"هل لديك موعد مستعجل؟"

نظرت له وقبل ان تجيب رن هاتفها لتقوم بلإجابة

"اجل انطونيو...هل يمكننا تأجيل الموعد؟.....يمكنني ان اراك الليلة ان ارد..."

وقبل ان تكمل كلامها قام دانيال بسحب الهاتف من بين يديها ليقوم بإغلاق المكالمة ثم قام برميه على المقعد الخلفي في السيارة

"ماذا تظن نفسك فاعلا؟"

صرخت به بإنفعال ليوقف السيارة جانبا في ذلك الطريق الفارغ...

"من هو هذا الذي ستقابلينه ليلا؟"

"لا دخل لك بحياتي"

اردفت وهي تصر على كل كلمة تقولها لينفجر غاضبا بطريقة جعلتها في حالة من الذهول

"توقفي عن اخباري بأن لا دخل لي بحياتك انا زوجك هل نسيتي ذلك؟"

اتكأت برأسها للخلف واغمضت عينيها لتأخذ نفسا عميقا قبل ان تظهر ابتسامة ساخرة على وجهها...

"زوجي؟من الجيد انك لازلت تذكر اننا متزوجين...لقد مر شهر كامل لم تسأل او تبحث عني...هل كنت بخير؟هل تأذيت؟ ام هل تم اختطافي؟ او قتلت ؟الم يصيبك القلق ولو للحظة وانت تعلم ان اعدائك في كل مكان يريدون ايذائك وقد يأذونني بسببك؟"

ارتفعت نبرة صوتها تدريجيا وهي منفعلة...انها حقا غاضبة وتريد اخراج كل غضبها على القابع امامها...وبعد غياب ها هو يعود اخيرا وكأن شيئا لم يكن...

"لست انا من قرر ان يهرب من المزرعة...ان بحثت عنك وعدت لأجدك هل كنت لتعودين معي؟كنت ستهربين مرة اخرى كما تفعلين دائما كلما قررت ان اقترب منك خطوة تبتعدين عني مئة خطوة..."

"هل تعلم .....ان عدت في تلك اللحظات التي كنت انتظرك بها كالحمقاء مستسلمة لمشاعري رغم الحطام الذي بداخلي لكنت عدت معك بل كنت سأكون سعيدة بالعودة معك...لكن الآن لقد تخلصت من كل هذه المشاعر...لن اكون تلك البلهاء الغبية مرة اخرى لذا اتمنى الا نتقابل مرة اخرى بتاتا...واتمنى ان ترسل اوراق الطلاق بأسرع وقت"

رمت كلماتها لتنزل من السيارة والغضب يتملكها...لقد اخرجت كل ما في قلبها لكن لما تشعر بعدم الراحة...كان يناظرها وهي تختفي تدريجيا عن ناظريه كما بدأت تختفي تدريجيا من حياته...يشعر بقلبه ينفطر..اعاد رأسه للخلف ليقوم بضرب مقود السيارة بغضب....

 لا يزال قلبها ينبض لرؤيته...لقربه منها...لنظراته لها...للمساته على جسدها لما؟...هذا القلب الخائن لما ينبض لشخص لا يمكنها البقاء بجانبه...لما وقع لشخص كان سبب معاناتها...لما؟هل نست ايان بتلك السرعة الشخص الذي احبته لثلاث سنوات وتمنت الزواج منه هل قام قلبها الخائن بنسيانه بسرعة والوقوع لشخص آخر...شخص اصبح قدرها لا يمكنها الابتعاد عنه...تنهدت والامطار بدأت تهطل عليها بقوة..ان السماء تختار الاوقات المناسبة لصب امطارها فها هي دموعها تندمج مع مياه الامطار لتختفي اثارها تماما...تمشي واقدامها تتراطم مع المياه التي كست الأرضية لتتراشق حولها...كيف يمكن لهذا اليوم ان يصبح اسوء....وبينما هي تمشي كان دانيال يتبعها بسيارته بهدوء..التفتت لتوجه له نظرات منزعجة ثم اكملت المشي وهي تضم نفسها بيديها...ان ارادت الخروج مرة اخرى عليها اختيار ملابس اكثر دفئا فهي لم تعد تتوقع ما قد تفعله السماء في ظل احداث حياتها العاصفة...

لعبة الانتقامМесто, где живут истории. Откройте их для себя