الفصل التاسع

2.4K 60 1
                                    

رواية امرأه هزت كيان راجل الجزء الأول
الفصل التاسع
بقلمى / هدير خليل

لقد اصبحت قدم ندى اليمين متحسنه ؛ اما قدمها اليسره فقد اركبت فيها تلك الجهاز الذى اخدت تتدرب على السير به حتى اصبحت خطواتها به جيده كم كانت قاسية تلك الفترة بكل ما حدث فيها ؛ و ما حدث بعدها كان فقط نتيجه متوقعة لها من نظرات الناس و معاملاتهم و تلك النظرات المشفقه عليا او حتى الساخرة ؛ و لكن ندى قرارت ان تلقى كل ذلك خلف ظهرها و تعيش حياتها ولا توقفها من اجل اى راجل ؛ لقد خرجت ندى من المستشفى و عادت الى بيتها ؛ و لكن عمر هو الذى لم يتغير وضعه كثير فهو مازال فى تلك الغيبوبه ؛ و كل الذى يصدر منه هو ردات فعل بسيطه عندما تكون جالسه بجواره و تحدثه عن اى شئ .
فى منزل ندى .
ندى كانت فى غرفتها التى لا تغادرها الإ نادرا حتى لا تراه تلك النظره المتحسرة فى عين والدتها على حالها و خاصة عندما تستمع الىى احد من الجيران يتحدثوا على ما حدث معهم و تلك الكلمات السامه التى يلقوها على مسمع والدتها . . قرارت ندى ان تتجه الى المطبخ لتعمل لنفسها فنجان من القهوة ؛ حتى يعدل دماغها قليلا و تبعد هذا الصداع الذى يألمها ؛ و لكن عندما خرجت و هى فى طريقها الى المطبخ استمعت الى حديث والدتها التى تتحدث فى الهاتف مع احدهم بنبرة باكيه و حزينه و منكسره حيث كانت ام ندى تهتف بحزن و قهر و دموعها تنهمر بشده و صمت و هى تقول لطرف الاخر على الهاتف .
= انا محتاجه فلوس ضرورى اتصرف انا ابنى بين الحياة و الموت و الفلوس دى مهمه بالنسبة له .
ليهتف المتصل بغل و استنكار و هو يقول بسخط ولامباله .
= يعنى عايزانى اعمل ليكى ايه ؟ انتى فاكره ان ورثك ده هيجيب فلوس هو تمنهم كده و انا عرضة عليكى فلوس و انتى رفضتى التمن اللى انا قولت ليكى و انتى طمعانه فى اكتر من حقك يبقى مش ذنبى و ليلتك و تشيليها مع نفسك و مدخلنيش فى حواراتك .
لتجيبه أم ندى باستنكار و شراسه و هى تقول بحدة كيف له ان يقول ذلك ؟ هل يريد ان ياخذ منها كل ميراثها بابخس الاثمان و يتهمها فى النهاية انها هى التى تطمع فى ماله ؛ اليس من هو من الطبيعى ان يكون هو سندها و عونها فى هذه الدنيا ؛ اليس الاخ هو السلاح الذى من المفترض ان تواجه به صعوبات الحياة و هو السند و مكسبها فى هذه الدنيا ؟ اليس هو النور الظلام و عدة بالبلاء و عون على الاعداء متى اصبح هو العدو ؟ اين هى مشاعر الحب و الاخوة بعد ان أذقت قلبى طعم الغدر و ذهب العون و المساعدة بعد ان مددت يدكالى بالغدر و اللعن فى صمام الاخوة ؛ لعنتى عندما مددت يدى بطلب ما هو حقى و اتهمتنى بالطمع ؛ كيف و انا الذى كانت اترك كل ما يخص ميراثى تتمتع به بدون ان اسالك عنه و الان عند حاجتى و قلة حيلتى تبخس ما هو لى فى الاصل و تنسبه لك و انه ملك لك .
لتهتف به ام ندى بقهر و حزن و هى تقول .
= حرام عليك هو شويه الملليم اللى بتقول عليها دى هتفيدنى بحاجه يا أخي اتقى الله دى انا بطلب بحقى اللى عمرى ما سالتك عن الارض بتجيب كام و بتبيع محصولها بكام و سيبها ليك فاتقى الله و ادينى حقى .
ليهتف عبد الله بغضب و ملامحه مليئة بالحقد و الطمع و هو يصرخ بها بحدة و هو يقول .
= اتقى الله ليه شيفانى باكل حقك دا انا هديكى تمنها . . يعنى ولا نصبت عليكى ولا قولت لك ان ملكيش حاجه عنى و اخبطى دماغك فى اتخن حيطه دا ان عارض عليكى سعر اكتر من تمنها و فى الاخر انا اللى تقوليلى اتقى الله .
لتهتف أم ندى بغضب و حده و ملامح ممتعضه و هى تقول له بحدة و قهر .
= هى دى تمنه برضوه حرام عليك دا سعرها اعلى من كده و بعدين انا مش بشحات منك انا عايزه ورثى . . ادينى ورثى و انا ابيعه بمعرفتى و لو زى ما بتقول انت مدينى سعر اعلى من تمنها يبقى مش هلقى حد يشتريها باكتر من كده و وقتها ابيعها ليك بنفس راضيه من غير ما احس انك ظلمنى ولا انا ظلمك .
ليجيبها عبد الله ببرود و لامبالاه
=عايزه تبيعى ارض ابويا للغريب و تدخليه فى وسط ارضى و تقولى ظلمك . . انا قولت اللى عندى يا اما تاخد السعر اللى قولتلك عليه يا اما ملكيش ارض عندى و براحتك بقا سلام .
لتدلف ندى خارجا و هتفت بتساؤل و حزن بعدما أنهت والدتها مكالمتها و عينيها مليئه بالحزن و الدموع و هى تقول لها بتسال .
= انت ليه كلمتى خالى هو احنا مش معانا فلوس لعلاج عمر .
لتجيبها أم ندى بهدوء وهى تمسح دموع القهر الذى هبطت منها بدون اراده منها و هى تقول لها .
= متشغليش بالك انتى .
لتهتف ندى بقهر و غضب و هي تطالعها باستنكار كيف لا تشغل بالها بتوأمها و نور عينيها و نصفها الثاني ؛ لتقول ندى بانفعال .
= أزى مشغلش بالى انا هبيع دهبى و هسحب الفلوس اللى في حسابى فى البنك و نكمل بيهم علاج عمر ولا تذلى نفسك لحد .
لتطالعها أم ندى بقلة حيرة و هي تهتف بأستنكار و هى تقول لها بحدة و انفعال .
= انا مش بشحت من حد انا بطلب حقى و ورثى اللى ربنا امر به . . و بعدين انتى فاكره ان فلوسك دى هتعمل حاجه دى مش مكفيه علاجك انتى ف ازاى هتكفى علاجتك انتى و اخوكى .
لتهتف ندى بإصرار و حزن و عينيها تذرف دموعها كامطار ديسمبر و هى تقول باصرار .
= مش مهم انا ؛ المهم عمر يتعالج و يقوم بالسلامه .
لتتحرك ندى و تترك والدتها و تقرار ان تجمع الاموال الازمه لعلاج عمر ؛ فجمعت ندى كل ما لديها من ذهب و اتجهت به الى احد محلات الخاصة ببيع المجواهرات و قمت ببيع كل ما تملك من ذهب و بعدها اتجهت الى احد البنوك لكى تسحب اموالها الموجوده فى حسابها البنكى و اخذت كل ما جمعت من اموال و ذهبت به الى مستشفى نصار حتى تقوم بدفع اموال علاج عمر ؛ و لكنها صدمة عندما علمت منهم ان تلك الاموال ليست كفايا لعلاج عمر ؛ و قاموا باعطائها مهلة لدفع 3 ايام حتى تقوم بدفع باقى المبلغ و الإ ان لم تفعل سوف يقوموا باخراج عمر من المستشفى لعدم سددادهم الحساب ، رفعت ندى حاجبيها بذهول شديد من حديثهم اللامبالي العديم الرحمه ؛ ليزداد تعاقدا حاجبيه بعدم رضاء و هي تطالعهم بذهول و غضب قبل أن تهتف بتعب و حزن و نبرة غاضبه و هي يمرر عيناه عليهم من أعلى رأسهم حتى أخمص قدميهم بغضب و شراسه و اشمئزاز لتفتعل معهم مشكلة لم يكون الرد عليها سوء هذا قوانين المستشفى و ليس بيدنا اى شئ نقدمه لك يا اما الدفع او اخرج اخيك من المستشفى و الذهب به الى اى مستشفى حكويه تستطيعوا تحمل مصريف علاجوا بها وقتها .
لتعود ندى الى منزلها و هى تكاد ان تموت من الغيظ و الغضب لما يحدث معهم ؛ لتهتف ندى بعصبيه و غضب و هي تطالعه بنظرات مستنكرة حادة و هى تقول بغضب .
= يعنى ايه لو ما دفعناش الفلوس يطلعوه هم مجنين . . انا مش عارفه ايه الناس دا اللى كل همها انهم تجمع فلوس بس من غير ما تفكر فى غيرها ولا حياتهم اللى بالنسبه ليهم مفيش ارخص منها .
لتهتف أم ندى بقهر و تعب و نبرة متشحرجه من بكاء و هى تقول بعجز و قهر .
= انا مش عارفه اعمل ايه ؟ ولا أزاى هلم الفلوس دى فى الوقت دى ؟ و مفيش حد اقول يدينى ؛ و حتى لو حد رضى يسلفنى ؛ منين هنسد اللى هنستلفه ده ؟ ده المعاش مش هيكفى المصريف و مش عارفين يلموا الفلوس منين ؟
قطع حديثهم رنين هاتف ندى فوجدت ان ميرا هى المتصل ؛ فلم تجيبها ندى فى المرة الاول و لكنها عودت الاتصال مره اخرى ؛ فنهضت ندى و هى تاخذ هاتفها و تتجه به الى داخل غرفتها لتيجبها .
لتهتف ميرا بمرح و حب و هى تقول .
= الو يا خاينه كده تطلعى من المستشفى و متساليش عليا ولا مرة و لا حتى رساله يا معفنه .
لتجيبها ندى بنبرة حزينه و غصه في بلعومها و هى تقوم بكاها و هى تقول .
= معلش يا ميرا كنت مشغوله شويه فمقدرتش اسال عليكى .
لتقعص ميرا حاجبيها باستغراب و هي تهتف بتساؤل و هى تتعجب تلك الطريقة التى تتحدث بها ندى لتقول لها باستفسار .
= مال صوتك يا ندى فى ايه ؟
لتنفي ندى برأسها بشده كأنها تراها و هي تهتف بهدوء و ضيق .
= ماليش متشغليش بالك .
لتهتف ميرا بعناد و إصرار و هى تقول بعدم اقتناع لما تتفوه به .
= لا فى ؛ قولى و لا انتى مش معتبرانى زى اختك .
لتنفي ندى سريعا و هي تهتف بضيق .
= لا مش كده بس مش عايزه اشغلك معايه بمشاكلى .
لتهتف ميرا بهدوء و هى تقول .
= لا انا فاضيه يا ستى اشغلينى براحتك ولا يهمك ؛ قولى بقا ايه حصل معكى .
ندى و هى تجيبها بغضب عارم و عصبيه و هى تقول ما حدث معهم مع تلك المستشفى التى تعمل بها ميرا و يوجد بها عمر للعلاج .
= مفيش بس المستشفى بت . . عايزين يطلعوا عمر من عندهم ؛ علشان الفلوس تخيلى ان صحاب المخروبه دى همهم على الفلوس و بس ولاد . . كل ده علشان فاضل جزء علينا رفضين انهم ينتظروا لغايه ما نجمع الفلوس و ادونى فرصة 3 ايام بس يا اما وقتها يطلعوا عمر منها ولاد... دول .
ميرا كانت سوف تموت على نفسها من الضحك الذى تحاول ان تكتمها لا تثير غضب ندى اكثر فهى لا تعلم ان ميرا هى صاحبة تلك المستشفى هى و خواتها و الذى تقوم ندى بسبهم و لعنهم . . لتهتف ميرا بهدوء و هي تكتم ضحكاته على غضب ندى الطفولي و على كل ما تتفوه به و هى تقول لها .
= معلش يا ندى ولا تزعلى نفسك انا هخليهم يلغوا الفلوس من على عمر ولا تزعلى يا ستى .
لتنفي ندى بشدة و هي تهتف بحرج و جدية و هى تقول باصرار .
= لا طبعا انا مش بقولك كده علشان تعملى كده ؛ و بعدين انتى موظفة عندك يعني لو شالوا مصريف عمر زى ما بتقولى انتى اللى هتتحملى مسئولية تسديد الحساب ده من مرتبك مش كده ؛ و انا مش ممكن اوافق على الكلام ده ابدا انا هتصرف متشغليش بالك .
لتهتف ميرا بجدية و هى تقول .
= ماشى طيب ايه رايك لو تشغلى دا يساعدك ان تجمعى الفلوس .
لتجيبها ندى بحيرة و حزن و هى تقول .
= طب هشتغل فين ؟ اى شركة كبيرة او صغيرة بتكون عايزه شهادة خبره و انا معنديش شهادة خبرة علشان عمرى ما اشتغلت قبل كده و حتى لو لقيت شغل ؛ المستشفى مصره انها تاخد فلوسها بعد 3 ايام يعنى حتى مش هيستنى لاخر الشهر لما اقبض المرتب و حتى لو استنوا اكيد يعنى المرتب اللى هاخده منهم مش هيكفى ان اسد كل الفلوس بتاعت المستشفى .
لتهتف ميرا بتساؤل و هي تضيق عينيها بتفكير و هى تقول .
= هو مش انتى خريجة هندسة حسابات و معلومات برضوه ولا انا بيتهيألى .
لتجيبها ندى بتأكيد و هى تقول باستغراب .
= ايوه .
لتهتف ميرا بجديه و هى تقول .
= خلاص انا اعرف شركة برمجيات و ليها فى نظام الكمبيوتر اللى انا معرفش في حاجه ده . . ايه رايك اكلمها ليكى علشان تشتغلى فيها و كمان اخليهم يدوكى سلفه و تسديها من المرتب .
لتجيبها ندى بحماس فهي قد توصلت لحل يساعد توأمها و هي تبتسم بهدوء و هى تقول .
= انا ما عنديش مانع بس هشوف ماما الاول و ابلغك اوكى .
لتهتف ميرا بجدية سريعا و هى تقول .
= ماشى انا هكلم صاحب الشركه على متقنعى مامتك يالا بقى سلام يا ندوش .
هتفت ندى هى الاخرى بهدوء .
= سلام .
اغلقت ندى الهاتف مع ميرا و هى تتنهدت بصوت عالى تشعر انه قد انزاح جزء من همها و تشعر الآن بالقليل من الراحه لاقتراح ميرا هذا و تتمنى ان يسير الامر بخير كما قالت ميرا حتى تستطيع مساعدة اخيها و سداد مصاريف علاجه بدون اى مشاكل .
احيانا تضطرا الحياة الى المواجهه و هذا ما اختارته ندى ان تفعله فهى يجب ان تواجه من اجلها و اجل اخيها و والدتها ، سوف تفضل وراء والدتها حتى توافق على عملها هى تعلم ان والدتها تخاف عليها من المواجهه و من كلام الناس الذى لا يرحم و لكن لابد من المواجهه لا محاله .
يتبع
☆☆☆☆☆

رواية امراه هزت كيان راجل الجزء الأول {مكتملة}Where stories live. Discover now