حقيقة مخفية

ابدأ من البداية
                                    

.......................................
في اليوم التالي

يقف امام رجاله في ذلك المستودع والغضب يتطاير داخل عينيه...ويبدو على وجوه اولئك الرجال الخوف فرغم ضخامتهم وقوتهم الا انهم لا يستطيعون الوقوف امام رئيسهم...ان هذا عملهم ومصدر اموالهم ومن يقرر الوقوف امام الرئيس فهو يدمر مستقبله ومستقبل عائلته بنفسه...

"من هو الشخص الذي سرب معلومات لإيثان عن الشحنة؟"

اردف بهدوء وهو يضع الرصاص داخل مخزن سلاحه...انه لا ينتظر اعتراف احد فهو يعلم تماما من هو الفاعل....

"اظن انني كنت واضحا منذ بداية الأمر...ولأذكركم فحسب ان الخائن لديه مصير واحد فحسب وهو الموت والذي يخفي الخائن يعتبر خائنا ايضا"

اردف ليرفع سلاحه بوجه احد رجاله الذي كان يتعرق والقلق ظاهر على وجهه....كما قلت من قبل انه لا يحتاج الى اعتراف ففالنهاية هذه ارضه وكل شيء يحصل عليها يمر من امام بصره...في النهاية لا شيء يخفى عنه...ثوان حتى اطلق النار على ذلك الخائن ليسقط ارضا في بركة من الدماء

"نظفوا المكان"

اردف ثم توجه نحو مكتبه بكل هدوء وكأنه لم يكن السبب في ازهاق روح الآن...دخل الى المكتب ليجد رال يجلس على الكنبة المتموضعة امام طاولته بينما في يده كوب من القهوة يرتشف منه...جلس على الكنبة المقابلة لرال وهو يشعر بالفضول ليعرف لما رال هنا

"لما انت هنا؟"

"ماذا ستفعل الآن؟الا يكفي ما فعلته دانيال.... انك تدمر حياة الفتاة"

اعاد دانيال جسده للخلف وقد فهم سبب قدوم رال الى هنا...ابتسم بسخرية لينبس بهدوء

"الم تدمر هي ايضا حياتي؟ثم لما تتصرف كالمحامي الخاص بها؟"

تنهد رال والغضب يتملكه ليردف بإنفعال

"دانيال توقف عن هذا الهراء الآن.. ان الحوادث تحدث اينما كان والعديد من الاشخاص يموتون بها ان شقيقتك ليست اول شخص وليست اخر شخص يتوفى في حادث سيارة هل تفهم؟"

"لكن كان يمكن ان تبقى شقيقتي على قيد الحياة ان لم تقم سوليا بتركها وهربت...وحتى ان فعلت ذلك كان ليكون كل شيء بخير لو لم تتهرب من المسؤولية وتلقت عقابها"

رد دانيال بنبرة غاضبة بينما رال يناظره بصدمة..هل من الصعب جدا عليه ان يسامح الشخص الذي يحبه ويبدأ حياة جديدة

"الا يمكنك ان تنسى وتسامح؟"

صمت دانيال ليخرج من جيبه سيجارة...نفث دخانها وهو يحاول ان يهدء ويخفف من غضبه..وبعد صمت طال طويلا وقف رال ليغادر وقد فهم مقصد دانيال من صمته هذا....

..............................
خرجت من الحمام وهي تنشف شعرها بمنشفة بيضاء تحملها بين يديها...تمشي بهدوء لتقف اخيرا امام النافذة تتأمل المكان بهدوء...انه جميل حقا لكنه يحمل بداخله امور سيئة تجعلها تنفر منه بطريقة لا ارادية...فتح باب الغرفة لتدخل الخادمة نفسها التي اعطتها الهاتف مسبقا وفي يدها صينية يوضع عليها كوب القهوة...تقدمت بعد ان اغلقت الباب خلفها لتخرج من جيبها الهاتف بحذر ثم سلمته لسوليا

"ان السيد دانيال ليس هنا يمكنك ان تجري اتصال سريع"

بدأت سوليا بكتابة رقم دارلا وهي تشعر بتوتر بينما تقف الخادمة امام الباب تحرك رأسها يمينا ويسارا وهي تتأكد من خلو المكان.....

..................
تقف دارلا بصدمة امام طاولة المكتب الموجود داخل فيلا رال....امسكت الاوراق التي امامها وهي غير مصدقة بل عقلها لا يستطيع التصديق كيف يمكن ان يكون ذلك صحيح...لقد ظنت انه مجرد شخص عادي لديه الكثير من الأموال بسبب شركاته لكن الأمر كان اكبر واخطر من ذلك بكثير...رن هاتفها ليخرجها من شرودها..نظرت للرقم ثم اجابت
...........................
-مرحبا؟
-دارلا..... هذه انا
-نعم.....سوليا هل انت.....هل انت وحدك؟

قطبت سوليا حاجبها بإستغراب بسبب نبرة دارلا المتوترة وسؤالها الغريب لتهمهم بهدوء..صمتت دارلا قليلا قبل ان يظهر صوتها مرة اخرى عبر سماعة الهاتف

-هل انت بخير؟

وفي هذه اللحظة صمتت سوليا لم يكن هناك ما تجيبه...هل عليها ان تقول انها بخير رغم الذنوب التي تأنبها كل يوم وفي بعض الاحيان تدفعها لأفكار انتحارية؟هل هي بخير بعد ان خدعت الشخص الذي احبته وكانت السبب في تدمير حياته؟هل هي بخير وهي تشعر وكأنها السبب بمشاكل الأشخاص حولها وسبب بمعانتهم؟ لا تظن ذلك انها ليست بخير

-لا اظن ذلك...كيف سأكون بخير بعد ان دمرت قلب الشخص الذي احب الذي كان صادقا معي في كل شيء ولم يخفي عني اي شيء اخبريني..

-مهما فعلتي يا سوليا ستبقين افضل وانقى منه

-كيف وانا قاتلة لقد قتلت شقيقته وامه توفت بسببي كيف...

اردفت وهي تتألم من داخلها لتقاطعها دارلا بإنفعال

-لكنك لم تكوني السبب في موت العديد من الناس 
-ماذا تقصدين؟
تنهدت دارلا وقد ايقنت انها لمحت لها عما تعرفه
-سوليا سأخبرك هذه الأمر فقط لتسترجعي قوتك ولتدركي الحقيقة.......ان دانيال ليس الشخص الذي تظنينه....لقد وجدت في منزل رال وثائق و أوراق.... تجارة اسلحة واغتيالات والكثير من الأمور الاخرى....كل هذا كان يقوم به دانيال...هل ادركت الآن من هو الشخص القذر هنا؟

لم تتلقى سوى الصمت...لربما الصمت كان الرد المثالي لما سمعته...كان الشيء الوحيد الذي يعبر عن حالتها الآن...لقد كانت عالقة بين الهواجس طيلة الوقت لأنها تشعر بالذنب لكنه كان يتصرف وكأنه شخص بريء لم تتلوث يداه يوما بالدماء...تقدمت الخادمة بسرعة بعد ان سمعت صوت سيارة دانيال لتأخذ من يد سوليا الهاتف اما الأخرى فلازالت متصنمة في مكانها...ماذا ستفعل؟بالتأكيد لن تقف ساكنة....

يتبع.....

بتمنى يكون عجبكوا البارت قلولي رأيكوا💛

لعبة الانتقامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن