الفصل التاسع

50 4 1
                                    


أشتد الليل بظلامه الحالك تاركاً به عقول، وقلوب مشتته لم تعد تعلم طريقًا لنجاتها!
جلست"إيما" بغرفتها تفكر بالمواقف التي تدور بينها وبين "فراس" لم تجد إجابات لتسأولاتها.
أنكمشت ملامحها مُفكِرة:
_ لما يعاملني هكذا؟ كيف يقتل أبي بدم بارد ويعاملني بهذه اللطافة! أنا لست قادرة على أستيعاب أي شئ مما يحدث، أشعر وأنني سأجن.

أنهت حديثها الذي يدور بينها وبين نفسها وهي تتنهد بحرارة تشعر بثقل فوق قلبها، تغيرت حياتها مئة وثمانون درجة بلمح البصر هكذا، جاءت تنهض من فوق الفراش شعرت بدوار يقتلها حاولت الترجل ببطئ وهي تستند على أي شيء يقابلها إلى أن خرجت من الفاصل بينها وبين غرفته -باب غرفتها- ولكن كانت تلك الغيامة السوداء تعلن هزيمة تلك الصغيرة أمامها سقطت مغشياً عليها دون أن يشعر بها أحد.

كان جالس يتفقد حاسوبه بتمعن وكأنه يأخذ فكر رئيسية عن أحد المواضيع! وجد من يدلف إلى مكتبه بأنف مرفوعة وكأنه ذو مكانة مرموقة بالمجتمع، رفع نظره وهو يطالعه بإبتسامة ساخرة قائلاً:
_ مرحباً ويل، أفتقدك كثيراً يا رجل، هل تختبئ مثل النساء خوفاً من أن ينتهوا رجالك؟!

قطع حديثه الساخر وهو يقهقة بصوتٍ عال يتذكر المرة الأخيرة التي نشب معركة بينهم أحرق فيها رجاله، أستكمل كلماته وهو على نفس الوتيرة قائلاً:
_ أقصد الدجاجات الذين يعملون معك.

قبل أن ينتهي من حديثه المزعج وجد "ويل" يصوب مسدسه ناحيته بكل شجاعة! أجتمع رجال "فراس" حول "وبل" يرفعون أسلحتهم مصوبين إياها نحوه إلا "آرثر" وضع سلاحه بمؤخرة رأس "ويل" يحمي زعيمه بروحه!

عاد "فراس" بظهره للخلف يستند على المقعد براحة واضعاً ساق فوق الأخرى بكل برود وهو يشير لرجاله بإخماد الأسلحة قائلًا:
_ ماذا تفعلون؟ هل هكذا نحن نكرم ضيوفنا؟! لكم أن تتخيلوا أنه ضيف عزيز لدي، ما أهمية العبث معي ويل؟ أخفض سلاحك وإلا أجعلهم يكرموك بإسلوبهم.

أنهى حديثه وهو يشير له أن يهدأ هكذا ويخفض سلاحه حتى لا يغضب عليه فهو مازال هادئ، رمقه "ويل" بحدة وهو يضع ما بيده داخل جيب بنطاله قائلاً:

_ ماذا تظن نفسك فراس؟ أنت لم ترى ويل الغاضب من قبل أفضل لك أن تتجنب رؤيته.

ضحك بشدة عليه وعلى أحاديثه، فماذا يظن نفسه هذا "ويل" هو يتحدث مع "فراس" يجب ألا ينسى نفسه، نظر له ببرود قائلاً:
_ أنظر ويل أنا لم أكن أرغب اليوم بفعل شئ لك ولكن أنت من تثير الغضب بداخلي، تحمل ما سيحدث لك.

أنهى كلماته وهو يشير لرجاله بأخذه، أتجه نحوه رجلان وهم يمسكوا به من ذراعيه وكأنهم سيلقونه بحبس عقاباً على جريمة ما أقترفها! اوقفهم "فراس" بنبرة حادة قائلًا:

_ أريد منكم أن تجعلوه يعلم كيف تخدموا ضيوفكم، هيا ألقوا به بالغرفة المليئة بالأفاعي يشبهونه ويجيد العيش معهم.

فشلت الخطة "A"Where stories live. Discover now