتِ شخصيًا تقدمت من أمها واحتضنتها ببرود وابتسمت ابتسامة متكلفة كيف حالك أمي ؟
ابتسمت أمها بهدوء : بخير حبيبتي ، كيف حالك أنتِ ؟
ردت ببرود : بخير ، ولكني متعبة وأريد أن أرتاح قليلًا .
انصرفت من أمامهم ببرود قاتل جعل زوجها يزفر ضائقًا
وقال بارتباك : اعذريها أمي ، فالرحلة طويلة ومتعبة .
هزت رأسها بتفهم لترتب على كتفه : اذهب أنت الآخر لترتاح ، قبل أن تبدأ الحفل ليلًا.
انصرف صاعدًا خلفها وهو يشعر بغضب شديد من زوجته التي تمتلك قلب كالصخر .
***
وقف مذهولًا مما يحدث أمامه أحمد ومشاعرة المتدفقة نحوهم لا يتعجب من موقفه فهو تربى بهذا القصر وحتى بعد وفاة والديه ظل معهم وأبوه راعاه كما كان يرعاهم ، نشأ فرد من هذه العائلة ، نوارة هانم من ربته فوالدته توفت وهو بعمر العامين ووالده توفى وهو ابن العشر سنوات وشقيقته المشتركة معهم بالدم تتعامل معهم ببرود لا مثيل له تعاملها معه في المطار ومع أمه الآن أدهشه بشده تنبه من أفكاره على صوت أمه : يوسف .
هز رأسه حتى يتأكد أنه لا يتخيل بأن أمه تتكلم معه نظر إليها لتناديه مرة أخرى وهي تحرك يدها أمام وجهه :
__ يوسف ، زوجتك تعبت اليوم وياسين ذهب بها إلى المشفى .
تأكد الآن أنه يحلم وهو مستيقظ فإذا كانت أمه تتحدث معه بالفعل ولكن ما تقوله ضربًا من الخيال
سأل بتردد : أمي تكلميني أنا .
جاهدت حتى لا تضحك على تعابير وجهه : نعم أكلمك ، لا أرى أحدًا آخر أمامي .
__ المعذرة ماذا قلتي ؟ فلم انتبه ؟
_ زوجتك تعبت اليوم وأخاك ذهب بها إلى المشفى اذهب لتطمئن عليها .
نظر إلى أمه وهي تتحرك من أمامه ليشعر بالدموع تتدفق من عينيه ليتقدم منها بسرعه ويحيطها بذراعيه ويقبل رأسها :
__ المعذرة أمي ، لا تغضبي مني أرجوكِ ، ولكن شعرت أنه الحل الأمثل لأتزوج ممن أحب ،أرجوكِ أمي سامحيني
__ كفى يوسف ، الموضوع انتهى .
فكت يديه من حولها وهي تربت على خده بحنان : اذهب لتطمئن على زوجتك .
ابتسم ليمسك يدها التي على وجهه ليقبلها وذهب ليطمئن على زوجته .
***
دخل إلى جناحهما المعد بالقصر في عاصفة غضب
جز على أسنانه بقوة ضيقًا منها ، بحث عن أولاده فلم يجدهم من الممكن أنهم يلعبون في حديقة القصر اتجه إليها على الفور فهو يتجنب أن يتشاجرا أمام أولادهم
فتح الباب بقوة من كمية الغضب التي يختزنها بداخله
لترفع إليه عينيها ببرود متعجبة من دخلته القوية
زفر بضيق من نظرتها الباردة وقال بغضب ونبرة منخفضة :
__ هل تستطيعي افهامي لماذا تتعاملين مع أمك بهذه الطريقة ؟
ابتسمت بسخرية : أنت غاضب من طريقتي مع أمي .
قال بضيق : بل مع كل الناس نادين أنتِ تتعاملين معي أنا شخصيًا ببرود لا أفهمه ، على الرغم أنكِ تعلمين أني أحبك جدًا .
قالت بهدوء : أنت لا تسأم أحمد من هذا الحوار أعلم أنك تحبني وأنا لا أتعامل معك ببرود ، هذه طبيعتي ألم تعتد علي إلي الآن ؟
قال بغضب مكتوم : نادين أنا ابن عمك ، وأعرفك جيدًا لم تكوني بهذا البرود من قبل ونحن صغار كنتِ كالشمس متوهجة تنشرين السعادة والمرح وتشرقين على حياة من حولك .
قال جملته بنبرة حب صادقة لتتغير نبرته إلى الحزن والحيرة :
__ لا أعلم ما الذي غيرك ؟
سيطرت على خفقات قلبها وقالت ببرود تعمدته : أحمد ماذا تريد الآن ؟
نفخ بضيق : لا أريد شيئًا نادين ، أرجوكِ حسني تعاملك مع والدتك قليلًا .
ابتسمت بسخرية طبعًا ولم لا تدافع عن أمي فهي من
أصرت علي لأتزوجك ، بل فرضتك علي لأتزوجك ، فأنت كنت ولا زلت عندها أهم مني ومن رغباتي
وشعوري .
***
فتح عينيه ليجد أجمل ابتسامة أمام وجهه ليبتسم بدوره :
__ صباح الخير خالو ، هيا استيقظ ، خالتي نادين أتت هي وإسراء وأسماء وإسلام ، وعمو أحمد.
ضحك عليها وهي تسرد العائلة بأكملها أمامه أكملت ونحن جميعًا نلعب مع خالي يوسف وزوجته إسلام يقول  أنها جميلة جدًا .
ضحك بقوة على جملتها ليسألها بهدوء : هل سمعه خالك ؟
ضحكت بخفة وبراءة : نعم وطرده من الغرفة ولكن بعد قليل سمح له بالدخول ليلعب معنا .
ضحك من جنون يوسف المشهور به ، فبرغم أنه قريب من يمني جدًا ويدللها بطريقة تستاء منها نهى إلا أنها تفضل أن تلعب مع يوسف ، في بادئ الأمر تعجب ولكن عندما رأى يوسف وهو يلعب معها ، علم السبب فيوسف يتحول إلى طفل صغير أثناء لعبه .
__ افسحي لي مجال لأقوم واذهبي لتلعبي معهم وأنا سآتي وراءك .
صرخت وهي تخرج راكضة : سأنتظرك .
ابتسم وهو يفكر في طفلته الكبيرة التي اشتاق إليها بشده لن يستطع التعامل معها بقسوة ولكنه غاضب بالفعل هذه المرة ، تنهد رأسه سينفجر من تفكيره بها وبطريقة التعامل التي ستكون بينهما وهما زوجين فهي عنيدة جدًا وهو لن يتحمل تحديها له اه نور ، ستجبرينني أن أتعامل معكِ كالأطفال .
***
بعد أن غادر الأولاد غرفتهم التفت إليها :
__ أما زلت متعبة حبيبتي ؟ هل ضايقك الأولاد ؟
__ لا إطلاقًا بل سعدت باللعب معهم جدًا ، وأنا الحمد لله بخير .
__ أخبريني بما حدث ، فلم أستطع التحدث معك أمام الأولاد.
توترت فهي لا تعلم ما ردة فعله على خروجها بدون علمه وبرفقة ياسين قصت له ما حدث لينظر لها : لماذا لم تتصلي بي؟
__ كنت ذاهبه لنهى ، ووجدني ياسين على الأرض
__ حسنًا ، أنت الآن بخير ، لا تبذلي أي مجهود كما أمر الطبيب .
يشعر بحب لهذا الأخ الذي تحركه شهامته يعلم أنه كان من الممكن أن يترك زوجته كما هي أو يبلغ نهى عن أمرها ولكن ياسين مختلف
قرر أن يذهب إليه مرة أخرى ليتكلم معه ، فهو من آخر موقف لهما بالمكتب لم يتكلم معه ، وياسين يتجنب رؤيته تنهد وهو يتجه إلى خارج الغرفة .
***
دخلت إلى الفيلا بعد يوم طويل متعب في صالون التجميل وعلياء تجبرها على كل شيء فهي تشعر بعدم رغبة فعلية لأن تفعل أي شيء تذكرت كلام عاملة الصالون وهي تنصحها بأن تفرح من أجل نفسها فليلة العمر تأتي مرة واحده وحتى إذا لم تكن تحب عريسها فلتفرح من أجل نفسها ما يتعبها ويؤلمها أنها تحبه بل تهيم به حبًا ولا تريد أن تعترف بذلك أمامه ولا تشعره أنها سترضخ لأوامره يجب أن يشعر بكرهها ناحيته الكره فقط نور دارت بعينيها في حديقة الفيلا لتشعر بالصدمة :
__ علياء ، ماذا فعل عمر بالحديقة ؟
ابتسمت علياء : إنه حفل ليلة الحناء نور ، أنا من اقترحته .
شعرت بصداع فعلي من صديقتها لتكمل : وطبعًا دعوتِ جميع أقاربنا .
ابتسمت علياء باتساع : بل جميع الصديقات والأقارب والمعارف أيضًا .
كتمت غيظها مما يحدث حولها : سأذهب لأنام .
صرخت علياء : نعم ، لا حبيبتي اجهزي وارتدي الفستان الذي انتقيته لكِ ، ولا تشعري بالحرج فجميع المدعوات سيدات ، أؤكد أنهن من السيدات ، هيا فالحفل
على وشك أن يبدأ .
زفرت بضيق وملل لتشعر أنها ستضرب علياء اليوم وهي تكمل : المُحنية ستصل بعد قليل نور ، لا تتأخري حتى تنتهي من رسم الحناء قبل وصول المدعوات .
صعدت والغيظ يملأها من ترتيب علياء ليلة للحناء وعمر من نفذ بدون
استشارتها ولا حل أمامها إلا الرضوخ لعلياء فهي تعلم أن هذه طريقة علياء لتظهر فرحتها بها .
***
نزل إلى الأسفل ليجد أحمد جالسًا مع والدته ليبتسم باتساع :
__ أهلًا بالعريس ، أخيرًا ستتزوج .
ابتسم ياسين واحتضنه بود : أهلًا بك يا ابن عمي العزيز حمدًا لله على سلامتك .
__ يسلمك الله ، كيف حال ياسر ؟ وأخباره هو ومريم ؟
__ إنهما بخير سأقابله الليلة إن شاء الله وأكد علي أن تأتي معي أنت وعمرو ويوسف .
غمز بعينه : بم أنها ليلة توديع العزوبية ،ياسين ما رأيك أن نقيم لك حفلًا لتوديع العزوبية .
ضحك ياسين : لا أريد حفلًا لتوديع العزوبية أم أنك تريد المرح تحت رايتي .
ضحك بقوة وهو يهز رأسه إيجابًا ليكمل ياسين : ألا تخاف من زوجتك أن تقلب حياتك جحيمًا إذا علمت بأمر حفل توديع العزوبية .
انقطعت ضحكته وقال بداخله لا يهمها أن أفعل أي شيء المهم أن أبتعد عنها
ربت على ركبته : ألن تقص علي من هي التي سرقت قلبك المنيع؟
ابتسم وزحف اللون الأحمر الذي وجنتيه ليضحك أحمد بشده :
__ لا أستطيع تصديق ما أراه أمامي ، أنت تحبها فعلًا
ابتسم ياسين وتنهد بقوة ليكمل الآخر :لا نحن نريد أأ
نتحدث قليلًا .
فأنت وصلت لدرجة أعلى من الحب يا عزيزي .
__ تعال لنقابل ياسر ونتحدث معًا بالطريق .
__ ألن تنتظر يوسف وعمر ؟
__ عمرو أبلغني أنهما سيتأخران قليلًا لا أعلم لماذا .
__ هيا .
***
عند نهاية الحفل وانصراف معظم المدعوات جلست بتعب فصديقاتها أصروا  أن ترقص كما تفعل أي عروس استمتعت بالحفل جدًا ، ولكنها تعبت بشدة وتريد أن تنام تشعر برأسها ثقيلًا وجسدها مهدود من كمية المجهود الذي بذلته اليوم
ابتسمت لها بسنت بحب : مبارك نور ، يتمم الله لكِ بالخير .
__ بارك الله فيكِ ، كيف حالك الآن ؟
__ أنا بخير الحمد لله ، أريد أن أسألك عن أحوال عمر وعلياء ، فأنا لا أريد سؤال علياء حتى لا تفهم أني أتدخل بحياتها ولكني قلقة عليها وأريد الاطمئنان فحسب .
ابتسمت نور : أنهما بخير وعلى ما يرام ويخططان لحفل زفافي دون علمي واخباري بخططهم بل ما يحدث ، أن أختك العزيزة تخطط وعمر ينفذ .
تنهدت براحة وابتسمت : يريدان إسعادك نور .
__ أعلم ، ولذلك أنا مستسلمة لهما ،لماذا لم تأتي زوجة علي ؟
__ هكذا أفضل ، هي لا ترتاح معنا ولا معك أراحتنا من وجودها الليلة .
ابتسمت نور من صراحة بسنت المشهورة بها : ولكن أنتِ ووفاء أنرتما الحفل ، أشكركما على تواجدكما معي .
ردت وفاء هذه المرة : أنتِ كعلياء بالضبط وأمي كانت تنتظر عرسك كما كانت تنتظر عرس علياء .
اغرورقت عيناها بالدموع وهي تتذكر وصايا الخالة عائشة لها وأن تعتني بزوجها ولا تعامله الند بالند .
هزت رأسها وقالت داخليًا : سامحيني خالتي ولكني لن أحني رأسي لهذا الياسين .
__ سننصرف نحن علياء ، علي أتى بالخارج ويبارك لكِ نور .
ابتسمت نور : أبلغوه سلامي وأني سأنتظره بالعرس غدًا .
ردت وفاء : طبعًا كلنا سنأتي ، لا تقلقي .
لكزت علياء : ادعي أخاكِ للدخول وأنا سأدخل للفيلا .
ابتسمت علياء وذهبت لتدعو علي أن يدخل للحديقة .
***
جالس بوسط صديقاه الغاليين على قلبه يضحكون جميعًا ويتذكرون الأيام الخوالي
رن هاتفه : أين أنت عمرو ؟
سيارتك مرة أخرى ألقي بها في القمامة وآتي بسيارة جديدة عمرو ، سئمت منك ومن سيارتك .
ما بها نهى ؟ انقلب وجهه :حسنًا لماذا لم تبلغني ؟ سأذهب حاضر ،أعرفها جيدًا لن تصمت إلا عندما ننفذ ما تريد سأذهب حالًا .
أغلق الهاتف ليسأل ياسر : ماذا هناك ؟
زفر : عمرو سيارته تعطلت ويوسف ذهب إليه ولكن ما يضايقه حقًا إصرار نهى أن يذهب إلى عمر ليأتي بأشياء تخص نور .
قال بضيق : لا أعلم لماذا لم تبلغني ولماذا يذهب زوجها ليأتي بأشياء زوجتي ،شيء عجيب هذه الفتاه يتوقف عقلها عن العمل أحيانًا .
كتم ياسر ضحكته فغيرة ياسين واضحة
__ سأضطر إلى الذهاب ، تعال أحمد .
رد ياسر : لا اتركه فأنا أريد الجلوس معه وسأوصله عندما ننتهي من السهرة .
__ ألن تعود ؟
__ سأحاول ، سلام .
***
وصل إلى الفيلا ليرى علي خارج برفقة إخوته البنات نزل من سيارته ليتقدم منهم بهدوء ويسلم عليهم ويصافح علي بمودة كبيرة ويسأل عن أحواله انصرف علي ليتنفس هو بقوة ويُمني نفسه بأن يراها اركز ياسين وقاوم شعورك قليلًا وضع يده على قلبه وأنت اهدأ قليلًا حتى نستطيع أن نتعامل مع هذه الجنية التي سحرتنا دلف إلى الحديقة ليرى الزينة المعلقة والطاولات المرصوصة وبواقي البالونات ليبتسم من الواضح أنها كانت تقيم حفل ليلة الحناء لمعت عيناه هل تحنت كما تفعل أغلب العرائس تخيل لون الحناء ورسمته على بشرتها الوردية ليخفق قلبه بشده ، اعقل أيها الغبي لا تفكر في هذه الأشياء
فهي تحتاج لتهذيب وتأديب على تشكيكها في حبك لها دار بعينيه ليراها بوسط الحديقة مرتدية لفستان رقيق لونه بنفسجي غامق قصير يصل لمنتصف الفخذ بأكمام ولكن ظهره عارٍ ، فنصف ظهرها لا يغطيه شيء اقترب منها ليتأكد مما يراه ، نقوش الحناء المرسومة على ساقها اليمنى والفراشة المرسومة
بالمنتصف بين عظمتي ظهرها ذهبت بعقله ولكن ما زاد جنونه حقًا تذكره لرؤية علي خارجًا من الفيلا
ليضرب رأسه سؤال هل راها علي هكذا فتقدم منها بسرعة .
خرجت بعد دخول علياء لتساعدها بترتيب الحديقة شعرت بأحد ورائها لتلتفت وتجده بوجهها
شهقت فزعًا فهي لم تكن تتوقع وجوده قفز قلبها بحب له ولرؤيته واشتياقها إليه زاد من آلامها وضعت يدها على صدرها لتخفف من نبض قلبها الجنوني كادت أن تقفز إلى حضنه ولكنها تمسكت بالكرسي جانبها وقالت بهدوء
__ ياسين .
لمع الغضب بعينيه وسأل بقوة : هل رآك علي هكذا ؟
عقدت حاجبيها من اسلوبه والغضب الذي يلمع بعينيه
رددت بتعجب : علي !
رد بنبرته الغاضبة : اه نعم ، لقد قابلته وهو خارجًا من هنا .
رفعت حاجبها الأيمن وقالت ببرود : هل تغار أم لا تريد لأحدًا أن يرى تحفتك الجميلة التي اشتريتها بمالك .
جز على أسنانه غضبًا وأمسك ذراعها بقوة : تهذبي معي ، وردي علي ، ولا تدفعيني لفعل شيء نندم عليه ، لم تجربي غضبي إلى الآن ، ولا أريد  أن إريكِ إياه .
صاح بقوة : ردي ، هل رآكِ علي هكذا ؟
تملصت من يده القوية : اترك ذراعي ، لم أراه أصلًا فهو دخل إلى الحديقة وانا كنت بالداخل .
خفف من قوته على ذراعها وتنهد براحة وأدار عينيه على وجهها الجميل وفستانها المقفول من الأمام بأكمامه كأكمام الفراشة ليتذكر الفراشة المرسومة على ظهرها وجدها تتفحص ملامحه فقال وابتسامته الجانبية تلمع على شفتيه :
__ اشتقتِ إلي ، أليس كذلك ؟
أدارت عينيها على تفصيل وجهه الأسمر الجميل لتجذبها ابتسامته الجانبية ، لطالما جذبتها إليه هذه الابتسامة الرائعة وخصوصًا أنها تجعل الشامة التي بجانب شفتيه تلمع وتظهر نبهها سؤاله إلى ما تفعله لتذهب نظرة الحب عن عينيها وتعود نظرتها المتحدية لتلمع وتقول ببرود : لا .
اتسعت ابتسامته ليشرق وجهه وهمس وهو ينحني ويضع رأسه برأسها : كاذبة ، أنا أستطيع قراءة عيناكِ نور وعيناكِ تقول الكثير .
أبعدت رأسها بعيدًا عنه ونظرت لعينيه متحدية : وأنا أيضًا أستطيع قراءة عيناك وعيناك تقول أنك مت شوقًا لي .
اعتدل واقفًا وهو يقول بنبرة رقيقة وأصابعه تدور بحركة دائريه حميمة على ذراعها : ولم لا أشتاق ،طبيعي أن اشتاق لزوجتي الجميلة ، ولا أستطيع السيطرة على شوقي إليها عندما أراها وهي متألقة هكذا .
قال جملته وهو يدور بعينيه على جسدها كله بتفحص لذيذ
حاولت أن تتخلص من قبضته لكنه أمسكها بقوة وسأل هامسًا :
__ هل توجد نقوش حناء أخرى بجسدك غير هذه ؟
نقل كف يده سريعًا ليمرر أصابعه بمنتصف ظهرها على الفراشة حركته جعلت جسدها يتصلب دفعت جسده بعيدًا عنها وعيناها تلمع : أنت وقح .
أمسكها من ذراعها مرة أخرى وقال بقوة : تهذبي ، قليلًا ولا تنسي أني زوجك .
لمعت عيناها : طلقني .
ابتسم بسخرية : في أحلامك حبيبتي ، ولو كنت أفكر ، الآن ألغيت الفكرة من يرى حسنك الفتان لا يستطيع انغ يبتعد عنكِ .
جزت على أسنانها غضبًا من هذا الوقح ليكمل وهو مستمتع بنظرة عيناها المتحدية
الغاضبة :
__ ألن تجيبي على سؤالي ؟
نطقت بحده : لا .
همس بأذنها وهو يقاوم الضحك : سأكتشف غدًا حبيبتي ، لنتركها مفاجأة ، بل أروع مفاجأة .
انتفضت من جملته وقالت بتحدي : في أحلامك ياسين .
مط شفتيه : بل هو واقع ، لا تهيئي نفسك أني سأتنازل عن حقوقي الشرعية ، أنها حقوقي نور وأنا أحب أن آخذ حقي كاملًا .
شحب وجهها من كلامه ، لتقول بارتباك : لماذا أتيت ؟
تنحنح ولم يفته ارتباكها : نهى طلبت مني أن آتي لأجلب أشياء تخص سيادتك .
قالت بقهر : نهى قالت إن عمرو من سيأتي ليأخذها .
نطق بهدوء : هل جننتِ نور ؟ لن أسمح لأحد أن يقترب من أي شيء خاصًا بكِ ، ولو بالصدفة .
ضاقت من تملكه العجيب ليكمل هو : فمن الممكن أن تقع عيناه على شيء يخصك وأنا لا أحب أن أتخيل مجرد تخيل الفكرة
زفرت بضيق : ولكني لن أعطيك إياها .
ابتسم : لماذا ؟ أنا زوجك ، ثم أنكِ نسيتِ أن أشيائك
موضوعه عندي بجناحي وأستطيع رؤيتها كما أريد
تلون وجهها للأحمر وتلعثمت : نهى أخبرتني أنها أغلقت غرفة الملابس والدواليب الخاصة بي وأتت لي بالمفاتيح .
ابتسم بخبث : حقًا ، ونهى لم تخبرك أن معي نسخة أخرى من المفاتيح فمن حقي أنا أيضًا أن أرتب ملابسي بغرفة الملابس والدواليب .
امتقع وجهها من فكرة رؤيته لملابسها وأشيائها الخاصة
ليكتم ضحكته بداخله لم يشأ أن يخبرها أنه لم يدخل إلى الجناح منذ وصول أشيائها به
بل ينام بأي غرفة أخرى بالقصر حتى يدخلا إلى جناحهما معًا ، وأن نهى رتبت أشيائه قبل وصول أشياء نور بيوم أو اثنين ،حدث نفسه ولكن ماذا أفعل معكِ نور تدفعيني إلى الجنون
لمعت برأسه فكرة : هل تعلمين نقوش الحناء هذه جميلة مرسومة ببراعة وستكون أجمل عندما ترتدي قميصك الحريري الوردي اللون ذو السلسلة الفضية عليها .
اتسعت عيناها رعبًا مما يقوله لتقول من بين أسنانها :
__ أنت وقح بالفعل ، لماذا ترى ملابسي ؟
أمسكها بقوة مرةً أخرى ليقربها منه : قلت لكِ تهذبي ولا تجعليني أفكر بإعادة تربيتك من جديد ، ثم أنتِ وملابسك وأشيائك ملكًا لي يا زوجتي العزيزة .
تأوهت من ذراعها لتزداد غيظًا منه ومن تفاخره
بملكيتها نطقت بغضب : لست ملكًا لأحد ، ابتعد عني .
__ بل أنتِ ملكي ، ولا تحاولي لن أبتعد عنكِ .
لمعت الدموع بعينيها : تزوجتني من أجل المشروع لماذا تُصر على إتمام الزواج ؟
تنهد : أنتِ غبية نور ، ولن أتعب نفسي معك لإفهامك شيئًا واضحًا أمامك ولكنكِ تفضلين عدم الرؤية .
أشاحت بوجهها عنه ليسأل بهدوء : لماذا لم تسألين عمر عن سبب شراكتي له ؟
رفعت رأسها بكبرياء : أنا لا أشك بأخي ،فأنا متأكدة أنه لن يبيعني إليك ، ومتأكدة أيضًا أنك أجبرته على إتمام الزواج بهذه السرعة .
ابتسم بسخرية : من الجيد أنكِ لا تشكين بأخيك ، إذن
تحمليني  لوحدي أوهامك كلها
تنهد بخيبة أمل منها ومن تفكيرها ونظرتها الضيقة للأمور .
__ ظننتك ذكية نور ، لامعة لا تسيطر عليك الأفكار الغبية
ولكن فاجأتني بتفكيرك هذا، آتي بأشيائك لأذهب فأنا تأخرت .
نظرت إليه وقالت : عدني أنك لن تراها .
ابتسم : لا ، من حقي أن أراها ،ولكني لن أفعل فأنا أريد رؤيتها عليكِ ، ستكون الرؤية أفضل .
نفخت بقوة ليقترب منها بهدوء ويمسكها من ذراعيها ويقربها إليه : ماذا تريدين نور ؟
أجبرها على وضع عينيها بعينيه : هل تريدن الطلاق فعلًا ؟
نظرت إليه وسألته بعينيها أن يفهمها سر شراكته لأخيها .
تنهد بقوة : اسألي أخاكِ نور ، فهو من يخول له أن يجيب عليكِ .
قالت برقة : أنا أسألك أنت ، ما السر في إتمام الزواج بهذه السرعة ؟
__ لن أجيب عن هذا السؤال نور ، إنكِ تجرحينني بشدة
ألم تشعري كل هذه الفترة كم أنا أريدك جواري ؟
__ هذا هو السبب فقط ياسين .
ابتعد عنها وظل واقفًا أمامها
__ الكلام معك بدون فائدة ، وأنا سئمت من الحوار ستأتين بأشيائك أم أنصرف ؟
نطقت بتحدي : لا أريد منك شيئًا ، اذهب .
أشاحت بيدها له أن يذهب ليمسك يدها وهي بالهواء ويسحبها منها ويقربها إليه نظر الي عينها وقال بقوة : تعلمي أن تتعاملي معي بأدب ، لا تشيحي بيدك في وجهي ثانيةً .
ارتبكت بقوة من نظرة عيناه الغاضبة لتتلعثم قائلة :
__ لم اقصد ،ليقفز التحدي بداخلها : بل قصدت فأنا ضائقة منك .
__ صدقيني نور ستخسرين الكثير إذا دفعتني للتعامل معك بالقوة .
نظرت إليه بغضب لتخفض بصرها بعيدًا عنه ليقع على ذقنه الغير حليقة لتتعجب من أول معرفتها به وذقنه تلمع كنجوم السينما ، أول مرة تراه هكذا تمالكت رغبتها في وضع أناملها على ذقنه لتعلم ملمسها .
وكأنه شعر بها فوضع يدها التي بيده على ذقنه وقال بهدوء : سأحلقها غدًا إن شاء الله ، حتى تكون ملساء ولا تؤذي بشرة زوجتي الرقيقة
انقلب وجهها وتلون بالأحمر القاني وازداد احمرارًا عندما قبل باطن كفها بتطلب شديد
نزعت كفها منه سريعًا لتبتعد عنه : اذهب ياسين .
تنهد : حسنًا سأنتظر الي الغد نور ، فإن الغد لقريب .
***
همت بالخروج لمساعدة نور بترتيب الحديقة لتجد ياسين واضعًا رأسه برأسها ويتكلم معها ابتسمت وقررت عدم الخروج عادت إلى الصالة ليسألها عمر بتعجب : ألن تخرجي لتساعدي نور ؟
ابتسمت : ياسين بالخارج وأنا فضلت أن أتركهما يتحدثان
بمفردهم .
وقف ليخرج ويرحب بزوج أخته لتمسكه من يده :
__ إلى أين أنت ذاهب ؟
__ سأذهب إليه ، فهو ببيتي ولابد أن أرحب به .
ارتبكت : اتركهما قليلًا ليتحدثا ثم أخرج لمقابلته .
نظر لها بتفحص ليقترب من النافذة وينظر إلى الخارج ليجد ياسين قريبًا من نور ، شعر بضيق من قربه لها هكذا وما أزاد ضيقه أنه شعر بأنهما يتشاجران حول شيءٍ ما هم بالخروج لتمسكه مرة أخرى : عمر ، انتظر قليلًا
فأنا أشعر بأن بينهما خلاف اتركهما يتصالحان .
قال بغضب : علياء من فضلك ، اتركيني .
__ لماذا أنت غاضبًا الآن ؟ إنه زوجها ومن حقه أن يضمها بصدره أو حتى يقبلها .
انتفض من جملة زوجته ليلمع الغضب بعينيه وصرخ بها : اصمتي من فضلك .
انتفضت من صرخته لتجلس بعيدًا عنه وهي غاضبة مسح وجهه بكفيه كعادته ليتخلص من الضيق المسيطر عليه وجلس بجوارها يعلم أن ردة فعله عنيفة عليها :
__ علياء راعي شعوري قليلًا حبيبتي ،فنحن معشر الرجال مشاعرنا معقدة قليلًا أنتِ الآن زوجتي فعليًا ولكني لا أستطيع تقبيلك أو أن أضمك إلى صدري أمام علي رغم أن هذا من حقي ولكني أراعي شعوره ، وأنا الآخر لا أتخيل فكرة أن ياسين يحتضن نور أو يقبلها ، فكيف أحتمل أن تقذفيها مباشرةً بوجهي هكذا .
ضحكت : أنتم مرضى يا معشر الرجال يا باشمهندس أنت قبلتني وأنا خطيبتك ومستاء جدًا من فكرة أن يقبل ياسين زوجته ، هذا مرض ليس تعقيد للمشاعر إنها زوجته عمر .
نفخ بضيق : أعرف هذا جيدًا ، و من فضلك لا تعيدين الكلام ثانيةً أشعر بالدم يقفز إلى رأسي.
ابتسمت بتعجب : أنت صادق بالفعل ، عمر كنت أتخيلك ذو عقل حديث متفتح .
عقد حاجبيه : كيف ؟ لا أنا في هذه الأشياء متحجر ومن أيام الحكم العثماني ، وإذا علي أنا اريدك أن ترتدي الحجاب واليشمك مثلما كان السيدات  يفعلن أيام محمد علي باشا .
ضحكت بصخب على جملته : لا ، لنعد كما كنا واذهب لتجلس مع أختك و زوجها كالحرس الملكي .
ابتسم تلقائيًا لضحكتها : ولكني جاد فيما أقوله .
انقلب وجهها لتصمت وتقول بدهشة : تريدني أن أرتدي اليشمك .
ضحك : لا طبعًا ، أنا أتكلم عن الحجاب .
أخفضت رأسها لتقول بهدوء : هل ستجبرني ؟
اقترب منها أكثر : لا مع أنه من حقي ولكني أطلب منك .
هزت رأسها : أعطيني فرصة لأجهز ملابس تليق بارتداء الحجاب .
ابتسم لتكمل هي : سنسافر بعد غدًا كما خططنا وعندما نعود سأفعل ما تريده .
احتضنها بين ذراعيه : حسنًا حبيبتي ،سأذهب لأسلم على ياسين ، أعتقد أن هذا الوقت كافيًا لهما .
هزت رأسها بتعجب من هذا العُمر فمن الواضح أن عقليته منغلقة كانت تظن أنه ذو عقل متفتح تحرري كأبناء طبقته ولكن من الواضح أن عقله منغلق أكثر من علي فكم مرة طلب منها علي ارتداء الحجاب ولكنه لم يصر كما فعل مع زوجته وبسنت أو وفاء وأمها كانت السبب فكانت دائمًا تقول له اتركها على راحتها علي وكان يستمع إليها وها هي الآن ستسمع كلام عمر على الرغم من أنه لن يجبرها ولكنها تريد أن ترضيه .
***
خرج ليجد الحديقة فارغة إلا من وجود نور سأل بدهشة : أين ياسين ؟
قالت والدموع تخنقها : ذهب .
شعر بها ليقترب منها ويأخذها بين ذراعيه : ماذا حدث ؟
هل تشاجرتما ؟
نطقت والدموع تتلألأ بعينيها : عمر ما السر وراء إتمام الزفاف بهذه السرعة ؟
استيقظت باليوم التالي وعيناها متورمتان من كثرة البكاء
في الليلة السابقة لتتنهد بضيق عندما تكلمت مع عمر وقصت له ما حدث بينها وبين ياسين
صاح بها بشدة وتشاجر معها وأفهمها أن لاوجود لهذه الأشياء التي تملأ عقلها وأنه اتفق مع ياسين على الشراكة بالمشروع بعد خطوبتهما
ولا علاقة لها بالعمل ولكن ما جعلها تذرف الدموع حقًا هو غضب أخيها منها بسبب أنها ظنت أن ياسين أجبره على تزويجها إياه قال لها بحزن : هل أنا ضعيف في نظرك يا نور ، ألا تعلمين أنكِ أغلى من روحي وأنا لن أزوجك إلى أي شخص حتى لو كان بهذا الأمر موتي .
انعاد المشهد أمام عيناها وعمر يصرخ بها غاضبًا
__ ثم ألا ترين كم يحبك ياسين ؟هل أنتِ عمياء ،الناس جميعًا لاحظوا كم هو متيم بك وأنتِ لا ترين ولا تشعرين ، ظننت أنكِ ستكونين مختلفة عنها ستشعرين بمشاعر الحب وتقدريها .
ارتبكت من مقولته ليجز أسنانه غضبًا سألته بتعجب من بين دموعها : من ! أنت تقصد من ؟!
زفر بضيق : لا شيء ،خانني التعبير لا أكثر .
أمسكها من ذراعيها : نور كوني كما ربيتك حبيبتي
لا تفكرين بمثل هذه الطريقة ، أقسم لكِ أن مشروع
الشاليهات لا علاقة لكِ به ولا بزواجك .
__ إذن لماذا أتممت زواجي بهذه السرعة .
__ اه منكِ نور ، أنها قسمة ونصيب افرحي بليلة زفافك ولا تدعي الأوهام تسيطر عليكِ .
ولكنها تشعر بالفعل أن وراء الإسراع في الزفاف شيئًا ولكن عمر يخفيه عنها
من التي كان يقصدها عمر بكلامه عقلها سينفجر من الصداع الذي أصابها من كثرة التفكير والبكاء
تنهدت وهي تقف من الفراش لتشعر بالترنح وأنها ستقع
من ثقل رأسها استندت على الفراش وشعرت بالبكاء يسيطر عليها من جديد ولكنها رفعت رأسها وقررت أن تأخذ حمامًا باردًا يهدئ مشاعرها ويخفف من الصداع والاغماء الذي يسيطر على رأسها .
***
__ صباح الخير يا عريس
ابتسم بسعادة من اللقب : صباح النور .
__ انتهز الفرص لتأتي بسيرتها وتقول اسمها قال مقلدًا صوته الرخيم نور .
ضحك بخفه ليسأله : لماذا استيقظت باكرًا هكذا ؟
__ أريد أن آخذك للحلاق وأكون بخدمة أخي العزيز وعريسنا الغالي .
__لكني سأذهب وحدي .
قاطعه : ياسين أرجوك لا تحرمني من فرحتي بك أعلم جيدًا أنك غاضب مما فعلته ولكن أريد اليوم أن تنسى خلافك معي وغضبك مني وتسمح لي بأن أوضح لك فرحتي بزواجك .
تنهد : حسنًا يوسف ، ولكن ألن تجلس مع زوجتك فهي كانت متعبة البارحة .
ابتسم : لا هي الآن أفضل ثم أن أمي ونهى معها .
ونادين أيضًا ، ألم تقابلها للآن ؟
هز رأسه نافيًا : لم أراها البارحة رأيت أحمد وجلست معه وسألت عليها أمي قالت أنها نائمة .
تعجب يوسف : لا أعلم ياسين ، أشعر بأنها غير طبيعية تتعامل مع أحمد بطريقة عجيبة وتتعامل معنا ببرود ولا كأننا عائلتها .
__ لا تشغل رأسك يوسف ، نادين مزاجية الشخصية وتتبدل في دقائق من الممكن أن تكون متعبة أو شيء لا أكثر.
رد على أخاه بدبلوماسية ولكنه يعلم أنها تغيرت تغيير جذري بعد وفاة حنان فهي كانت صديقتها المقربة ووفاة حنان أحدثت شرخ بنفسها ، ولكنه لا ينكر دهشته من إتمام زواجها سريعًا بعدها وإصرارها على السفر مع أحمد بعد أن كانت رافضة فكرة السفر رفضًا باتًا .
__ هاي ، ياسين إلى أين ذهبت ؟ هيا حتى لا نتأخر عن موعدنا مع الحلاق .
__ لم أرتب موعدًا مع الحلاق .
__ أنا فعلت ، لماذا تنام بغرفة المعيشة هنا ؟
__ لا يوجد سبب معين ، لماذا تسأل ؟
__ لأني أراك تنام كل يوم هنا منذ أن فرشت الجناح بالأثاث الجديد .
__ وبم انك ملاحظ وأكيد استنتجت السبب لماذا تسأل يا ظريف ؟
__ لأني اعلم أنك لن تقول السبب الحقيقي وأنك لا تريد الدخول إلى الجناح بدون زوجتك العزيزة .
قال بغضب باسم : يوسف اصمت أحسن لك ولا تجعلني أفرغ ضيقي بك ،أو ابتعد عني واتركني وحيدًا .
قهقه يوسف ضاحكًا : لا سأصمت فأنا اليوم سألتصق بك وأفعل لك ما تأمر به
أكمل بامتنان : شكرًا لك ياسين على ما فعلته البارحة مع إنجي ، لن أنسى لك هذا الموقف أبدًا .
أمسكه من اذنه كما كان يفعل وهو صغير :
__ كم مرة قلت لك لا
تشكرني على أي شيء ، ثم أنه واجب هل تشكرني على واجبي نحو زوجة أخي .
انتبها على صوت ضحكات نهى : مظهرك يضحكني بشده يوسف، تذكرت عندما كان ياسين يعاقبك وأنت صغير .
ضحك يوسف ساخرًا منها : اصمتي .
__ لا تضايقه نهى من فضلك .
رفعت حاجبيها تعجبًا : يا سلام ، الآن لا تضايقيه ، حسنًا سأصمت .
جلست بجوار ياسين وقالت مازحة : يويو ، هل ستذهب بي عند زوجتك المصون .
انفجر يوسف ضاحكًا على تعابير ياسين المدهوشة من نداء نهى له وقال بتعجب : من هذا اليويو ؟
قال يوسف من بين ضحكاته : أنت أخي .
__ على آخر الزمان ياسين بك شوكت يقولون له يويو انتبهوا على نبرتها الساخرة ليرفع نظره إليها ويبتسم :
__ نهى تقول ما تريده .
وقف ليسلم عليها لتقابله هي ببرودها ابتسم : حمدًا لله على سلامتك، سألت عنكِ البارحة أمي قالت أنكِ نائمة .
قال بسخرية : كثر خيرك المهم عندك أنك اطمأننت على احمد أليس كذلك ياسين ؟
جز على أسنانه من طريقتها المستفزة : واطمأننت عليكِ أنتِ الأخرى ندى .
__ لا تناديني بهذا الاسم ثانيةً ، كنت واضحة معك من قبل في هذا الطلب .
__ بعد إذنك لدي ما يشغلني اليوم نادين ، سأتشاجر معكِ في وقتٍ لاحق ، أنرتي مصر .
قال جملته الأخيرة بضيق ليقوم منصرفًا نظر يوسف ونهى إلى بعضهما بدهشه من العداء الواضح بين نادين وياسين لتقول نهى : ما بك نادين لماذا تتعاملين مع ياسين بهذه الطريقة ؟
صاحت بغضب : لا تتدخلي فيما لا يعينكِ نهى ، اهتمي بشئونك الخاصة .
انتفضت نهى من ردها ليشعر يوسف بغضب فعلي من طريقتها في معاملتهم صاح بغضب : ما بك ؟ لماذا تتعاملين معنا بهذه الطريقة الغريبة ؟
أشاحت بوجهها بعيدًا ليلتفت إلى نهى : هيا نهى تعالي لنذهب لرؤية ياسين وإذا تريدين أن تذهبي لنور سأوصلك لها خذي إنجي معك أيضًا ولكن اهتمي بها حتى لا تتعب مرة أخرى ، وأنا سآخذ يمنى معي .
__ لا تشغل رأسك بيمنى فعمرو سيراعيها اليوم أنا اتفقت معه البارحة .
هز رأسه لينصرفا الاثنان من أمامها لتشعر بغضب فعلي من هذه العائلة التي لا تلق بالًا لها ولا لغضبها
ولكن من هي إنجي التي يتكلم عنها يوسف ؟
أيمكن أن تكون خطيبته ؟ لا تستبعد أن يكون أخاها خطب دون أن يبلغوها .
***
__ نور أرجوكِ توقفي عن البكاء قليلًا شيري تعبت من تصليح زينتك ، كلما أصلحتها أنتِ تفسديها ثانيةً .
قالت من بين دموعها : أحاول علياء ولكني لا أستطيع .
__ عندما تأتي نهى الآن هي وإنجي ماذا ستقولان ؟
__ أين ذهبتا ؟
__ صعدا إلى الرويال سويت الذي ستقضيان به ليلتكم لترتبا أشيائك وأشياء ياسين وإذا أتيتا ووجداكِ تبكين ماذا سيقولون ، أنا إلى الآن لا أعرف لماذا تبكين ؟
شيري بذلت مجهودًا خرافيًا لتغطية آثار عيناكِ المتورمتان ماذا ستفعل الآن؟
__ سأتوقف الآن .
قالت جملتها لتنفجر بالبكاء ثانيةً توترت علياء بشدة واقتربت منها : لماذا تبكين نور أخبريني ؟
هل تشاجرتِ مع ياسين البارحة ؟ نور ردي علي
هزت رأسها نافية همست علياء : هل أنتِ خائفة ؟ لا تخافي حبيبتي الأمر ليس مرعب لهذا الحد .
نظرت بذهول إلى علياء لتفهم ما تتحدث عنه لتستوعب ما تقوله علياء : اصمتي علياء من فضلك فأنا لا أفكر بهذا الأمر ؟
نفخت علياء ضائقة : لماذا تبكين اذن ؟ توقفي عن البكاء الساعة قاربت على السابعة .
هزت رأسها إيجابًا لتمسح دموعها في لحظة دخول نهى وإنجي إلى الجناح .
***
واقفًا وسط أصدقائه ببذلته السوداء وقميصه الأبيض
يشعر بسعادة كبيرة تمتلكه اليوم ، فها هي ليلة العمر تقترب منه ، يشعر بقلبه يقفز بجنون حبيبته في غضون ساعات قليلة ستكون بجانبه دائمًا كم هو شعور جميل أن يتمتع بها إلى جواره طوال العمر ابتسم تلقائيًا عندما تذكرها وحاول أن يتخيل شكلها وشكل فستانها ستكون مبهره كما اعتدت ياسين انتبه على يد عمر وهي ترتب على كتفه :
__ مبارك ياسين ، ألف مبروك لن أوصيك على نور
أنت وعدتني من قبل ستحملها بداخل عيناك مهما حدث .
ابتسم : بارك الله فيك عمر ، لا تقلق يا صديقي بل سأحملها بداخل قلبي لا تخف .
__ هيا استعد لأن الزفة ستبدأ .
هز رأسه موافقًا ليذهب عمر من أمامه ويتبعه إلى الداخل في صمت .
اتسعت عيناها انبهارًا عندما دخل إلى الجناح وراء عمر
من رؤيته لها في فستانها الأبيض مغلق الصدر لحافة الرقبة ليظهر جمال عنقها وأكمامه المصنوعة من الجبير المفرغ ضيق إلى الخصر ومنفوش قليلًا شعرها مرفوع ومزين بطرحة جميلة قصيره وزينتها رقيقة ورائعة مثلها
ابتسم ابتسامة جميلة مشرقة مفعمة بالحب وتقدم منها بهدوء ليقبل رأسها رفعت نظرها إليه بارتباك لتراه وسيمًا أكثر من المعتاد ليبتسم إليها إحدى ابتساماته الرائعة التي تذهب بعقلها بعيدًا
عندما تقدم منها خفق قلبها بشدة لتشعر بانتقالها لعالم آخر بقبلته الرقيقة لجبينها
همس : مبارك نور ، أعلني الهدنة قليلًا حتى ينتهي الزفاف أريدك أن تستمتعي بحفل الزفاف الذي تعبت بترتيبه حتى يحوز على إعجابك .
ابتسمت وهزت رأسها موافقه ، لا تعلم ياسين فأنا لم أعلن الحرب لأعلن الهدنة ، قلبي يستسلم لك عندما أراك
ولا أعلم ماذا أفعل معك ، عمر أقسم أن الذي أفكر به أوهام وأنا أصدقك وأصدقه ، ولكن قلبي يشعر بخوف ولا أعلم لماذا الخوف يمتلكني هكذا .
***
انتهى حفل الزفاف وهي تشعر بسعادة كبيرة فياسين أقام لها حفل زفاف اسطوري كما وعدها كل شيء كان خياليًا أسعدها بشده ، وفرحتها كانت لا حدود لها لدرجة أنها رقصت معه بأريحية وسعادة
شعرت أيضًا بالسعادة تشع منه وتنتقل إليها فيحيطهما وهج من السعادة والفرح صعدت لجناحهما وهي تتأبط ذراعه بهدوء فتح باب المصعد لينظر بالردهة وينقل نظره شمالًا ويمينًا تعجبت مما يفعله لتفاجئ به يحملها ويخرج بها من المصعد
صرخت بدهشة : ياسين هل جننت ماذا تفعل ؟
__ هششش ، أحملك عادة جميلة وحلمت بها منذ
خطوبتنا .
__ الناس سيشاهدوننا ،أنزلني .
__ بالله عليكِ هل ترين أحد حولنا ، كفي عن الحركة .
__ العريس يحمل عروسته وهما داخلين لبيتهم هذا فندق .
__ سأحملك مرة أخرى ونحن داخلين لجناحنا بالقصر.
ابتسمت على نبرة صوته وما حملته لها من إصرار ليدلف بها إلى الداخل ويغلق الباب برجله دخل بها إلى غرفة النوم ووضعها على الفراش ليجلس على ركبتيه أمامها ،خفضت رأسها خجلًا منه وهي تشعر بالتوجس مما سيفعله رفع ذقنها إليه ونظر إلى عيناها : مبارك يا زوجتي الحبيبة .
تلمس وجهها بأنامله في رقة ليطبع قبله عميقة على جبينها
وقف أمامها ليدور ويجلس خلفها ويحاوطها بذراعيه ويحتضنها برقة وحب انتفضت من حضنه ليبتسم ويطبع قبله أخرى على عنقها همس : سعيد أنكِ ارتديت الشبكة أخيرًا .
وضعت يدها على عقد الشبكة ليقبل أصابعها وعنقها شعرت بيداه تلعب بخصلات شعرها الساقطة بجانب عنقها لتكتشف أنه يفك طرحتها ويفك تسريحة شعرها عندما انتهى من تحرير خصلات شعرها
قبل رأسها بقبلة عميقة لينحني عليها : بدلي ملابسك وتعالي لنتعشى ، فأنت لم تتناولين الطعام من الصباح نهى اخبرتني وأوصتني أن أجبرك على تناول الطعام .
هزت رأسها بآليه ليردف : سأنتظرك بالخارج.
خرج من الغرفة وأغلق الباب خلفه وضعت كفيها ببعضهما لتسيطر على أعصابها قليلًا فهي تشعر بتوتر كبير يسيطر عليها .
***
بعد قليل طرق الباب بهدوء ليطل برأسه للداخل ويبتسم عندما رآها تصلي جلس خلفها على الفراش حتى انتهت : لماذا لم تنتظري لنصلي سويًا ؟
ابتسمت ليكمل : هيا نصلي سويًا ثم نتناول الطعام فأنا جائع بشده انتهوا من صلاتهم ليلتفت إليها ويضع يده على رأسه ويدعو بخفوت اندهشت بشده مما فعله فهو غير متوقع ابتسم : لماذا تعجبت ؟
ارتبكت : لا شيء ، لم أكن متوقعه لا أكثر .
ابتسم و مزح معها : انت تتعاملين معي على أساس أني فاسق ماجن .
ضحكت : لا أبدًا .
أوقفها من ذراعيها بهدوء : حسنًا هيا لنتناول الطعام
__ ثواني ، سآتي خلفك .
هز رأسه وخرج لتخلع إسدال الصلاة وترتب شعرها
وتخرج وراءه
رفع نظره ليراها مرتدية بيجامة بيضاء حريرية واسعة بأكمام وبنطلون طويل
ليبتسم بهدوء فالرسالة وصلته وبوضوح لا يهم نور ، سنرى
ابتسم بهدوء وأشار لها أن تأتي لتجلس بجانبه ابتسمت بتوتر لتذهب وتجلس بكرسي بعيد
زفر : نور تعالي حبيبتي لتؤكلي ، فأنا أنتظرك ولا تقولي أنكِ لستِ بجائعة .
هزت رأسها لتأتي وتجلس على الأريكة ولكنها بعيده عنه حرك الطاولة ليقربها منه واقترب هو الآخر بجانبها
__ هيا حبيبتي تناولي القليل من الطعام .
بعد انتهائهم من تناول الطعام أخرج ياسين عربة الطعام خارج الجناح لينظر لها بتساؤل فهي جالسة بمكانها لا تتحرك اقترب منها بهدوء ليشدها من كفها : هيا نور لننام فأنا أريد النوم بشده : الأيام الماضية لم أذق بها طعم النوم كنت أنتظرك لننام سويًا .
انتفضت من جملته ليسأل بتعجب : ما بكِ ؟!
__ لا شيء
ابتسم وهمس: لا تقلقي نور ،أنا عنيتها حرفيًا أريد أن تنامي بجانبي فقط كل ما أريده الليلة هو أن آخذك بين ذراعي وأنام ، ولكن الليلة فقط ، هيا .
تعجبت بالفعل منه فهو أخذها بين ذراعيه ليذهب للنوم في غضون دقائق ولكنها لم تستطع النوم ولا تستطيع الحركة فهو ممسك بها كأنها ستهرب منه نظرت إليه لتشعر بقلبها يقفز بين ضلوعها لأول مرة تراه من هذا القرب وتتأمله ، فهي لم تستطيع أن تتأمله من قبل حتى لا يلاحظها ، وهي تخجل أن تفعل هذا نظرت إلى وجهة الأسمر وتأملته بهدوء كم هو جميل ليس وسيمًا بل جميل وجهه طويل ومتناسق التقاطيع اهدابه سوداء طويله وأنفه شامخ طويل بتناسق جميل بمقدمة صغيرة ولكن يوجد عكفه صغيرة بأول أنفه شعرت بالغرابة من هذه العكفه تحسستها لتستنتج أنها كُسرت وتركت أثرها بأنفه ، شفتيه مرسومتين وتزينهما شامتها الحبيبة التي تلمع عندما يبتسم وضعت أناملها بحب على هذه الشامة لتنتقل إلى شفتيه وتحركها بهدوء فكرت قليلًا وحدثت نفسها ، لم تقبله هي ولا مرة ، ماذا سيحدث إذا قبلته فهو نائم ، اعقلي نور ، ولا تجلبي لنفسك المتاعب ، ابتسمت بخفه وهي تتوقع ردة فعله إذا قبلته هي وهو نائم ولا يدري عنها شيء وفي لحظة جنون تقدمت منه لتطبع قبلة سريعة على الشامة التي بجانب شفتيه شهقت عندما رأته ينظر إليها بعينيه الرمادية وهي تلمع بتألق عجيب همس : أنتِ من بدأتِ نور ، لا تنسي .
شعر بأنفاسها قريبة من وجهه وتنم عن استيقاظها يعلم أنها لن تذهب للنوم بسهولة ، فهو بالرغم من تعبه لم يستطع النوم ومثل حتى يطمئنها ويجعلها تستريح ولم يستعجلها والعمر طويل أمامهم
شعر بأناملها وهي تتحسس أنفه ولم يكن يتخيل للحظه أنها ستتحسس شامته وشفتيه وعندما طبعت قبلتها السريعة على الشامة التي تزين شفتيه شعر أنه سيصاب بأزمة قلبيه من المفاجأة فتح عينيه ليتأكد من أنه لا يتخيل ليراها قريبه منه ليشعر بأنفاسه تعلو ولن يستطيع التحكم بنفسه أكثر من ذلك
لينطق : أنتِ من بدأتِ نور ، لا تنسي .
***
__ توقفي عن البكاء نور ،لم أفعل شيء لكل هذا .
بكت بنشيج ليمرر يده بخصلاته شعره بعصبية
اقترب منها وهو يحاول السيطرة على أعصابه
فهو لم يفعل شيء احتضنها ليبدأ بتقبيلها لتنفجر باكية كما المعتاد ، لا يعلم لما تنتفض ويلمع الخوف بعينيها بهذه الطريقة ليهدئ رأسه من الأفكار : أنها خجولة فقط ياسين ستعتاد الأمر مع الوقت أمهلها أنت بعضًا من الوقت لتعتاد عليك .
احتضنها بحنان : اهدئي نور ، واخلدي للنوم .
همت بالتحدث ليسكتها بوضع أصابعه على شفتيها
_ هشش ، الآن ليس وقت الحديث ، سنتكلم لاحقًا ولكن الآن أريد أن أنام بالفعل
احتضنها بين ذراعيه ليطبع قبلة على جبينها : تصبحين على خير نور .
***
استيقظا صباحًا على صوت طرقات قوية على باب الفيلا
لينزلا سريعًا تقدم هو إلى الباب ليفتحه لتقف هي بأعلى السلم وتشعر بانزعاج ،شهقت بفزع عندما فتح عمر الباب ليجد فرقة من الشرطة أمامه
قال عمر بتعجب : نعم ، أي خدمة ؟!
سأله الضابط : أنت عمر محمد عبدالله المصري
تعجب: نعم ، أي خدمة ؟
__ تفضل معي مطلوب القبض عليك .
***

أحلامي المزعجة Where stories live. Discover now