22 : عازف المزمار

Magsimula sa umpisa
                                    

حاول الاعتدال جالسا بصعوبة بالغة وبصدق الألم الذي باغت ظهره حينها أسوء من الجحيم كأن عضلاته جميعها محطمة، إلا أنه نجح في النهاية

أعاد خصلاته للوراء ثم مرر كفه على وجهه بإرهاق وقد لبث على ذات الوضع لوقت لا بأس به حتى خرجت إيما من الحمام بوجه منتعش

فورما وقعت خضراءها عليه عقدت حاجبيها بقلق فحدثته بنبرة هادئة

"هل تشعر بالألم؟"

"لا يهم"

تذكرت للتو أن الذي أمامها هو الغراب

ما المفاجئ في الأمر حتى؟

أدارت حدقتيها بضجر قبل أن تتقدم نحوه قائلة :

"سأساعدك للذهاب إلى الحمام"

"من قال أني بحاجة للمساعدة"

وقعت مقلتيه داخل عدستها المتلألئة حينما عكفت جذعها نحوه وقد سقطت خصلاتها المموجة تدغدغ جانب وجهه قبل أن ترفع رأسها وترمقه بامتعاض

" هل سنلعب دور الجمل العنيد مجددا؟"

رفع حاجبه باستنكار كونها باتت تشتمه بحرية

"أستطيع تدبر أمري"

"أعلم ذلك، أنا فقط سأرافقك للباب ثم افعل ما تريد"

تنهدت بلا حيلة حينما قابلها بصمته مجددا أسلوبه المعتاد في الرفض

فكلمته بنبرة أكثر لطفا هذه المرة وقد احتلت عينيها لمسة من الرقة واللين

"لست أشفق عليك، أعلم ما معنى أن تكون مصابا و أدرك تماما الألم الفظيع الذي تمر به حاليا لذلك لا تعاند رجاء وتمنح نفسك وقتا عصيبا"

الحالك غاص بين ذكرياته أثناء حديثها

استرجع مشاهدا من ذلك اليوم حيث كشفت ذات أعين الربيع عن الندبة العريضة بجسدها

لا بد أنها عانت من تجربة سيئة هي الأخرى فالصدق بعدستيها يروي مأساتها دون حاجة للكلام

استنتجت إيما أن كلماتها ذات أثر جيد فالأكبر لم يرفض لمستها وقد سمح لها بالتشبث بذراعه ومساعدته على الوقوف و المشي البطيء

بين الفينة والأخرى كانت تسترق النظر لملامحه تتفقد مدى الضرر الذي يعانيه ولم تدري أن وجهها كان قريبا جدا من فكه حتى اصطدمت بنظراته العميقة على بعد إنشات معدودة

ربما الحالك لم يتخطى تعابير وجهها البريئة والمسالمة أو رائحتها القوية المنبعثة من خصلاتها العسلية العطرة كزهرة تفتحت بتلاتها للتو

وسعت محجريها بتساؤل من توقفه فجأة فقد ظنت أنه يتألم بشدة ولا يقوى على الاستمرار لكن تحركات أهدابها أصبحت الهدف التالي لسودائه الثاقبة

جيون جونغكوك: سجن الغرابTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon