"ها انا هنا يا امي....اتعلمين كم اشتقت لك؟"

مسح تلك العبرة التي تسللت من عينيه وهو يحمل داخل قلبه آلام عميقة يستعد لاخبار والدته بها ليكمل بنبرة متألمة

"اتذكرين عندما كنت صغيرا....اخبرتني ان الشخص الذي يقوم بأمور سيئة سيكون القدر قاسي عليه وسيعاقب...اخبرتني ان لا اكون مثل والدي..ان لا اقوم بما هو سيء...عندها لم اكن اعلم ما كنت تقصدينه بكلماتك هذه لكن الآن اصبحت اعيش بين زوايا هذه الكلمات"

اغمض عينيه وصوت الامطار تحيطه من جميع الجهات...بل اصبح هطول الامطار اقوى من قبل وكأن السماء تصب غضبها على شخص آثم سبب الأذى لنفسه قبل الآخرين...

"لكن اليس القدر قاس جدا عليي يا امي؟لقد خسرت كل شيء بالفعل ولازلت اتظاهر بالقوة لكي لا انهار امام اعدائي...لقد خسرت عائلتي وخسرت من احب..هل كنت سيء لتلك الدرجة لأستحق كل هذه المعاناة؟"

خلع نظارته ليمسح دموعه...لا يصدق انه يبكي من مجرد تعبيره عن الالم الذي بداخله...لم يكن يعلم انه سيبكي يوما لفقدانه من يحب..لكن ها هو هنا اسفل الامطار يبكي وحيدا امام قبر والدته...استقام بوقفته لينظر نحو زهرة الاقحوان التي تبللت بمياه الامطار

"ان مت الآن لن يكون هناك احد ليبكي عليي...لن اؤذي احدا برحيلي ولن يعاني احد من فقداني...كم هذا مريح"

اردف وهو يرسم ابتسامة على ثغره...ابتسامة مزروعة في طياتها الألم ليضع نظاراته مرة اخرى ثم غادر...

................................
في الليل الساعة 9:00

تعمل بهدوء كعادتها في ذلك الملهى...تلبي طلبات هذا وذاك وتقوم بتوزيع المشروبات..وقفت اخيرا امام البار لتتنهد بتعب...انه يوم متعب حقا

"كأس من التيكيلا رجاء"

رفعت رأسها بعد ان تداخل الى مسامعها صوت مألوف لتبتسم ما ان رأت رال

"اوه يبدو ان وجودي اعاد البهجة لوجهك"

اردف ممازحا

"توقف عن اعطاء نفسك اهمية زائدة...لما انت هنا؟"

اردفت وهي تقوم بتحضير المشروب ليتكأ الآخر برأسه على مرفقه وهو يراقبها بعينيه

"لقد اشتقت لك لذا اتيت لرؤيتك"

توقفت عن ما تفعله وهي تشعر بقلبها يكاد يخرج من مكانه بسبب كلماته هذه..ابتلعت ريقها لتردف بسخرية محاولة ابعاد التوتر عنها

"كم واحدة اخبرتها هذه الكلمات سيد كازانوفا؟"

"انت الوحيدة"

لم يكن هناك اي رد لما قاله للتو...فقط التزمت الصمت ليكمل

"تعلمين انني لازلت احبك رغم رفضك لي...سأنتظرك دائما لذا ارجوك ان اردت الوقوع في الحب يوما ما دعيني اكون الشخص الذي ستقعين في حبه"

لعبة الانتقامWhere stories live. Discover now