دخلت الى الملهى حيث الاغاني الصاخبة وحشد من الناس معظمهم شبه عراة يتجولون ويتمايلون بأجسادهم...اخذت خطواتها في ذلك الرواق الطويل لتقف اخيرا امام باب مكتبه وكيف لا تعلم اين يقع مكتب الرئيس وهي تعمل في هذا الملهى منذ سنة كاملة..لكن كيف لم تراه من قبل؟ربما لم تلاحظه بين حشد الناس الدائم..دخلت الى مكتبه لتبدء بالبحث بأدراجه دون اي مقدمات..لقد قام بتوريطها مع والدها والآن حان وقتها لتوريطه او على الأقل تهديده بشيء اخر مع ذلك المقطع ليتركها وشأنها..تبحث وتبحث لكن لاشيء الشيء الوحيد الذي وجدته هو قرص حامل للبيانات...اخذته لتضعه في حقيبتها ثم التفتت لتخرج لكنها توقفت ما ان رأته يقف امامها وهو يعقد يديه امام صدره ويناظرها بزرقاوتيه..ارتجفت اوصالها برعب واخذ عقلها يفكر ويفكر في طريقة لتخليصها من هذا الوضع...بات قلبها ينبض بجنون وهو يقترب نحوها اكثر واكثر...انها خائفة ..هل سيقوم بقتلها مثل ذلك الشخص؟هذا هو الشيء الوحيد الذي فكرت به...ولكن الآن تلاشت جميع الافكار بعقلها ما ان وجدت نفسها محاصرة بين يديه على طاولة مكتبه...ابتلعت ريقها بتوتر وهي تناظر وجهه الوسيم...ليردف بصوته الرجولي والعميق:
'ماذا تفعلين في مكتبي؟'
' اظن انني دخلت الى المكان الخاطئ لم اقصد ذلك، هل هذا مكتبك؟اقصد اعتذر 'اردفت بتعلثم بينما بدءت تتعرق قليلا من توترها...رسم ابتسامة على ثغره امام شفتيها وعينيه معلقتين على لوزتيها لينبس:
'انت تتعرقين وكلماتك مبعثرة...انت تكذبين اليس كذلك؟'
فتحت عينيها بدهشة لتنفي برأسها بسرعة ما ان انتهى من جملته..توسعت ابتسامته وكم يراها لطيفة عندما ترسم هذه التعابير على وجهها...ابتعد ليترك لها بعض الحرية وبالفعل ما ان ابتعد حتى سارعت في مغادرة الغرفة...اطلق ضحكة خفيفة ليجلس على الكرسي الجلدي خلف المكتب..فتح الدرج وهو يبحث عن القرص..اين اختفى؟تلاشت ابتسامته و اعتدل بجلسته ليخرج جميع المقتنيات الموجودة في الدرج ليتمكن من البحث بطريقة جيدة...لا يوجد شيء..ركل الدرج بقدمه والغضب يجتاحه ليعيد رأسه للخلف بينما يفكر اين اختفى.
هل من الممكن ان تكون سوليا قد اخذته؟..وقبل ان تزداد افكاره وتحليلاته قام بالبحث في مقاطع كاميرات المراقبة ليتأكد...

حل الليل بظلامه وهدوءه المخيف للبعض والجميل للبعض الآخر...وما زالت تلك الحسناء تجلس امام طاولة دراستها بينما تبحث في حاسوبها بملفات ذلك القرص...انها بيانات للعمل وايضا ملفات شخصية لأشخاص مختلفين لا تعلم ما الرابط بينهم اعادت رأسها للخلف محاولة اخذ استراحة من البحث..اغمضت عينيها وهي تفكر لكن الشيء الوحيد الذي يأتي امامها هو دانيل..قربه منها..صوته الرجولي العميق...ضحكته الساحرة...فتحت عينيها لتقوم بضرب رأسها بخفة..ليس عليها ان تنجرف خلف اوهامها الآن..اعتدلت بجلستها لتكمل البحث في الملفات..توقفت وهي ترى ذلك الملف...انه لأيان!كيف يمكن؟بدئت بقراءة محتواه وصولا الى تلك الخانة...
سبب الوفاة:предатель
ضيقت عينيها بإستغراب..ما هذه اللغة الغريبة ولماذا قد كتب بها سبب الوفاة؟اخرجت هاتفها بنية ترجمة الكلمة لكن قاطعها انفتاح باب الحديقة الموجود في غرفتها بطريقة مفاجئة...نهضت بتفاجأ بينما قامت بأغلاق حاسوبها سريعا...انها في مأزق كبير..تقدم دانيل ليدخل الى الغرفة ويبدو عليه الغضب فلقد كانت عروق يديه بارزة وظلام مقلتيه جعلتها تتأكد انها في مشكلة كبيرة...والطريقة الوحيدة للهرب من هذه المشكلة هي...نظرت للقرص لتأخذه ثم ركضت ناحية الباب المؤدي الى صالة الجلوس لكن يده التي التفت حول خصرها ورفعتها عن الأرضية كانت عائقا تواجهه..حاولت ان تفك يده التي كانت تلتف بقوة حول خصرها لكنها لا تستطيع انه قوي جدا مقارنة بها...قام بإقفال الباب المؤدي للصالة ثم قام بدفعها على السرير وهو مازال يحيط خصرها بيديه والغضب يجتاحه انها المرة الاولى التي تواجه فيها نوبة من نوبات غضبه ومازالت لا تعلم ما تخبئ لها الأيام...ابتلعت ريقها وهي تدفعه ليبتعد عنها لكنه قابلها بعينين قاتمتين تناظرها بهدوء
'لماذا اخذتي ذلك القرص؟'اردف ببرود ارعبها اكثر واكثر
'ان لم تبتعد عني سأقوم بالصراخ'تفوهت بالكلمات وجسدها يرتجف بين يديه ودموعها على وشك النزول...انها ليست خائفة فحسب بل انها تشعر بلألم بسبب ضغطه على خصرها وشدها نحوه..
'فلتفعلي ان اردت..واجيبي سؤالي' ان برودة ردة فعله جعلتها تدرك انها ان قامت بالصراخ لن تلقى خيرا..اخفضت رأسها واغمضت عينيها لتتسلل تلك الدمعة على وجنتيها...انها المرة الاولى التي تشعر بها برهبة والضغط لتلك الدرجة اما هو فقد كان الغضب يعمي ابصاره..انه حتى لم يشفق على حالها ولم يرفق قلبه لدموعها...لابد ان قلبه متحجر لن يرحمها حتى وان عانت امامه...شعرت بقبضته تحيط فكها ليقوم برفع رأسها لتناظره بعينيها الخائفتين..
'من قام بإرسالك لسرقة ذلك القرص؟'اردف بجدية بينما يزيد ضغطه على كل من فكها وخصرها..بدئت بالتحرك محاولة ابعاده عنها لكنه قام بإعادة سؤاله مرة اخرى لكن هذه المرة بنبرة صارخة لتنهفت دموعها كشلالات بينما تعالى صوتها الباكي:
'لم يرسلني احد لقد قمت بأخذه فقط لأهددك به لكي ترفض فكرة الزواج مني وتنهيها' انهت جملتها لتتعالى شهقاتها..وها هي قبضته بدأت بلإرتخاء ليبتعد عنها تدريجيا..ان نوبة غضبه هذه جعلته يقوم بأمور لا يريد فعلها...بل يندم على فعلها...وها هو الآن يدرك ما مدى سوء ما فعله..بل ما مدى فظاعة اعماله...نهض عن السرير تاركا اياها تعاني بين دموعها..ليأخذ ذلك القرص من جانبها بينما يناظرها وشعور بالذنب ينهش قلبه..اقترب مرة اخرى منها لتبتعد عنه بخوف لتصرخ به بنبرة باكية:
'فلتخرج '
ابتعد ليدخل يده بين خصلات شعره المموج..تنهد ليأخذ اولى خطواته خارج المكان وها هو اخيرا خارج غرفتها..اما هي فقد قامت بلف نفسها بذلك الغطاء دافنة وجهها بين الوسائد لتجهش بالبكاء وهي لا تصدق ما حدث للتو..لم تظن بتاتا ان يومها قد يقلب هكذا لم تكن تعلم مدى قسوة الحياة عليها حتى اليوم..لقد ظنت انه لا بأس ان تزوجته طالما كان لطيفا لكنه وحش وشيطان في هيئة انسان رغم وسامة شكله الا انه من الداخل مخيف..تجاهلت صوت طرقات الباب التي تعالت وصوت دارلا وانيتا الذي ينادي بإسمها والقلق ظاهر بنبرة صوتهما لتقوم بإغماض عينيها محاولة الهرب من حياتها تتمنى فقط ان كان كل ذلك مجرد حلم او كابوس مظلم لكن ما هو مظلم في الحقيقة هي حياتها انها اكثر ظلمة بكثير...

يتبع...
بتمنى يكون البارت عجبكوا💜

لعبة الانتقامWhere stories live. Discover now