الفصل الاربعون

Start bij het begin
                                    

خفضت سولاف بصرها ودموعها تتساقط على يديها وثوبها ليتطلع بها جاسر بنظرة جامدة ثم اقترب منها وامسكها من كف يدها وجذبها ببطء قائلا: "هيا لنعود .... تركت امي قلقة"

عندما غادرا العيادة شبكت الطبيبة يديها وهزت رأسها بأسف وندم وهي تهمس" سامحني يا رب .... كنت مضطرة .... اردت ان امنع كارثة على وشك الوقوع"

.................................................. .................................
كانت سولاف تتطلع عبر النافذة طوال الطريق وقلبها يرفرف كالطير الجريح المتألم .... نجوت من هذه لكن ماذا عن الخطوة المقبلة؟ وهل هناك سبيل للنجاة؟
وارتجفت شفتيها وهي تتذكر كلام أمها "سلمي امرك الى الله واتركي نفسك لعدالته"
ربما الله امهلني فرصة كي يمحني الوقت حتى اتصرف!

ربت جاسر على يدها برفق وضغط اناملها واراد ان يعتذر عما فعله لكنه التزم الصمت .... عليه ان يتوقف عن الظلم .... كفاه تجنيا .... ولا يعرف لماذا مثلت امامه هتان بتلك اللحظة!
هتان .... انا اسف .... ماذا فعل بها لقد تركها وحدها كثيرا ....
ثم ضاقت عيناه وتملكه الغضب .... من يفعل ذلك بي يا ترى؟ من الذي له مصلحة بالتشويش علي؟ من ارسل تلك الرسالة؟
ضغط على البنزين ليزيد من السرعة وهو يقول مع نفسه: "عرفت"
.................................................. .....................
هرولت سولاف الى البيت بعد ان انطلقت سيارة جاسر وقلبها مليء بالغبطة لأنها ستبشر والدتها انها استطاعت ان تقنع الطبيبة لتقف الى جانبها وان الله نصرها لأنها مظلومة وبسبب دعوات الغالية
لكن سرعان ما تلاشى حماسها وهي تدخل وتجد كل أبواب البيت مفتوحة وكأن لا احد! .... اين امي؟ اين يوسف؟ .... اين انتما؟
وجالت بالبيت وهي تنادي!
.................................................. .........................
كانت دموع يوسف تنهمر من عينيه وهو ينتظر في المستشفى ويهمس: "يا رب .... يا رب"
.................................................. ............................
وضعت منى يدها على وجهها بعد الصفعة القاسية التي تلقتها من يد والدها الضخمة التي بدت كأنها صفعة الزمن لإعادتها الى رشدها وبقيت تتطلع به غير مصدقة وهو يهتف بغلاظة: "ماذا كنت تفعلين بغرفته؟ ماذا حصل؟ لمسك؟ كيف فرطت بسمعتي هكذا؟"
وضعت المربية يديها على وجهها وهي تراقب الصدام
وتطلعت منى به بخوف عندما صرخ: "تكلمي ... اعترفي .... انت من ذهب اليه وقد وصلتني الاخبار وبقيت عنده .... جاسر لمسك صحيح؟ تجاوز على شرفي .... فرطت بنفسك"
وتبعها بصفعة ثانية حتى هتفت ببكاء: "جاسر تزوجني .... لخوفه من زوجته الأولى تزوجني بعقد عرفي"
اتسعت عيني زكي على اشدهما وبثورة: "نعم؟"
.................................................. .................................
وضعت ام بيلسان يدها على صدرها من شدة الطرق وهتفت: "يا ساتر يا الله .... بيلسان؟ .... بيلسان؟"
خرجت بيلسان من غرفتها مسرعة ولما فتحت الباب تراجعت خطوة وتسمرت عينيها بوجه جاسر!
وتراجعت أكثر عندما دخل بقوة وكأنه اقتحم البيت!
وبصفعة قوية سقطت بيلسان قرب قدميه لتخرج والدتها من الغرفة وتقول بحرقة: "الله يلعنك يا جاسر .... كسر الله يدك يا ظالم"
ارتجفت شفاه بيلسان وهي تتطلع بالأرض التي امتلأت بقطرات الدم التي تسيل من انفها!

رواية الحلم الرمادى لكاتبة هند صابرWaar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu