الفصل الثالث والعشرون

22 0 0
                                    

صلوا على الحبيب 🤍

ركضت تجاهه تحاول إيقاظه بعدما غادر الجميع بأقل من ثانية وكأنها كانت بحلم.. أو كابوس بمعني أدق وأستيقظت منه للتو لم ترى سواه نائم كالجثة الهامدة!
مالت عليه وهي تعانق وجهه بين كفيها وصراخها يداوي المكان بأكمله، قائلة:

_ لا، لا تذهب أيها المخيف.

شهقت بفزع وهي تنتفض بين يديه والدموع تسيل من أعينها، سارت بكفها فوق وجهه تتفقده، خائفة أن يكن ما حدث بالكابوس الذي أتى بعقلها الباطن حقيقة وأطاحت بها تلك الأفكار اللعينة عن العيش بمفردها، كيف ستجد الحياة بدونه رغم مافعله معها؟!

_ هل أنت بخير فراس؟ تحدث قل أي شيء لا تتركني، أنا أتمنى الموت إذا تحقق هذا الحلم السئ.

أردفت بخوف والرجفة تتملك منها، أول مرة يراها خائفة بهذه الطريقة ولكن لأجل من؟! جذبها نحوه مرة ثانية يقبلها بدفئ فوق جبينها قائلًا:

_  أنا بأقصى درجات سعادتي اليوم يا صغيرتي.

رمقتة بغرابة وسط بكائها بسبب المنام السئ الذي راودها أثناء نومها، قائلة:

_ ماذا تعني فراس؟ أنا لم أفهم ما تقصد قوله.

كور وجهها الصغير بين يديه وهو يثبت نظره على خضرواتيها بهيام قائلًا بصدق:

_  سأصبح رجلًا جيدًا حتى أستحقك فأنا بهذه الشخصية العابثة لن تليق بكِ يا أفضل شئ بحياتي ولكن هناك شيء يجب علىَّ فعله قبل أن أتنازل عن عملي المفضل، أنا أتخلى عن أي شيء لأجل الحصول عليكِ فقط.

أخفضت بصرها عنه لا تعلم كيف تكون المواجهة؟ فهي حاولت قتلة إذا كنت نسيت يا عزيزي ولكن تقسم إنها تلوم نفسها على مافعلت له، مدّ أنامله فوق وجهها لينظر إليها مرة ثانية قائلًا:

_ أنا لست حزين منكِ إيما فأنتِ أنقذتي نفسك وقبل ذلك أنقذتيني من فعل شئ لم أكن أريده إلا وأنا بعيد عن أي شيء يضرك، وصانعين لأنفسنا حياة صغيرة مليئة بالدفئ، أنظرِ لي إذا سمحتي.

_ أحبك فراس وهذه المرة لن أتلاعب معك ولكن لن أسمح لك بالإقتراب مني قبل أن تخبرني بسبب قتلك لأبي لم أنسى لك ذلك.

أردفت "إيما" بحزن وهي تتذكر والدها، تشعر أنها خائنة ولكن قلبها ذاك يستحق الموت أفضل من حبه لهذا السام.

_ ستعلمين بكل شئ ولكن ليس الآن، ألم ترغبي بخروجي من هنا؟

أزالت عبراتها وهي تبتسم بخفة له قائلة:
_ بالطبع أريد كثيرًا، أفتقد غرفتنا حتى.

قهقهه بيأس من هذه الصغيرة التي تتبدل أحوالها بأقل من ثانية حتى، قائلًا:

_ ساعديني بإرتداء ملابسي، سمحوا لي بالخروج اليوم.

هتف وهو يغمز لها برقة يعلم جيدًا أنها لن تساعده بشئ وإن قتلها ولكن  خاب شعوره وإحساسه للمرة الأولى فهذه البريئة نضجت على يديه وأقتربت منه بهدوء دون نطق شيء لمدة ثوان وهي تخلع له ما يرتديه، مالت عليه برقة تقبله بوجنتاه بحب هامسة أمام أذنه برقة:

فشلت الخطة "A"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن