توقف الوقت بالنسبة لتلك التي تحمل قلب الأم بداخلها وهي تسمع تلك الأخبار التي تمنت الا تراها او تخترق اذنيها يوما...ان فقدت ابنتك يوما ما ستشعرين بشعور فقدان النفس..انها ليست والدتها البيولوجية لكنها من ربتها من رأتها تكبر امام عينيها...من رأت ضحكاتها البريئة في الصغر...من كانت بجانبها عندما بدأت بالتعلم والنمو..ترقرقت الدموع داخل عينيها بينما اصبح قلبها يؤلمها بطريقة فظيعة...لقد ذهبت ابنتها الحنونة وهي عاجزة حتى عن رؤيتها...

"لا اصدق...من المستحيل...لقد كلمتها البارحة كيف يمكن ذلك"

اردفت دارلا التي انسابت الدموع على خديها وهي غير مصدقة...نظرت لصوفيا التي كانت تشعر بلإختناق بطريقة غريبة بينما وضعت يدها على قلبها..

"سيدة صوفيا هل انت بخير؟"

اردفت دارلا لتقترب انيتا من صوفيا بسرعة التي بدئت تفقد وعيها تدريجيا لتردف بين دموعها

"تبا اتصلي بلإسعاف دارلا بسرعة"

.......................
فرنسا - باريس

فتحت عينيها ببطء لتجد كارتر يقف امام باب الغرفة بينما يتحدث مع الطبيب...نظرت للمحلول الطبي المعلق بيدها ثم مررت نظرها على المكان وهي تحاول الاستقامة بجلوسها...لاحظ كارتر تحركها ليتقدم نحوها مسرعا ليساعدها بلإعتدال

"هل تشعرين بتحسن؟"

"اين دانيال؟هل هو بخير؟"

تجاهلت سؤاله متفوهة بتلك الأسئلة والقلق ظاهر على وجهها...تنهد كارتر ليردف

"انه في العمليات منذ ساعتين..اخبرني الطبيب انه سيكون بخير لا تقلقي"

ترقرقت الدموع داخل عينيها مرة اخرى وهي تشعر بغصة داخلها...تريد البكاء مرة اخرى لتفريغ اطنان الأحزان التي بداخلها..الشعور المؤلم الذي ينهش روحها كم تمقته...

"عندما تنتهي عملية دانيال سنغادر الى تايلاند"

اردف كارتر وهو يخرج من جيبه جواز سفر ليقدمه لسوليا

"هذا جواز سفر جديد لك بهوية جديدة...الآن الجميع في ايطاليا يظنون انك توفيت"

"مهلا...كيف حدث ذلك؟ولما؟"

اردفت بصدمة ليكمل

"ان هذا من اجلك لبدء حياة جديدة بعيدا عن المتاعب...ان ايثان ليس الشخص الوحيد الذي سيسبب لنا المتاعب...ان علم والده انك الشخص الذي قتل ابنه ستتحول حياتك الى جحيم مرة اخرى...لذا عليك الهرب من هنا وبدء حياة جديدة بهوية جديدة وكذلك الأمر بالنسبة لدانيال...لقد اصيب بشدة وليس لديه القوة الكافية للقتال لذا افضل حل الآن هو الهرب"

لم تتفوه بأي كلمة بعد ما سمعته...انه محق بكل ما قاله لكن ماذا عن اصدقاءها ومربيتها؟انها متأكدة انها الآن تبكي بشدة عليها...لا تصدق الى ما آلت اليه حياتها...حاولت الوقوف لتتكئ بيدها على يد كارتر محاولة المشي مكافحة الدوار...توجهت نحو غرفة العمليات لتقف وهي تنتظر..مرت 10 دقائق حتى فتح باب غرفة العمليات ليخرج الطبيب ثم خرج ممرضان وهما يجران السرير الذي يتواجد عليه دانيال...مدت يدها لإمساك يده ولكنها لم تستطع بسبب هرولت الممرضين...نظرت له وهو يختفي عن انظارها تدريجيا..لربما تشعر بالراحة الآن انه لايزال على قيد الحياة..لايزال بجانبها...

لعبة الانتقامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن