الفصل الخامس عشر

27 2 0
                                    


                           «اليوم الثاني»

عادت "إيما" للقصر بعدما تحدث "فراس" مع أحد الأطباء ليجعلهم يسمحوا لها بالخروج وهو سيعتني بها جيدًا، ظلت صامتة منذ عودتها لا تتحدث مع أحد حتى إن صديقها "فراس" لم تتحدث معه منذ البارحة، قررت أن تظل صامتة مثلما يفعل هو دائمًا، عندما أستقبلتها "تيما" بكل حب أبتسمت لها بهدوء فقط وهي بين يدي هذا الوسيم، و"آسر" الذي بادلها الحزن على حالتها الصحية التي تدهورت لم تهتم لأي شيء يحدث حولها تريد أن تصل لمبتغاها ولكن كيف؟!

_ ماذا هناك آرثر؟

كان هذا "فراس" يتحدث بحدة مع مساعده القريب منه وهو يتسأله لما ينهال عليه بكل هذه الإتصالات؟

_ سيد فراس عليك أن تأتي لترتيبات خطتنا فالساعة أصبحت الثالثة مساءً وأنت لم تأتِ.

هتف "آرثر" بهدوء وهو يخبره أنه يجب عليه أن يأتي ولكن "فراس" أخبره أنه لن يأتي سيظل جالس بالمنزل لتعبه الشديد، نعم أنه يكذب ولكن لا يريد أن يترك صغيرته التي أعلنت عليه الحرب بمرضها ويذهب، أغلق المكالمة، وهاتفه بأكمله ووضعة فوق الطاولة الخشبية الصغيرة المتواجدة بغرفته، إتجه يجلس بجانبها وهو يحمل كفها الصغير بين قبضته، قائلًا:

_  هل أنتِ بخير اليوم؟

لم يجد منها رد، تسألها مرة ثانية وهو ينظر لها بتمعن وأعينه تغرقها حنان لكنها لم ترد، حاول تمالك أعصابه وأقترب منها بهدوء ونبرته مليئة باللطف، قائلًا:

_ أريد الاطمئنان عليكِ، أشعر بروحي تخرج بسبب خوفي إيما.

نظرت له بإبتسامة هادئة وهي تعطيه وجهها الممتلئ بعبراتها الحارقة، قائلة:
_ أريد أن أنام بغرفتي من فضلك.

مدّ أنامله يزيل تلك العبرات اللعينة التي تتخذ وجنتيها مجرى لها، لمساته لها تحرقه لكنه يشعر بالراحة عندما يكون قريب منها، ربت فوق كفها بحب قائلًا:

_ هذه غرفتك، وهذا فراشك لن تتحركي من هنا، دعيني أعتني بكِ على طريقتي.

_ لا أسمح لك بالإقتراب مني فراس، لا تحلم.

هتفت بحدة بعض الشيء وهي تفكر باشياء سيئة يمكن أن يفعلها لها، وضع أصبعه فوق شفتيها يجعلها تصمت وهو يبتسم لها بخفة قائلًا:

_ أريد فقط أن أكون بجانبك لايهمني أي شيء كما ياتي برأسك.

أومأت له بعد دقائق من التفكير، فهي أيضًا تحتاج لنفس ذاك الشئ، جاء لينهض ولكنها أمسكت بكفه قائلة:

_ هل يمكن لك أن تجيب على سؤالي الذي طرحته عليك بالأمس؟

_  أنتِ لا ترغبي بحبي لكِ وأنا لا أفرض نفسي عليكِ ولكن قلبي يؤلمني، لم أشعر ذلك الشعور السئ من قبل، قررت أن أعاملك بطريقة صارمة لأجبر قلبي على نسيانك ولكن مشاعري التي أقتلها تستيقظ من جديد وترهقني خلفها.

فشلت الخطة "A"Where stories live. Discover now