لَسْتُنَّ بِخَطِيئَاتٌ '" أنهن المؤنسات الغاليات رفقًا بهن "'

الفصل الأخير

_ أقدر أطلعك من بين مليون تيس؛ لأنك الغزال الوحيد فيهم.

كان أحمد يستمع بتشنج، هو يرمش مرات عديدة يحاول استيعاب ما تفوه بيه توًا، ليردد بسخرية:

_ تيس يا ابو رؤية هي حصلت!

لم يعطيه محمد اهمية، ليكمل وصلة الغزل المصري الأصيل قائلًا:

_أحبك حب البطة للبطوط، والفرخة للكتكوت والصعيدي للنبوت، والجربان للبرغوت.

شعر أحمد بدوار يهاجمه؛ من كم تلك الحماقات التي تُدعي بالغزل -من وجهة نظر محمد-، وما يثير جنونه هو إعجاب إحسان بيه، ليهز رأسه بيأس ثم رحل قائلًا:

_ طب خد دي بقا يا عمي، إتقل على حبيبك، وإرميه في البلاعه يرجعلك مستحمي، وفي بقه نعناعه.

ليتحرك بعيدًا لحاقًا بالجميع، ليصل لغرفة يحيي، ولكنه شهق بفزع وهو يستمع لصوت انفجار، ركض جهة الغرفة ليجدها مُعبئة بالدخان، ونور تمسك يحيي من شعره صارخة في وجهه قائلة:

_ مش عيب عليك شحط زيك ياخد صواريخ كلها يولعها لوحده، يا ابن الطماعه.

استمعوا لصرخة سحر وهي تلطم بينما تري أثار احتراق السجاد غرفة؛ بفعل انفجار الصواريخ، ركض احمد يفتح نافذة الغرفة، وهو يسعل؛ بفعل الدخان الخانق.

ليري تلك السيدة التي تُدعي ام سيد بائعة الفول، تقف اسفل النافذة تردد بينما تلوح بيدها في هواء:

_ جرا ايه يا سي أحمد، هي ولية مجنونة إلي اسمها سحر كلت دراع واد يحيي ولا ايه؟ اما ولية سعرانه بصحيح.

لتدفعه سحر بعيدًا عن النافذة، وهي تتطل بنصف جسدها خارجها، لتلوح بحركات شعبية وضيعة، لتشهق قائلة:

_ جرا ايه يا أم سيد يا بتاعت الفول مسوس ابو زلط، دا في مره كانت سنتي هتتفلق بسببه، بقا يا ولية يا قرشانة أنا ولية سعرانة..

لتبصق قائلة:

_ اسفوخس حارة معفنة، اما فيكم حد نضيف، يلا يا حارة الأعور، ربنا هيتوب عليا مش هشوف خلقتكم تاني

لتتخصر أم سيد، وهي تردد بسخرية:

_ ليه يا ختي هتموتي وتريحنا من شرك

شهقت سحر، لتهز كتفيها بغنج:

_ لاء يا عينا هتجوز آه هتجوز..

لتغلق النافذة، بعدها القت قنبلتها في وجه ام سيد، والحارة أجمع، كان الصمت سيد الموقف، طالعتهم سحر بغباء قائلة:

_ ايه مالكم عاملين زي طماطم عم صبحي المدوده

شعرت رؤية بدوار لتقوم ابرار بإسنادها، اقترب ريان من يحيي قائلًا بجدية:

_ فعلًا معاك حق أنا مستهلش امك يا بني

نظر له يحيي، وهو يهز رأسه بنفي قائلًا: