الفصل الثالث

74 10 12
                                    


وقف بمنتصف الردهه الواسعة بعدما أجتمع الرجال حوله وهو يأخذ تلك المسافة القصيرة ذهابًا وإيابًا  دون توقف وعيناه ينبعث منها شرارة قبل أن يتفوه بشئ، أطرق رأسه أرضًا وهو يتابع أصوات أنفاسهم المضطربة رهبةً منه ويديه متشابكة خلف ظهره ببعضها، أبتسم كالأفعى قائلًا:

_  أسعد بشدة عندما أستمع لأنفاسكم المضطربة ولكن عليكم أن تكونوا أقوى من ذلك مازلتم لم تروا شيئًا، سيكون تعذيبه حصري أمامكم، دعونا منه الآن وركزوا بما سأخبركم سيكون أفضل لكم.

صمت قليلاً وهو يمرر بصره عليهم واحدًا يلو الآخر، يلوم نفسه لأن هؤلاء كانوا أحد أختياراته الخاطئة بيوم، نظر لهم فجأة نظرات تخترقهم قائلًا:
_ هذه ليست فتاة ليل خاصة بالماڤيا لتنظروا لها بأعينكم اللعينة، أرى أن يتم تبديلكم جميعًا بآخرين ولكن قبل ذلك يجب أن تروا ماسيحدث بصديقكم.

أنهى حديثه بإبتسامة ساخرة وأصطنع الهدوء بملامح وجهه التي ترفض السكون، تركهم وأتجه بخطوات ثابتة يأكل الطرقة بأقدامه إلى أن وقف أمام غرفة تلك الطفلة، حمحم ودلف بلا حياء فهو متأكد أنها لن تبعد سترته عنها، أبتسم بسخرية وهو ينظر لها بحاجب مرفوع أراد لو يصفعها لتكفِ من أفعالها، ظلت أعينه فوقها بجمود وهو يهتف بها قائلًا:

_ ماذا حلّ بكِ يا صغيرة؟ هل تعودتي على إرتداء ملابس ممزقة يظهر من خلفها جسدك للجميع؟!

نظرت له بحدة ثم عادت تفعل ماكنت عليه قبل دخوله، جالسة فوق الأرضيه غير عابئة لتلك السترة التي سقطت من فوق جسدها لكبر حجمها عليها فهي ضئيلة جداً بالنسبة لهذا الذي يشبه الرجل الأخضر، تلعب بأناملها بالغبار المتجمع فوق الأرضية تغوص بأعماق حزنها باتت تشعر أنها بلا روح!

جثى فوق ركبتيه وهو يرفع سترته ويضبطها حتى لاتقع مرة آخرى وينظر لها أحد من الواقفين بالخارج حينها سيقتلهم جميعاً وهي ترأسهم، أنقض عليه كفها الصغير يمنع يده من الإقتراب منها، قبض على يده الأخرى بقوة يمنع نفسه من الغضب عليها حتى لايقتلها بمكانها، نظرت له بخضرواتيها الامعتان لثوانٍ ثم صاحت به بصوتٍ عالٍ أجتمع الجميع عليه، قائلة:
_ يدك الحقيرة هذه تبتعد عني، إذا أقتربت مني مرة ثانية سأقطعها لك، وأنا لست طفلة صغيرة لتتحدث معي بهذه الطريقة، أفهمت؟

ركض "آرثر" مسرعاً يرى إذ كان سيأمره بقتلها لأنها رفعت صوتها عليه ولكنه تفاجأ من رده عليه، قائلًا:

_جهز لي سيارتي آرثر، سنذهب إلى القصر، هيا.

جحظت أعين الجميع بما فيهم هي متسألة نفسها بداخلها إلى أين سيأخذها هذا الحقير، فهو لن يختلف عن رجاله بشئ حتمًا سيرد الإعتداء عليها مثلما فعل ذلك اللعين قبل قليل، صرخت به مرة آخرى محاولة أن تبعد يده عن رسغها الذي فُرم تحت قبضته.
_ ماذا تريد مني؟ أبتعد عني.

فشلت الخطة "A"Where stories live. Discover now