الفصل العاشر "مفاجأة"

53 4 1
                                    

صلوا على النبي 💕

مر شهر كامل عليهم دون أي حدث جديد يُذكر، هي تحاول تجنب الحديث معه قدر المستطاع، وتظل جالسة بغرفتها طوال اليوم منعت نفسها عن رؤيته وهي تفكر طوال الشهر كيف تسير خطتها وتتوعد له بأنه سيرى هذه الفتاة الصغيرة تتلاعب معه كرجل ماڤيا منافس له!

أما هو فطفح الكيل به هذه "إيما" لا تريد الخروج من غرفتها حتى أنها لم ترد عليه كلما تحدث معها بشئ من خلف الباب تصيح له ليصمت، بقى له يومان خارج المنزل لم يعد أنتابها الفضول أن تعلم أين هذا فهو لم يمر عليه يوم إلا وسألها عن حالها!

أشرقت الشمس بأشعاتها الذهبية المتلألئة تزين الغرفة بأكملها لتتساقط على وجه هذه الجميلة النائمة، تململت بالفراش وهي تفرك بأعينها متذكرة ما كان يدور برأسها ليلة الأمس، زفرت بضيق وهي تمط شفتيها للأمام بملل قائلة:
_ أين أنت فراس هل تتهرب قبل رؤية ماذا سأفعل بك؟!

أومأت بتوعد وهي تنتظره فقط لتريه مالم يراه من قبل، ربطت خصلات بعبث وتركت العنان لبعض الخصلات المتمردة فوق وجهها الصغير، فتحت الباب ووقفت بطرف أقدامها تنظر هل هناك أحد بالغرفة أم لا، زفرت براحة بعدما تفقدت بأعينها لكنها لم تجد، خرجت براحة وهي تسير بالغرفة فقد سأمت الجلوي هكذا بين هذه الجدران طوال اليوم.

شهقت بفزع وهي تغمض أعينها بعدما رأته يخرج من المرحاض، تلعثمت بحديثها وهي تبتلع ما بحلقها قائلة:

_ ماذا تفعل؟ أقصد متى أتيت؟

ضحك على وجهها الضاحك ونبرتها المثيرة الخاطفة، أقترب منها بعض الشيء وهو يطالعها بشرود قائلاً:

_ أنا بغرفتي أنتِ ماذا تفعلين؟

أبتلعت ما بحلقها وهي تحث مابداخلها على التحرك وعدم الوقوف هكذا كالجماد أمامة فهي توعدت لنفسها ولأبيها بأنها ستريه النجوم في وسط أشعة الشمس القوية!

أقتربت منه رويداً رويداً وهو ينتظر ليرى مالذي ستفعله هذه اللؤلؤة المشرقة، ألتصقت به وهي تطالعة بأعينها الخضروتين لتختلط خاصتها بخاصته تغرقه قليلاً بجنتها المكمنة بأعينها.

دام التناغم بين أعينهم لدقائق يحاول كل منهما فهم مالذي يحدث ولكن لابأس بالطبع هذه الصغيرة لن يخرج من داخلها سوى الكره له فهي وقعت تائهة بين شخصيتان لابد أن تخفي واحده منهم للتتلاعب بالثانية وتهلك هذا المخيف ولكن قلبها ماذا عنه؟! فهو الآن ينزف دماء محرقة تؤلمها! قررت أن تتماسك إلى أن تصل لمبتغاها واقتربت منه أكثر لتشتعل أجسادهم من هذا التلاحم الحادث بينهم قائلة:

_ أخبرني أيها المخيف أين كنت أنت منذ يومان؟ هل أنا لا يحق لي العلم بأحوالك؟

حاول أن يدخل عقله تلك الكلمات الهادئه النابعة من بين شفتيها التي ترتعش أمام عيناه، أبتلع تلك الغصة العالقة بحلقه وهو يحاول الابتعاد قليلاً عنها وإلا ستندلع حرب بينهم لن يعلم هويته به، قائلاً:
_ هل أنتِ بخير إيما؟ إذا كنتي مريضة أخبريني لأحضر لكِ الطبيب.
وضعت أناملها الصغيرة فوق ثغره تمنعه عن تكملة الحديث وكأن كان ينقصه لمسة أناملها هذه له، كان يقف لا حول له ولا قوة وهي تحاوطة هكذا، قائلة:

فشلت الخطة "A"Where stories live. Discover now