الفصل الثاني

85 14 6
                                    

_ سأذهب إلى تلك الغرفة وعليك أن تلحق بي، هل فهمت أرثر؟

أومأ له مسرعًا وهو يترجل خلفه بهدوء مصطنع على عكس خوفه منه، جلس فوق المقعد المتحرك مصوبًا نظره على المنظر الخلاب خلفه وهو يدور بذلك المقعد موليًا له ظهره.
وقف "أرثر" ينظر لظهر المقعد وهو يشعر أن هذا ماهو إلا هدوء ما قبل العاصفة، دق على المكتب الخشبي المرتب بقبضته لينتبه له رئيسه قم وضع ذراعيه خلف ظهره يستعيد قوته بداخله، منتظرًا مالذي سيعلنه؟

نفث يضيق ونظره مازال مثبت على الأشجار الخضراء من خلف النافذة الزجاجية الكبيرة، والقمر المنير بالسماء وبجانبه نجمة صغيرة متلألئة لأول مرة يرى نجمة بهذه الجمال، فالساعة أصبحت التاسعة مساءً وقد حلّ الليل وتزينت السماء بنجومها، أبتسم بخفة ثم عاد إلى رشده وهو يحمحم ويتحدث بنبرته الرجوليه الخشنة، قائلاً:

_ بعد خروجك من هنا ستذهب وتخبرها بأنها حره تفعل ما تشاء، ولكن إذا تحدثت بأي شيء مما رآت سيكون مصيرها نسخة مطابقة لمصير والدها.

كاد أن يخرج منه شتائم سيئة ولكن منع نفسه حتى لا يُقتل بمكانه، تسأله بضيق، قائلاً:
_ ماذا تعني سيدي؟ هل سنترك تلك الفتاة تذهب وتتمرد علينا؟!
أغمض عيناه بقوة كاتماً غضبه من هذا الغبي الذي لم يفهم رأسه وتفكيره إلى الآن، أدار المقعد وأصبح يراه جيدًا، أبتسم بخفة وهو ينظر له بتلاعب قائلًا:

_ نعم ستذهب من هنا وإذا أرادات فلتتمرد، لا بأس عزيزي آرثر.
قهقهة "آرثر" برزانه وهو ينظر له بتمعن وقد علم جيدًا أن رئيسة هذا رأسه بلاء يحلّ على الجميع.

_ دعك من هذه الفتاة، أنسيت خطتنا؟
هتف "فراس" بتسأل وهو يرمقة بوجه ممتعض على أتم أستعداد أن ينهض من فوق مقعده وينقض عليه إذا لم يكن متذكرًا لتلك الخطة، أكمل حديثه بحدة مستشعرًا حركات جسده وتعرق جبينه، قائلًا:
_ لا عليك، إذا فشلت هذه الخطة آرثر سنلقى جميعًا بالنيران لم ينجو شخص منا، أفهمت؟
حرك رأسه بإيماء وهو على علم بإقتراب موعد تنفيذ تلك الخطة التي ستكون خراب فوق رؤوسهم إذا فشلت، تنهد بحرارة، قائلًا:
_ لا تقلق سيدي، عليك فقط أن تترأس أجتماع بداية الأسبوع وتخبر البقية بإقتراب الموعد.
فكر لبرهة بالأمر ثم أومأ له بهدوء، قائلًا:
_حسناً آرثر، تفضل.
أنهى حديثه وهو يشير له بمعنى أن يذهب إذا أراد ولكن أستوقفهم صوت صراخ أنثوي يملئ المكان، أخترق قلب هذا ال" فراس" ركض مسرعًا وخلفه "آرثر" يتوسل الله ألا يكون ما برأسه قد حدث إلى أن وصلا للمكان الذي يآتي منه صوت الصراخ ولم يكن سوى غرفة تلك الفتاة البريئة.

_ ماذا تظن نفسك فاعلًا عديم الشرف أنت؟

هتف "فراس" وهو يلكم ذلك الرجل الذي وقع كالطير بين يديه بعدما جذبه من فوق هذه الصغيرة -بنظره- وهو يحاول أن يعتدي عليها، حول نظره لها بأعين حادة يرى ملابسها التي تمزقت بالكامل وجسدها العاري كادت رأسه تنفجر من الأدخنة المتصاعدة منها عندما شاهده يحاول الإعتداء عليها، ويقبلها هاتفاً بأذنها كلمات سيئة للغاية، صرخ ب "آرثر" وهو يأمره أن يأخذ هذا اللعين ويضعه بغرفة يعلمها الجميع جيدًا.

فشلت الخطة "A"Where stories live. Discover now