الفصل الثاني (اِنْتِقَامٌ)

ابدأ من البداية
                                    

خرج محمد والتعب بات ظاهرًا على ملامحه ولكن يقاوم، فليس محمد العطار الذي يقع بسهولة، علت البسمة على ثغره يهتف بترحيب:

_ منور يا مازن.

نهض مازن احترامًا لخاله يسلم عليه، ثم اردف ببسمة صغيرة:

_ بنورك يا خال.. وحشني.

رفع محمد حاجبه يتمتم بسخرية:

_ والله... ما تتظبط ياض هو أنا خطيبتك.

ضحك مازن على حديث خاله، في حين أكمل محمد بمكر تعلمه مازن منه:

_ قول حصل ايه... بلاش الداخلة دي على خالك يا مازن.. دا أنا بابا يلا.

ابتسم مازن في هدوء، في حين نظر محمد نحو ياسمين ثم قال ببسمة حانية:

_ حضري الفطار يا ياسو بايدكِ الحلو دي.

ابتسمت ياسمين في سعادة، ثم نهضت تعد الطعام في حين اكمل محمد في هدوء:

_ حصل إيه؟!

اجابه مازن بصوتٍ مختنق:

_ أمي جبرتني اشتغل معاك وإلا هتأذي أي حد بحبه.

صمت مازن ولم يرض أن يضفي المزيد، في حين بقى محمد دقائق في صمت ثم قال بصوتٍ هادئ:

_ يبقى تشتغل معايا يا مازن.

نظر له مازن في صدمة، في حين استرسل محمد حديثه:

_ بص يابني أنا هكلمك بصراحة أنا كتبت كل فلوسي باسم قطوف وياسمين وأمك جت وبهدلت الدنيا بعد ما رشت المحامي بتاعي وعرفت اللي في الواصية و حاليًا أمك بتحارب عشان تاخد فلوس اللي فاكرة أنها حقها.. وعشان أأمن أنها متضربنيش في ضهري لزمًا أنت تشتغل معايا.

نظر له مازن في صمت، فقد ذاق عذاب والدته، لم تراعيه حتى، تركت خاله هو من يساعده ويراعيه، بقى دقائق في صمت ثم اردف بنبرة هادئة:

_ خلاص يا عمي ماشي.

تهلل سريره بشدة، وشعر بالسعادة تغمر قبله بعدما ملأه الأمان، وأن مجهوده بالعمل لن يضيع، فاردف بصوتٍ ممتن:

_ شكرًا يا بني... ربنا يبارك فيك.

نهض مازن يقبل رأسه في حنو، يهتف في صدق:

_ أنت الخير والبركة كلها.. وأنا اللي لزمًا أشكرك على انك واثق فيا بالشكل دا.

ابتسم محمد في رضا، ثم نظر له في عمق مردفًا:

_ بص يا بني.. أنا لا ابن امبارح ولا أول حتى.. أنا راجل عدت عليه مراحل كتير... ازمة الفلوس اللي مريت بيه ومراتي اللي توفت وسابت طفلتين وخيانة من كل واحد شكل وأمك اللي بتحاربني رغم انها المفروض تبقى في ضهري..وغيره فاللي شوفته مش قليل بس أنت سبحان الله ربنا خلق فيك شيء حلو هتعرفه لما تدخل وتشيل مسؤولية.. واعتقد إنك فاهم شوية في الشغل بتاعنا مش ناقص غير بس تعرف تتعامل إزاي مع الناس سواء رجاله أو ستات وفاهم قصدي إزاي بالاتنين.

فِطْنَة اَلْقَلْبِ « قطوف الياسمين» بقلم سلمى خالدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن