الفصل الرابع و الستون

1.5K 31 0
                                    

رواية امراه هزت كيان راجل الجزء الأول
الفصل الرابع و الستون
بقلمى / هدير خليل

لم تبالى ندى الى ابتسامة مازن المتخابثه التى خبئها سريعا و هو ينظر امامه بهدوء لتفعل هى الأخرى المثل لترأه تلك التى تصعد باتجاههم ، فتاة بنفس عمرها تقريباً كانت فائقة الجمال بشعر اشقر ينسدل باناقة على ظهرها و كتفيها و اعين زرقاء مما جعل ندى تفكر بانها تشبه كثيراً الفتيات الاجانب اصحاب الجمال الرائع الذين تشاهدهم دائماً بالتلفاز ، تفحصت ملابسها الفاخرة التى كانت ترتديها حيث كانت ترتدى تنورة سوداء ضيقة ذات تصميم غريب فقد كانت قصيرة من الامام تصل الى اعلى ركبتيها بقليل و طويلة للغاية من الخلف حتى انساب قماشها على الارض و قميص احمر ضيق هو الاخر بدون اكمام مطت ندى شفتيها بعدم رضى لما ترتديه فهو لا ينسب بالمرة مناسبة زفاف تفحصها و هى تشعر انها رأتها من قبل اخذت عدة لحظات حتى تذكرت اين رأتها فقد رأتها ذات مرة بمكتب مازن عندما تخرج من غرفة مكتبها و اصطدمة بها دون قصد و فتعلت وقتها معها مشكلة .
بينما تطلعت لها اسيل بصدمة تلك التى تجلس امامها فكيف ان تلك الفاتنة هي ذاتها الفتاة التى رأتها ذات مرة بشركة مازن فعندما عادت من السفر و اخبروها ان مازن تزوج موظفة لديه تعنى من مشكلة فى قدمها صدمت و شعرت بالفضول لمعرفة من هى لذا طلبت من احدى العاملين لديها بان يأتى بصورة لها و عندما رأت الصورة التى اتى بها العامل تذكرتها على الفور ، فقد رأتها ذات مرة عندما كانت تزور مازن بمكتبه عندما اصطدمت بها و قامت بتهزيئها لا يمكنها ان تنسى هذا اليوم و ما حدث معها به و كانت متفاجأ بزواج مازن بها فهى عاديه و لكن ما تراها الان فاتنه يبدوا انها لم تنتبه لها جيدا ، اخذت تمرر عينيها التى تلتمع بالغيرة عليها فقد كانت جميلة ذات جمال شرقى خلاب بشعرها البنى المرفوع بأناقه و الذى يظهر جزء منه من اسفل طرحتها و جسدها المتناسق باغراء و عيونها الخضراء الذى تلمع بشراسه و الغمازه التى تزينى وجنتها اليمنى ، خرجت من تأملها لها و قد اشتعلت النيران الحارقة داخل صدرها عندما رأت مازن ينهض يمد يده الى ندى لتنهض بجواره لترحيب بها و يعقد ذراعه حول خصرها مقرباً اياها منه برفق قائلاً بهدوء .
= ندى مراتى .
ليكمل و هو يشير نحو اسيل .
= اسيل يا ندى .. تبقي صاحبة الشركة اللي صممنا لها تصميم خاص بشركتها و تقريبا انتى اللى كنتى المسئولة عنه مع الاستاذ منصور .
مدت اسيل يدها نحو ندى مرغمة شفتيها على رسم ابتسامة متشنجة مغمغمة .
= اهلاً يا ندى .. مبروك برغم ان المشروع مكنش أد كده يا مازن .
صافحتها ندى مبتسمة هادئه و هى تتمتم .
= الله يبارك فيكى .. اممم فعلا بس انا سمعت انه رفع من شركتك قوى بس يلا مش مهم .. هو انتى كنتى مستعجله انك تاجى الفرح لدرجه دى .
لتشير ندى بسخرية لذعه على هيئة اسيل التى لا تناسب الفرحات بالمرة لتجبها اسيل و هى تجز على اسنانها بنبرة غريبة و عينيها مثبتة علي مازن و تقول .
= معلش كنت مسافرة و لسه عارفة الخبر النهاردة .
انتبهت ندى الي نبرتها تلك مما جعل جسدها يتشنج بانتباه قائلة بحدة ضاغطة على حروف كلماتها .
= معلش بقا يبقا فرح عيالنا هنبلغك قبلها بفترة علان تعملى حسابك .
غمغمت اسيل بتشنج و عينيها مسلطة علي يد مازن التى لازالت تحيط خصر ندى .
= اممم ان شاء الله .
لتهتف جنى التى صعدت مع احد صديقتها لتبارك لــ ندى .
= ندى .. نسمة عايزه تبارك لك تعالى ثوانى .
