الفصل التاسع عشر

Mulai dari awal
                                    

أصطفت السيارات بنظام أمام بوابة قصره الفخم وخرج "فراس" يترأسهم ويتقدم صفوفهم وهو يحاول كبت مشاعره الهوجاء ليستطع حماية وإنقاذ فتاته الصغيرة من هؤلاء الطامعين بها.

ابتسم بإصفرار عندما خرج "چان" من قصره ووقف يطالعهم بسخرية وإبتسامتة لم تترك وجهه، قائلًا:

_ لم يشهد هذا القصر زيارتك منذ وقت طويل سيد فراس، سعدت بزيارتك العشوائية هذه.
ضغط فوق أسنانه بقوة والغضب يأكله، نظر له بإصفرار ولاتزال ألإبتسامة المزعجة على فكيه قائلًا:

_ لا تقلق أقترب الوقت التي ستنتهي فيه زيارتي لك او زيارتك لي ولكن الآن أخرج لي زوجتي أيها اللعين حتى لا أقتلك قبل الحرب وأخلف بالعهد الذي قطعته بذلك اليوم.

صرخ "فراس" عليه وهو يريده أن يخرج له زوجتة ويذهب بسلام حتى لا يفعل شئ مخالفًا لما سيحدث بعد أيام من الآن، فلا يريد نزع السلاح من جيبه ويصوبه برأس هذا الحقير الذي سرق زوجته بدم بارد، يريد التلاعب معه ليجعله خائن لعهوده ولكن مع من تتلاعب عزيزي "چان" فهذا ثعلب ماكر لن يرحم.

_ زوجتك ماذا ستفعل عندي أيها الرجل؟ هل تريد العبث معي؟

هتف "چان" ببراءته وهو يدعي الإبتعاد عن هذا الأمر، يخلي ذمته من زوجة "فراس" أقسم أنه يجب أن يمثل مع مشاهير بوليوود لطلاقته وتمثيلة الجيد هذا فأنا على وشك تصديقه!

_ لا أزال على هدوئي لا تجعلني أجن عليك چان، أخرج لي زوجتي وإذا رأيت بها خدش واحد فأعلم انني لن أتركك حي.

هتف وهو يحذره بسبابته التي رفعها بوجهه وكانت عيونهم تتحدى بعضها وكأنهم سيدخلون حلبة المقاتلة بعد دقائق ويا قاتل أو مقتول بعد هذه المصارعة العنيفة التي ستنشب بينهم، قهقهة "چان" بقوة واضعًا يده فوق صدره وهو يسعل أثر الضحك، قائلًا:
_  كنت أريد أن أقتلك خوفًا عليها، ولكن حبك ذاك يجعلك تموت وحدك شوقًا لرؤيتها، لا تقلقك عدوي فراس لن يقترب منها أحد ولكن أنا أتلاعب معك الى أن يأتي اليوم المُنتظر يا عزيزي.

أنهى حديثه وهو يقترب من "فراس" بشده إلى أن أصبح الفاصل بينهم بعض السنتيمترات فقط، هتف أمام وجهه كفحيح الأفاعي، قائلًا:

_ هذه نبذة صغيرة مما سيحدث يوم الحرب، أستعد جيدًا لموتك فراس.
أبتعد عنه وهو يربت فوق كتفه بسخرية، أشار لرجاله ليخرجوا له "إيما" لم يرغب بالرد على هذه الحشرة التي تعبث أمام وجهه فعقله وقلبه ينتظروها، ينتظروا رؤيتها..آه كم أشتاق لها والنظر داخل الأشجار والحدائق الشاسعة الساكنة بأعينها، ملامح وجهها المرسومة بدقة وعناية تذيبه أفتقد "إيما" وكل شيء يخصها، وقف هو ورجاله والهدوء يعم المكان يترقبون خروجها من ذلك القصر الضخم ولكن ليس بفخامة قصره الذي يشبه قصور الملوك والرؤساء القدماء إلى أن خرجت هذه الصغيرة وهم يلقوها هكذا لتركض دون هي منها وشعور يسحبها إلى أحضان زوجها نسيت كم هو مخيف وماذا فعل ولكنه غاب عنها كثيرًا وخافت أن يفوت الأوان ويقتلوها هؤلاء وهو لن يأتي لإنقاذها، عانقته بقوة وهي تبكي فوق صدره بحرقه تريده أن يخفيها بين طيات قلبه ويغلق عليها بأحكام لتبتعد عن كل شيء مؤذي بحياتها الحديثة التي لم تعتد عليها بعد!
أنسجم بذلك العناق الذي كان يحتاجه ويمكن أكثر منها ولكن نظرات الجميع لهم جعلته ينتفض بضيق متذكرًا أنهم وسط حشد من الناس يشاهدوهم وكأنهم يتابعون فيلم أكشن رومانسي ينتظرون قبلة البطل والبطلة!  أبعدها عنه وهو ينظر لوجهها البرئ الناعم يتحسسه قائلًا:

_ هل أنتِ بخير؟ أخبريني إذا فعل أحد شئ لكِ، أرجوكِ لا تظلي صامتة هكذا.

هتف وهو ينظر لها بتوسل يتمنى لو تخبره أنها بخير وهذا مجرد كابوس سئ راوده بمنامه لكثرة التفكير بها، أكتفت بهز رأسها أعلى وأسفل وهي تتوسله بأعينها أن يأخذها ويذهب فهي تعاني كلما رأت هؤلاء الرجال الذين كانوا يخيفوها بفعل أشياء سيئة لها، ويقتربون منها وبتحسس جسدها ولكن الأوامر أجبرتهم على عدم فعل شئ لها، سحبها بين ذراعه وهو يحاوطها ويخبئها بداخله إلى السيارة، جلسا وهم على نفس هذا الوضع حتى لم يتحدث مع "چان" اللئيم بشئ وأخذ "إيما" وذهب.

_ أفتقدك كثيرًا إيما، يغمرني شعور القلق عليكِ أخبريني هل أقترب أي رجل منك؟

_ لم يقتربوا فراس ولكن كانوا سيفعلوها إذا تأخرت علىّ أكثر من ذلك، أنا لن أسامحك أنت وعدتني أنك ستحميني من كل شيء ولكن أنا تعرضت لأبشع أيام بحياتي بسبيك.

هتفت وهي تبكي ولكنها مازالت بأحضانه لاترغب بالإبتعاد عنه، فهو مثل المرض الذي يلزمه ترياق من نفس نوعه لكي تشفى منه، يسبب لها الألم ولكن هو الوحيد الذي يمحيه، تستمد منه طاقتها وقوتها التي تواجهه بها، أنهت حديثها القاسي وهي تبتلع حلقها وتشدد بيدها بمحاوطته وكأنه سيهرب منها!

عادوا إلى المنزل تحت نظرات "تيما" السعيدة ولكنها تعلم بالثورة التي ستنشب بالقصر بسبب ماحدث، فهذا خطأ لن يغفر!
صعد بها إلى غرفتهم التي أفتقدوها كثيرًا لهم بها ذكريات سيئة وسعيدة أيضًا، طلبت منه أن يتركها وحدها وذهبت للنوم مرة ثانية بغرفتها المتواجدة معه، وأغلقت الباب خلفها جيدًا ومع صوت الباب وهو يُغلق كانت هذه بداية جديدة لم ينتبه لها البعض لنرى كيف ستكون تلك البداية؟!





فشلت الخطة "A"Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang