الفصل الثامن

55 6 1
                                    

_ ومتى ستفي بوعدك وتتزوج بي حقًا؟

تجمد بمكانه كالتمثال لم يكن يتوقع منها مثل هذا السؤال، فهي تريد أن تقتله وليس أن تتزوج به! أخذ نفس بقوة وهو يلتفت لها ناظرًا لها بغرابة وإبتسامة أظهرت غمازتيه قائلًا:

_ لا تقلقي سأفي بوعدي ولكن كنت أنتظر أن تهدئي قليلًا للتحدث معك بهذا الشئ لم أكن أعلم أنكِ تستعجلين على الزواج بي بالإضافة إلى أنني لست رجلًا يحضر صديقاته إلى المنزل وهذه الأشياء أنتِ ستكونين زوجتي لا تخافي.

كادت أن تبكي ولكن أرادت أن تكمل شخصيتها القوية وهي تنهض من مكانها وتقترب منه رافعة سبابتها بوجهه محذرة إياه قائلة:
_ أنا لست فتاة ليل خاصة بك، ولا حتى صديقتك، أنا أكرهك فراس مثلما قلت لك قبل قليل ولكن إن حكمت الظروف أمتثل لها إلى حين نجاتي منها، هناك شروط لي إذ كنت تريد أن أبقى هنا.

أوقفها صوت قهقهته التي ملأت المكان بأكمله، لم تنكر وسامته اللعينه التي طغت فوق قسمات وجهه بعد ضحته المهلكة ولكن لما يضحك هذا البارد، هل هو يسخر من حديثي؟!

_ لماذا تضحك؟ هل أنت بارد هكذا دومًا؟

نظر لها وهو مازال يضحك قائلًا:
_ أنا يا "إيما" لم يخلق الذي يخبرني بأنه لديه شروط لفعل شئ أنا أمره بها ولكن أريد سماع شروط صغيرتنا لا بأس.

_ أنا أمامك وأخبرك بشروطي، أولًا تعاملني بشكل جيد رغمًا عنك، ثانيًا تنفذ ما تخبرني به وهو أن تحميني فعلًا مثلما تقل لي على الرغم من أنني أشك بذلك، ثالثًا أنا أكون زوجتك ولكن ليس زوجة لغرفة النوم مثلما قالت والدتك لا أريد شئ آخر منك عديم الشعور أنت.

وقف يستمع لها بكل هدوء وبساطة لم يشعر بأنه يريد قتلها أو ضربها مثلما يريد أن يفعل مع أي شخصٍ آخر وكأن الحديث مع هذه ال "إيما" تريح قلبه حتى وإن كانت تصرخ عليه، ماذا حدث لزعيم الماڤيا المهلك هل يتراجع عن قراراته بالحب؟!

_ وأنا أوافق على جميع شروطك ولكن دعيني أفكر بالشرط الأخير قليلًا.
هتف بتلاعب وهي يغمز لها بوقاحة فهو وهي يفهموا مايعنيه هذا اللعين الوقح، نظرت له بشرارة وكأنها تتوعد له بأيام لم يرى مثلها من قبل، أعطى لها ظهره وهي يدلف إلى المرحاض وصله صوتها وهي تتحدث بخجل بعض الشيء قائلة:

_  أريد بعض الملابس فأنا لن أظل بملابسك السيئة هذه.

يعلم جيداً كيف تبدو الآن كطفل صغير يتوسل والده بإحضار شئ له، أتاها صوته العذب قائلًا:

_  تبدين بها مثلما توقعت بالضبط وأجمل بكثير، لم آرَ مثلك من قبل، أخبريني من أين أتيتي يا فتاة؟

لم يكن يريد قول ذلك هل يضعف هذا الأبله أمامها حقًا؟ خانه لسانه عند التحدث معها، أبتسمت بخفة على ما يقل لها فلأول مرة تستمع لأحاديث من هذه، دائمًا والدها يحاول حمايتها بشتى الطرق من الأعين الحقيرة التي تلتهمها، فهي أينما كانت يحدث مشكلة بسبب جمالها، فالآخرون لا يقدرون هذا الجمال ويحافظوا عليه لا هم فقط يردن الإعتداء عليه، مجتمع لعين سيظل متدني بخلقه البشع!

فشلت الخطة "A"Where stories live. Discover now