لتبتعد ندى عن مازن قليلا و اومأت ندى قبل ان تبتعد لكن فور ابتعدها عنه بخطوتين شهقت بفزع عندما شعرت بيد تمسك بذراعها من الخلف التفت حولها نفسها لتجد مازن الذي لحق بها يقف خلفها مباشرة لتستغرب التصاقه بها بتلك الطريقة امام الجميع همست بقلق و عينيها تتطلع باضطراب نحو الجميع .
= في ايه ؟!
غمغم بحدة مشيراً الي اللى طرحتها .
= نزلى ام الطرحه دى على وشك
قطبت حاجبيها مغمغمة بعد فهم
= ليه بقى ان شاء الله ؟!
امسك بطرف صدر فستانها و هو يقربها له كإنه يحتضنها و يهمس لها بعبارات العشق .
= رقبتك و صدرك باينين .
اخفضت عينيها الي صدر فستانها تتفحصه لتجده منخفضاً قليلاً لتعدل من طرحة فستانها التي تضعه حول رأسها و تجزء اطرفه الطرحة علي صدرها لكي تخفي عنقها و الجزء العلوى من صدرها و هى تقول .
= داريته خلاص بالطرحة ابعد بقا .
عدل من طرحتها جاذباً اياه الي الامام لينزلها على وجهها قائلاً بصرامة .
=و شعرك ميبنش .
هتفت ندى بصدمة هي تنفض يده بعيداً عن طرحتها و تقول .
= جرى ايه يا بابا انت عارف انى مش محجبه و بعدين انت اصلا من اول الفرح مش بتخلى رجل يبص نحيتى ولا يسلم عليا و الستات بس هى اللى بتسلم عليا .
قاطعها بحده و هو يعيد من تعديل الطرحة على وجهها و هو يهتف .
= بقولك ايه كلامى يتنفذ بلا راجل بلا ست .
اومأت برأسها و هى تستغرب حالته تلك غمغمت لتتخلص منه و هى تبتعد عنه لتذهب الى جنى و صديقتها .
= حاضر ممكن تسيبنى بقا .
وقف مكانه عدة لحظات قبل ان يزفر بعمق و يلتف عائداً الي اسيل جالساً فى مكانه المخصص له ليتفاجأ بــ اسيل تجلس بجانبه مكان ندى قائلة بحدة .
= هي دى بقي اللي فضلتها عليا .
لتكمل بنبرة يملئها الازدراء و غيره و هى تقول .
= حتت موظفة عندك واحدة عاج....
قاطعها مازن بقسوة و قد تصلب وجهه بعنف و هو يقول .
= قبل ما تلبخى في الكلام خدى بالك انتى قاعدة فين ؟ و بتتكلمى مع مين عن مين ؟
ليكمل بحدة لاذعة و عينيه تلتمع بشرارات الغضب و هو يغمغم .
= انتى في فرحى انا و ندى اللي مش عجباكى .. و بتتكلمى مع جوزها اللي كرامتها من كرامته و اعتقد انتى عارفة انا بعمل ايه لو حد فكر يهوب بس من كرامتى .
تراجعت و عيونها متسعة بالدهشة من النبرة القاسية الموجودة فى صوته لتعلم ان سلاح الهجوم لن ينفع معه لتقرر استخدام السلاح الذي لا يقدر اى رجل علي مقاومته الا و هو الدموع ، همست بصوت مرتجف و قد امتلئت عينيها بدموع كاذبة و هى تردف .
= يا مازن انا بحبك .. انا فضلت احايل فيك اكتر من سنتين علشان تحس بيا و انت و مفيش .. قولتلك نتجوز حتى لو فى السر و انا موافقه بس انت متهزش منك شعرة واحدة و فى الأخر تتجوز دى .
لتكمل بنبرة يتخللها الغل و الغيرة و هى تهتف .
= عجبك فيها ايه ؟ انا احلى منها بمليون مرة ، الرجالة بتترمى تحت رجلى تتمنى نظرة واحدة منى .. بس انا مش عايزة غيرك انت .
قاطعها مازن بحدة و هو يحاول انهاء محادثتهم تلك قبل ان تأتى ندى و هو يردف .
= الكلام ده مالوش لازمة انا واحد دلوقتى متجوز و انتى مسيرك تتجوزى و تلقى اللى يليق بيكى .
هتفت اسيل بعنف مكبوت و هي تشير علي صدرها و هى تردف .
= بس انا مش عايزة غيرك .
لتكمل بصوت يملئه القسوة و الحقد و هى تهتف .
= انت عجبك فيها جمالها و بس .. بعد كده كل الاعجاب ده هيختفى لما تلقى الناس بتتكلم على مرات ملك الاقتصاد العرجه...
زمجر مازن بقسوة مقاطعاً اياها و هو يردف بعصبيه .
= في ايه انتي نسيتي نفسك و لا ايه ؟ ما تتكلمى عدل .
ليكمل بخشونة و عصبية مفرطة و هو يردف .
= بصى اخر الحوار ده انتي مش اكتر من واحدة بنا شغل اكتر من كده مفيش .. و مراتى خط احمر مش مسمحولك تتكلمى عنها كدة علان وقتها يا اسيل لو عرفت انك اتكلمتى بحرف عن مراتى وقتها هتوجها جحيم الشيطان و محدش وقتها هينجدك من تحت ايدى .
همست بصوت منكسر محاولة جذب تعاطفه بعد ان ادركت انها اوصلته للحافة .
= معلش سامحنى و الله غصب عنى يا مازن انا بحبك و مش قادرة استحمل اشوفك مع غيرى...
في تلك الاثناء كانت ندى تهم بالاقتراب منهم لكن تجمدت خطواتها بالقرب من مقعدهم ، فــ مازن و اسيل لم ينتبهوا الى عودتها عندما سمعت كلمات اسيل الاخيرة تلك مما جعل جسدها يهتز بعنف من شدة الغضب و الصدمة من وقاحة هذان الاثنين ، لتهمهم بغضب .
= اها يا بنت الجزمــة .. يا بجــحة دا بتشقطه من على الكوشة و قدام عينى .. و هو منشكح اوى و مقعدها مكانى ماشى .
اسرعت بابعاد الطرحة عن وجهها اهتز جسدها بعنف عندما شاهدت باعين عاصفة تعميها الغيرة تلك التي اصبحت تجلس بجانب مازن علي الاريكة لا يفصل بينهم سوا مسافة صغيرة بل تكاد تجلس على قدمة امام الجميع ، لتقترب منهم متجاهلة نظرات مازن التى تلتمع بالشراسة و الغضب فور رؤيته لشعرها و عنقها و اعلى صدرها الظاهر من فستانها و اتجهت نحوهم جالسة بالمسافة التي تفصل بينهم دافعة اسيل في ذراعها بحدة و هى تهتف .
= اتزحزحى كدة شوية يا حبيبتى مش عارف اقعد منك و الفستان هيتكرمش .
رمقتها اسيل بغضب و حدة قبل ان تتحرك مبتعدة لاقصى الاريكة متيحة لها مكان بينما همس مازن بالقرب من اذنها بقسوة و هو يقول .
= بتنيلى ايه ؟
هزت كتفيها ببرود متصنعة السذاجة و البرائه تكسوا عينها .
= قاعدة فى مكانى عادى .. عملت ايه دلوقتى هو مش فرحى برضوه ولا انا بيتهيألى ؟
ثم عقدت ذراعيها فوق صدرها و هي تستريح بظهرها للخلف جالسة بينهم كسد منيع استدارت الى اسيل ترمقها بنظرة متحدية و علي شفتيها راسمه ابتسامة صفراوية واسعة لتبادلها اسيل بنظرات مشتعلة غاضبة فحين تشدد جسد ندى عندما شعرت بيد مازن تستقر اسفل ظهرها من الخلف هامساً بالقرب من اذنها بصوت منخفض مليئ بالغضب و التهديد و هو يغمغم .
= حلو شعرك اللى فرحانة به ده .. ولا الفستان اللى هيقطع على نفوخ النهارده .
انهى جملته تلك عاقداً احدى خصل شعرها حول اصابعه جاذباً اياها للاسفل بحدة مما جعلها تطلق صرخة مرتفعة مبالغ بها و هى تنتفض مكانها ، التفت اليها اسيل تنظر اليها بدهشة مما جعل ندى تستغل الموقف مغمغمة بدلال لــ مازن بصوت جعلته كما لو انه همساً لكنها تأكدت من ان يصل الى مسمع تلك التى تصب اهتمامها عليهم و هى تمتم .
= مازن شيل ايدك عيب الناس تخد بالها مش كدة .
احتقن وجه اسيل بالغضب و نيران الغيرة تشتعل داخل صدرها فور سماعها كلماتها تلك و عقلها يصور لها ما تفعله يده خلف ظهرها اخذت تهز قدميها بحدة و نيران الغيرة تتأجج بداخلها ، بينما فى بداية الامر لم يفهم مازن نيتها الحقيقية التى خلف كلماتها الخبيثة تلك حيث ظن انها تقصد جذبه لشعرها هم بالتحدث لكنه تراجع عندما استوعب مقصدها ليضحك بصوته كله و ببحه رجوليه مميزه و هو يهتف لها .
= هههههه .. بس متجبيش وراه لما نروح علشان حسابك تقل .
لتنظر له ندى بارتباك ليقاطعه صوت اياد الذى يطلب منه الهبوط لان الوزير يرغب بتهنأته لذلك ترك مازن ندى و اسيل معا و اتجه الى اياد ، فور مغادرته استدارت ندى الي اسيل الجالسة بجانبها تهز قدميها بقوة بينما عينيها مسلطة علي ندى بنفور و رفض لتبادلها ندى نظرات كاره ، ليترك مازن خلف نار مشتعله لا يعلم من منهم سوف ينجوا و من سوف يحترق بها بينهم .
يتبع
☆☆☆☆☆

رواية امراه هزت كيان راجل الجزء الأول {مكتملة}Onde as histórias ganham vida. Descobre agora