الفصل الخامس والعشرون

21 1 0
                                    

صلوا على الحبيب ♥️

لم يوجد حدث هام يذكر فقد مرَّ ثلاثة أيام وهو جالس بغرفته -كعادته- يتحسن بعض الشئ بسبب أهتمامها به، ظلت مستيقظة ترى هل أنخفضت حرارته أم لا؟! وينتهي بها الأمر وهي تغفل في الصباح الباكر مستندة فوق كتفه بخفة حتى أصبح بخير.

في صباح يوم جديد بعد مرور الكثير من الأيام أستيقظت بفزع عندما كانت تتململ بالفراش ولم تجده بجانبها، متسأله إلى أين ذهب؟!
نهضت مسرعة وهي تبحث عنه بالمرحاض وبالطابق ولكن لم تجده، تنهدت بعمق وهي تفكر لوهلة وأخذت تسير بخفة حتى وصلت إلى مكتبه الخاص، أستمعت لصوت همهمات خافتة وكأن هناك شئ سري جدًا لا يرغبون بالإفصاح به!

أقتربت أكثر وهي تستند بجانب الباب وأذنيها فوقه، لم تفهم كثيرًا الأشياء التي تُقال ولكن بعد إن انتهى الحوار بينهم ركضت هي تعود لغرفتها قبل أن يراها وجلست فوق الفراش تفكر وأتضح أنها فهمت بعض الأشياء مثل أن هناك خطة بأن يتم أعلان الحرب على العالم بأكمله بسبب وجود خلاف بين "فراس" ورجل آخر ومن يُهزم سيفقد جميع أملاكه ويمت هو وكل عائلته ومن يفز يسود بقوته وسلطته ونفوذه على العالم بأكمله، لم تستطع أستماع أو فهم شئ آخر ولكن هذا أربكها وظلت تتطرح الكثير من الأسئلة على نفسها مثل أن حبيبها يخونها ومازال يعمل مع هؤلاء الملوثين بالدماء!

أنتظرته ليأتي وترى هل سيكون طبيعي معها أم سترتبك ملامحه ولكن لم يأتِ وعندما خرجت وسألت عليه أخبروها إنه خرج مع "آرثر" للعمل، علمت هي أن هناك شئ يحدث لا محالة عادت تجلس بغرفتها تتفحص هاتفها تهاتفه ولكن لم يجيب على مكالماتها التي تخطت الخمسون!

حلَّ الليل ومازال هو بالخارج لا تعلم عنه شئ، أخذت الغرفة ذهابًا وأيابًا وهي تقضم أظافرها والتوتر يتلاعب بمشاعرها والخوف يتراقص بقلبها تشعر وأن العالم يُظلم من حولها مرة ثانية بعدما كان على وشك الإنارة!

جلست فوق الفراش وهي تتلوى منشغلة بالتفكير به وأفكارها لم تكن سوى بالسوء، تشعر أنه واقع بمصيبة أو هناك من تسبب له بالأذى أو أنه..يزحف بأقدامه للهلاك مرة آخرى بصدر رحب!

غفت بعد وقت طويل من الإرهاق العقلي بسبب تفكيرها السئ وخوفها عليه.

عاد إلى القصر في الصباح الباكر وما إن دلف إلى الغرفة خاصتهم سرق نظرات بأعينه الدامعة وهو يحفظ كل تفصيلة بها وكأن روحه ستخرج منه!
ظل هكذا على عتبة الباب إلى أن رفع أنامله يخفي تلك العبرات التي سقطت فوق وجنتيه ثم دلف إلى الداخل بخطوات هادئة حتى لا ييقظها، نام بجانبها وهو يسحبها نحوه ويعانقها جيدًا، أخذت تتململ بين ذراعيه وهي تفتح عينيها بوهن وانتفضت بفزع عندما تصادفت أعينهم سويًا، أبتلعت ما بحلقها وهي تضع كفيها فوق وجهه تسأله بملامح باهتة:

_ فراس! أنت بخير؟ أقسم لي أن ليس هناك شئ سئ.

شاح بوجهه بعيدًا عنها فأعتدلت بجلستها وهي تمسك كفه بين خاصتها وتعيد عليه السؤال مرة ثانية ولكن بأسلوب أخر وبنبرة مرتجفة، قائلة:

فشلت الخطة "A"Where stories live. Discover now