الفصل السابع

2.5K 37 0
                                    

رواية امرأه هزت كيان راجل
الفصل السابع
بقلمى / هدير خليل

فى غرفة ندى.
يقال دائما ان النصائب لا تأتى فراده ، لا نعلم لما هل لحبها لجو العائلة لذلك لا تأتينا الإ و مصاحبه معها مصيبه اخرى تأنسها ، و تلطمنا نحن كما تلطم الرأس فى حجر من الصخور .
حيث ان الصدمه كانت مسيطره على كل الموجودين فى غرفة ندى ؛ صدمه الجمت كلا من جني و أم عمر و كذلك ندي نفسها ، حيث قد جحظت العيون و كادت أن تخرج من محجريهما ؛ الأعين هي من تحدثت بالنظرات عن كم الالم الذى بداخلهم ؛ اما ندى فظلت تحرك عينيها فى كل الاتجاهات بقهر و صدمه و دموع متحجره فى عينيها ، لتسمح ندى لدموعها اخيرا ان تنهمر تبعا على وجنتها و هى متجمدة فى مكانها على السرير و هى تنتحب بصوت خافت و شهقات تمزق انياط القلب تحت نظراتها المشتته و الغير مصدقه و قد عادت ترفع انظارها نحوها ببطء و هي تشعر أنها مغيبة و قطع هذا السكون المؤقت و الثقيلة عليهم و المحمل بشحنات من الحزن و القهر ؛ صوت ميرا العملي المشفق الهادئ و هي تكمل حديثها . . لتهتف ميرا بنبرة عملية هادئه و اعين حزينه على تلك الفتاة و هى تقول .
= هى رجليها اليمين اصابتها بسيطه هتخف بالعلاج الطبيعى لو انتظمة عليه ؛ بس المشكله في رجليها الشمال اللى مع الاسف هى اللى فيها الاصابه .
تشعر بحاجة ماسة بأن تشعر بأحد يشد من ازرها يربط علي قلبها يطمئنها والدتها فيها ما يكفيها و يزيد فيكفيها فجيعتها عليها و على اخيها ، انفجرت ندى في البكاء عندما تذكرت وضعها و اخيها الذى لا تعلم عنه اى شئ لتصيح ندى من بين شهقاتها ، و هى تردف بحزن متسائله و هى تهبط دموعها بهدوا على وجنتها على عكس تلك العاصفة التى تمر بها صاحبتها ؛ لتقول .
= يعنى انا مش همشى تانى خلاص . . كده بقيت عجزه مش هقدر اتحرك ، خلاص ما بقاش عندي حاجة اخسرها خسرت كل حاجة كده ، أنا عملت ايه وحش في حياتي علشان ابقي مشلوله عاجزه مش هعرف حتي اروح الحمام لوحدي ، عارفه يعني ايه تبقي عاجزه ؟
حرك ميرا رأسها إيجابا تنهدت تبتسم بلا حياة و هى تقترب من ندى و تجلس على طرف الفراش مقابلها و هى تهتف .
= اقولك يعني ايه تبقي عاجزه . . ولا عايزنى اقولك أنتى عملت ايه وحش في حياتك ؟ انتى مش ملاك يا ندى ولا حد فينا ملاك كلنا بنغلط ، ولا اقولك أنك ما خسرتش اي حاجة غير شيطانك و بس و دا خسارته مكسب يمكن ربنا عمل كده علشان يقربك منه مش علشان تبعدى عنه .
و تكمل ميرا حديثها بالنفى بيدها و هي تجيبها بهدوء
= و بعدين مين اللى قال انك مش هتقدرى تمشى تانى و انك بقيتى عاجزه و حتى هتكونى عبأ على حد ، انتى فهمتى كلامى غلط انتى مع العلاج الطبيعى رجلك اليمين هترجعى عادى تمشى عليها اما رجلك الشمال هتلبسى فيها جهاز هيساعدك على المشى .
لتردف جنى متسائله و هي تبكى بشدة و دموعها لا تتوقف و هى تقول .
= يعنى هو مفيش علاج ليها .
لتتنهد ميرا بحزن و هي تجيبهم بعمليه و هى تقول .
= حالا لا بس يمكن مع تقدم العلم تلقى علاج ليها بعدين .
لتهتف ام عمر بحزن و تساؤل و دموعها تغرق وجنتها و شفايفها ترتجف من الحزن و الصدمه مسيطره عليها و هى تقول .
= ان لله و ان اليه راجعون اللهم أجرنا فى مصيبتنا و اخلفنا خيراً منها . . يعنى يا بنتى هو العلاج الطبيعي ده هياخد مده اد ايه ؟ علشان نرجع تمشى تانى .
لتجيبهم ميرا بهدوء و نظرات مشفقه على وضعهم و هى تقول باسف .
= يعني على حسب اردتها ممكن من شهرين الى 3 شهور اما لو هى يأست و استسلمت بسرعة لقدر الله ممكن تاخد سنه او اكتر على حسب حالتها النفسيه و بعدين ما تخافيش انتى بعد العلاج هتمشى على رجليكى بس بفرق بسيط هو الجهاز و حتى مش هتحسى بفرق كبير بينه و بين مشيتك الطبيعيه هتكون زى عرجه بسيطه جدا .
لتهتف ندى بحزن و خوف و قلق على توأمها و هي توزع نظراتها بفزع بينهم و قلبها ينبض بجنون و خوف على ما أصابه و تشهق و هى تتحدث و شفتين مرتجفتين من الشهقات و البكاء الذى تحاول كتمه و هى تقول .
= ما... مادام انا... حصل معايه كده... عمر... عمر حصل معاه ايه ؟ هو فضل فى العربيه و هى بتنقلب .
لتهتف ميرا بهدوء و هي تربت على يدها و تعطيه نظره مطمئنه و هى تقول بتفائل لا تعلم مصدره و هى تهتف .
= اهدى لو سمحتى هو دلوقتى فى العنايه المركزة و ان شاء الله هيبقى كويس متقلقيش خليى ثقتك كلها فى ربنا و زى ما نجاكم من الموت هيقدر ينجيكم دلوقتى متخافيش .
لتكمل ميرا حديثها و هى تنهض و تقول .
= طيب بعد أذنك انا هروح اتبع باقى المرضى ، تركتهم ميرا و غادرت و هما فضلوا يواسوا في ندى و يهدأوها و هم يطلبون من الله النجاه و العون فى هذه المصيبه .
فى الناحية الاخرى ليست بعيده كثيراً عن غرفة ندى في غرفة حاتم .
كان حاتم ملقى على الفراش و هو ينظر الى سطح الغرفة بامتعاض و خنقه فهو يكره البقاء فى المستشفيات لذلك هتف حاتم بتساؤل و ملامح ممتعضه و هو يقول بضيق و زهق و هو يطالع الممرضة .
= هو انا هفضل هنا لغايه امتى ؟ انا زهقت .
لتجيبه الممرضة بهدوء بعد أن رفعت بصرها تحدق به بحزن و هى تقول .
= حضرتك بال الكتير على بكره و تطلع . . انت وضعك اهون من يا عينى الاتنين اللى جم معاك فى الحادث حالتهم تصعب على الكافر .
اعتدال حاتم فى جلسته عندما هتفت ام حاتم بلامبالاه و هي تعقد حاجبيه باستنكار و هى تقول .
= ليه هو ايه اللى حصلهم ما اكيد شويه كدمات زى حاتم ما هما كانوا مع بعض فى نفس العربية .
لتنفي الممرضة بشده و هى تهز رأسها يمين و يسار و هي تجيبها بحزن و هى تمصمص شفتيها بشفقة و هى تقول .
= لا يا هانم مش زيه هم اصابتهم اخطر منه يا عينى دى امهم مفروطه فى العياط و حالتها حاله .
لتهتف ام حاتم بلؤم و خبث و هى تفتح حقيبة يدها و تخرج منها بعض الاموال و تمد يدها بهم الى الممرضة و هى تقول لها .
= خدى دول علشانك .
و اكملت ام حاتم حديثها و هى تغمز لها و هى تقول .
= و عايزاكى تعرفى هما ايه عندهم بظبط بالذات البنت عايزه اعرف حالتها بالتفصيل .
لتهتف الممرضة بفرح و هى تقوم بتخبأت تلك الاموال فى جب ملابسها و هى تقول .
= ياخد عدوينك يا هانم يارب .
مر باقى اليوم بدون اى احداث جديدة على الجميع حتى جاء اليوم التالى .
و ذهبت ميرا الى المستشفى و عندما وصلت ميرا الى المستشفى توجهت الى غرفة عمر لكى تقوم بالاطمئنان عليه و فحصه ، ميرا
كانت كعادتها بتبتدى بالكشف على الحاله ؛ عندما عمر فتح عينه و رأها ليطالعها بعيون شبه مفتوحه و ينظر لها بإعجاب و يقعد بين حاجبيه باستغراب و تعجب و هو يهتف بصوت ضعيف هامس مجهد متسائلا و هو يقول .
= هو انا فين ؟ هو انا راحت الجنه ؟
التفت له ميرا و هى لا تصدق ما ترأه انه فاق من غيبوبته ؛ لتردف ميرا بتساؤل و هى تقول .
= انت بتقول ايه ؟
عمر كان يحدث بصوت واطى و لم تستطيع ميرا ان تستمع له الإ ان الممرضة كانت قريبه منه و استمعت له ماذا قال و ابتسمت بينما ميرا اقتربت كثيرا من عمر لكى تستطيع ان تستمع ماذا هو يقول ؟ ليردف عمر متسائلا ببلاهه إصابتها بالدهشه و هو يهتف بصوت مجهد و متعب و ضعيف و هو يقول .
= انتى حوريتى ؟
لتهتف ميرا بذهول و هي تعقد حواجبها باستغراب و هى تقول .
= نعم ؟؟؟
لم يرد عليها عمر مرة اخرى حيث انه دخل في غيبوبه مرة اخرى ؛ و جاء الدكتور حسن لكى يساعد ميرا فى الكشف علي عمر  ليهتف الدكتور حسن بتساؤل الى ميرا و هو يقول باستفسار .
= ايه عامل دلوقتى ؟
لتجيبه ميرا بذهول و هى تنظر له و علامات التعجب و الدهشه مرتسمه على ملامحه و هى تقول له .
= فاق قال كلميتين و دخل فى غيبوبة تانى .
ليهتف الدكتور حسن بعمليه و هو ينظر لها بهدوء و هو يقول .
= لو ما فاقش من الغيبوبه دى بعد 12 ساعة معناه انه احتمال يفضل فى الغيبوبه دى لمدة ما يعلم بيها الإ ربنا مش هنقدر نحدد وقتها امتى هيفوق منها .
لتهتف ميرا بتساؤل و حيرة و هى تقول .
= هو ما فيش حل علشان يفوق من الغيبوبة دى .
ليجيبها الدكتور حسن بمهنيه و عملية يوضح لها ما يحدث و هو يطالعهم بهدوء تام و هو يقول .
= هو الحمد الله ما عندهوش نزيف داخلى و ده شئ كويس بس الخبطه اللى خدها في دماغه هتخليه في الغيبوبه لغايه ما يقدر المخ يستعيد كل و ظايفه في مواجهه الواقع من تانى و يعوض اى تلف فيه لاننا مش هنقدر ندخل بالجراحه ؛ فاحنا مفيش فى يدينا اى حاجه نعملها غير الانتظار و نشوف ايه هيحل معاه .
لتهتف ميرا بحزن و عيونها ممتلئه بالألم و الحزن و هى تقول .
= انا صعبانه عليا امهم عيالها الاتنين فى وقت واحد ربنا يصبرها .
ليجيبها الدكتور حسن بقلة حيلة و هو يقول .
= ربنا يكون فى عونها .
هتفت ميرا بهدوء .
= آمين .
هتفت ميرا بالتأمين على دعاء الدكتور حسن من قلبها لا تعلم لما تشعر بالحزن على تلك العائلة الصغيرة و ما حدث معهم ، تشعر انها قريبه منهم فهى شعرت بالراحه لهم .
دايما نطعن بسكينة الغدر فى الظهر بدون ان نعلم ما الذنب الذى ارتكبنه حتى نطعن تلك الطريقه المفجعه فهل ينتظر ندى تلك الطعه على يد حاتم و والدته ام انها مجرد هواجس و مخاوف من المواجه القادمه لا محالة فما ينتظرها بالتأكيد ليس بهين و حال اخيها لا يختلف عن حالها من الوجع لا احد يعلم ان كان سوف يحيا و تشع يعنيه بنورها مرة اخرى ام انه سوف يرحل الى الابد و لكن هذا المرة لن يرحل بدون ان يعذب قلوب اقربائه الاعزاء فقط فهو قد حصل على نبض قلب شارده من تلك كان من المفترض ان تعالج جروحه و لكنها بدون ان تشعر تسببت لنفسها بجرح غائر بين طيات قليها .
يتبع
☆☆☆☆☆

رواية امراه هزت كيان راجل الجزء الأول {مكتملة}Where stories live. Discover now