الفصل السابع

786 114 15
                                    

لا تنسوا أخوتنا الفلسطينيين من صالح دعائكم أن يفرج اللّٰه كربهم وهمهم اللهم ما أمين.
"وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ"
________________

وَمَعنَىٰ «جَزَاك اللَّهُ خَيْرًا» أَيْ: قَضَىٰ لَكَ خَيرًا وأثابك عَلَيْه.
_الحَافِظُ المُنَاوِيّ
صلي على الحبيب المصطفى.
________________

"وداعًا"
"7"

"وأن كان لقاء غير مُباح فلما الوداع"

     
        كان الهرج والمرج يعم المكان بأكمله، والجميع يُسرع جهة منزل السيد محمد ليري ما سبب صرخات عالية الصادرة من مكنون ذلك المنزل، وصوت همسات كانت تغطي الأجواء، بعضًا منه مستاءة من ذلك رجل والبعض الآخر كان ينهش في عِرض رؤية دون أدني حق منهم، وكأنها سلعة تُباع وتشتري ليس لها حق في حياة كريمة مثل باقية أقرانها.
       
         كان احمد يتخلل الحشود بذعر شديد وقلبه يلتاع خوفًا، كلما زاد من صرخات رؤية وكأنها تنهش بيه لا بها، ليغمض عينيه وهو يدعو ربه أن لا تكن قد قامت بفعل لا يشفع لها مجددًا، فصرخاتها تلك لم تشهدها أذانه من قبل، وكأنها يتم نزع جلدها من شحمها.
        
      تحرك بجنون ليصل واخيرًا إلي باب منزل، بدأ بطرق الباب بجنون هو يستمع لصراخات رؤية ترتفع ولكن لم يكن احد بمستجيب لطرقاته، ليبدأ بالطرق بجنون حقيقي وهو يصرخ بقوة أن يفتح له الباب أحدهم، ليجد الباب ينفتح فتحة صغيرة ويطل منها نصف وجه يحيي الذي كان مُنفطر في بكاء مرير، ما أن رأي احمد ليفتح باب ويسمح لهلبالدخول، بينما يشير جهة باب غرفة رؤية التي كان صرخات رؤية القوية تأتي منها، ليتحرك احمد جهة الداخل مقتحم المنزل.
     
        بينما يحاول فتح باب الغرفة ليجده مغلق بأقفال، ليستمع لصوت محمد من داخل هو يصرخ بشر أن يتوقف احمد عن طرق الباب، ولكن صرخ احمد بشراسة عالية هو يردف بنبرة حادة سوداء:
       
_ افتح يا محمد انا وحدي بس إلي مفروض أعاقبها حتي لو أجرمت دا كان أتفاقنا من الأول.

     ليجد صمت مُطبق قد خيم علي مكان توقفت صرخات رؤية، وتوقف معها نحيب كل من يحيي وسحر وإحسان، صمت كان ثقيل قد جعل احمد يناظر ما حوله بصدمة، وكأنه يحاول أستيعاب ما يحدث من حوله فكيف توقفت صوت صرخات المفزعة بشكل مفاجئ، قد أثار رعب الجميع.
    
       ليجدوا الباب ينفجر مطل من خلفه محمد وعينيه تتطلق شرارت الجحيم أسود، بينما ينظر جهة احمد ليلقي محمد في وجه أحمد هاتفه، وما أن رأي ما يحمله ذلك هاتف حتي يفرغ فمه بصدمه، وتنفتح عينيه علي مصرعيه، كانت صور سيئة كل سوء، وكانت لرؤية وهي في أوضاع مخلة قبيحة كل قبح يستحي المرء أن يناظرها بينه وبين ذاته.
      
     لينظر احمد بدموع جهة محمد الذي كان ينظر جهته ببرود تام، ليذهب محمد جهة الخارج ويجلس علي أريكة، ويشاهد تلفاز وهو ينظر جهته بتركيز، ليشعل أحد لفافات التبغ وهو يجلس بأريحية تامة علي أريكة، وكأنه لم يقتل أبنته في داخل منذ لحظات، اما عن أحمد كان يناظر الهاتف ثم يناظر محمد ومن بعدها يناظر الوجوه المزعورة أمامه، هم يحاولون أن يقظوا رؤية لتنقطع عنه الاصوات تمامًا، هو في حالة لا يحسد عليها قلبه يعتصر رأسه قد أشتعل بنيران أيقظتها تلك الصور بداخله، لم اكن سوي نيران غيرة قد أشتعلت بفطرته السليمة كرجل شرقي.
    
     ليستفيق من دوامته علي ضربات يحيي الخائرة الضعيفة وهو يبكي، بينما يتوسل أحمد بقوة وهو يمسك بقميصه قائلا:
    
_ الحق خالتو يا احمد رؤية بتروح منا الحق خالتو بتموت ابوس أيدك

لَسْتُنَّ بِخَطِيئَاتٌ '" أنهن المؤنسات الغاليات رفقًا بهن "'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن