مفاجأة غير سارة

21.2K 225 24
                                    

رائحة المطر تسيطر على المكان والهواء البارد يتجول في جميع الاماكن..ويا الهي كم هي جميلة هذه الاجواء..المطر والشتاء هما افضل شيء بالنسبة لها بعد النوم والطعام...تمسك كوب القهوة الساخن بيدها محاولة استشعار دفئه وهي ترتشف منه متلذذة بطعمه اللذيذ بين شفتيها الكرزيتين..تتمنى ان تدوم هذه اللحظة للابد بسبب جمالها وهدوئها...لكن كيف قد يدوم شيء جميل في هذا السكن بوجود زميلاتها..وضعت الكوب على الطاولة لتتنهد بضجر وهي تستمع لصوت صديقتها دارلا وهي تغني بصوتها الذي يصم الآذان..عليها ان تتحلى بالصبر لا بأس لا بأس..اغمضت عينيها اللوزيتين محاولة عدم الاكتراث لها...تعالى صوت دارلا وازداد صوتها سوءا يا له من صوت سيء يلوث الاذنين...ارادت التكلم وايقافها قبل ان ينكسر زجاج المنزل من صوتها لكن جاء صوت انيتا الصارخ الذي افزعها 'فلتصمتي قبل ان افجر حنجرتك' بعد تلك الكلمات صمتت دارلا ثم استدارت ونظرت لسوليا التي عادت وارتشفت من كوب القهوة خاصتها مع ابتسامة خفيفة زينت ثغرها...نعم هذه هي الحياة..انتهت اخيرا لتستقيم متوجهة نحو غرفتها لتبدء بتحضير نفسها...تضع القليل من مساحيق التجميل على وجهها وتقوم بتسريح غرتها الناعمة ثم رفعت شعرها الحريري على شكل ذيل حصان...جميلة جدا اردفت لنفسها ثم استدارت لتشهق بفزع ..'تبا.. انيتا دارلا لما تقفون هكذا؟!' اردفت بتذمر بينما الاثنتان تقفان جنبا الى جنب وابتسامة غريبة ظاهرة على ثغرهما 'عزيزتنا سوليا ستذهب لتهنئة ايان بمناسبة عيد ميلاده  هل احضرتي له بعض الهدايا؟'اردفت انيتا بنبرة لطيفة.. ابتسمت سوليا لتتوجه نحو طاولة المكتب الخاصة بها لتخرج من الدرج صندوق مزخرف يوجد في داخله معطف وبطاقة 'معطف للثنائي وحجز في فندق روما' نظرت دارلا لانيتا بتعجب والاخرى فعلت المثل لتعيد دارلا شعرها الاشقر للخلف بطريقة درامية'يا لك من حبيبة رائعة وغنية'اردفت محاولة خلق اجواء درامية وقد نجحت بذلك رفعت سوليا كتفيها تزامنا مع ابتسامة فخر قد رسمتها على ثغرها مجارية دارلا ثوان حتى انفجروا ثلاثتهم ضحكا ...نظرت لهاتفها الذي بدء بالرنين...انه ايان..
-نعم انني قادمة ...لقد تأخرت قليلا فأنت تعلم دارلا وانيتا يثرثرون كثيرا
قهقه الآخر
-حسنا لقد حضرت لكي مفاجأة لذا فلتسرعي
همهمت وهي تشعر بالسعادة تغمرها ثم قامت باغلاق الهاتف لتقوم بطردهما خارج الغرفة ثم اكملت ما كانت تفعله

ترجلت من سيارة الاجرة وفي يدها باقة ورود من التوليب الاحمر...التوليب الاحمر يعبر عن الحب الشديد...ياله من معنى قوي لوردة لكن الحب الذي في قلبها اقوى من ان تتمكن وردة من وصفه...اخرجت من حقيبتها مرآة صغيرة لتقوم بتعديل شعرها ثم وضعت بعض العطر...دخلت بعد ان ايقنت ان باب المنزل غير مغلق...ويالغرابة هذا الموقف بالنسبة لها فأيان دائما ما كان يففل الباب جيدا..ربما هي تفكر كثيرا وقد يكون نسي اغلاقه صدفة..اخذت اولى خطواتها داخل المنزل وما ان اضاءت الانوار حتى وجدت على الطاولة كعكة بالشوكولا وبجانبها هناك باقة ورود...انها ورود الاقحوان...لابد ان هناك احد جاهل عن الورود ولا يعلم ان هذه الورود تدل على الموت والحزن.....تقدمت اكثر لتتحقق من  البطاقة الموجودة بجانب الزهور...انها بطاقة سوداء خالية من اي زخرفة..الشيء الوحيد الذي لفت نظرها هو الحرفان باللون الذهبي D.M ..اعادت البطاقة مكانها لتتفحص الطاولة جيدا...ابتسمت باتساع وهي تناظر علبة حمراء بداخلها خاتم من الالماس بجانب الكعكة...هل كان يخطط لطلب الزواج منها اليوم..ظهرت ابتسامة واسعة على وجهها وملامح البهجة والسرور سيطرت عليها..انها سعيدة جدا تكاد ان تقفز من الفرح اخيرا بعد مواعدة دامت 3 سنوات ستحضر لزفاف احلامها مع الشاب الذي تمنت ان تكون زوجته...وضعت باقة الورود والهدايا جانبا لتبدأ بالبحث عنه داخل الغرف...يبدو ان هذه هي المفاجأة التي اخبرها عنها انها افضل مفاجأة حصلت عليها في حياتها كلها...بحثت في الغرفة الاولى والثانية وها هي تقف امام غرفة نومه الرئيسية...اخذت نفسا عميقا وهي ترسم في مخيلتها مالذي سيحدث عندما تفتح الباب...هل ستجد ورود على الارضية وبالونات على شكل قلب وهو يقف بينما يمسك في يده باقة ورود ويناظرها بعينين يشع بداخلهما الحب...اغمضت عينيها لتضحك كالبلهاء واضعة يديها على وجهها بخجل..حسنا اخيرا اللحظة المنتظرة...قامت بفتح الباب لتخطو للداخل...توقفت..بهتت ابتسامتها شيئا فشيئا...وهاجرت السعادة والبهجة جسدها وقلبها...انها الآن في صدمة لا تعلم ماذا عليها ان تفعل وهي ترى الشخص الذي كان سبب احلامها وسعادتها جثة هامدة على ارضية قد تحولت لبركة دماء..توقف الوقت بالنسبة لها وعقلها تحول الى فوضى عارمة..الم يتكلم معها منذ دقائق كيف يمكن ان يغادر شخص كان يحادثك منذ دقائق بتلك السهولة...اقتربت اكثر واكثر ناحيته وهي تحاول التأكد ان كان هذا هو الشخص الذي تحبه بالفعل فلازال عقلها رافض تصديق ما يراه...مهلا لابد انه يحاول القيام بمقلب لمفاجأتها اليس كذلك؟..جلست بجانبه غير مبالية لامتلاء فستانها الابيض بالدماء...كيف يمكن..كيف يمكن هذا في عيد ميلاده...وضعت يدها على وجهه ماسحة الدماء التي لوثت ملامحه...سيل من الدموع جرى على وجنتيها وهي مازالت غير مصدقة لكل شيء يحدث...انها صدمة هزت كيانها...فلا القلب يشفى ولا العقل يصدق...بدأت بالبحث عن هاتفها لتنتبه لتلك الزهور المتناثرة في كل مكان...24 زهرة اقحوان متناثرة حول جثته...اخذت هاتفها بيدها المرتجفة وعينيها معلقتان على الزهور لتتصل على الطوارئ...

لعبة الانتقامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن