الفصل السابع عشر

564 86 1
                                    

"سحابة دخان"
"17"

"وأن لم تكن قادر علي مُواجهة أخطائك، فلا داعي للأرتكابها.. فلتمسح تلك كلمات من عقلك، أن لم تخطئ فلن يستمر ذلك العالم، عالم يعلو بخطائك"

_______________

جنون فقط مسيطر علي أجواء، بكاء، شجن، وكثير من صراخ، رشة من شهقات مكتومة، تلك الوصفة التي خلقت سحابة من دخان، تحيط برؤوس جميع حتي تكاد لا تري كفك من كثرة شؤم.

رفعت رزان رأسها ودموع أُغرقت عينيها، لتبصر ادهم ثائر، وهو يصرخ بجنون في هاتف، لتجد كل من رؤية، وسحر، ويحيي، وحتي أحمد، وذلك غريب التي لا تعلمه، يأتون بصحبة الخادمة.

تابعت نظر لرؤية التي ركضت تحتضن أبرار بمواساة، لا تعلم من أين علموا بأمر أختطاف؟ هل علموا من مواقع تواصل إجتماعي، وتلفاز، وصحف؟ أم قام أحد من داخل منزل بأعلمهم بذلك؟

لا تعلم كيف تسربت أخبار أختطاف أبنها للصحف، ومن ثم أنتشر الأمر كالوباء ليعلمه جميع، هم ليسوا بمشاهير، أو حتي ذي سيط عالمي حتي تهتم صحف لأصغائر حياتهم، الأمر أشبه بقضية تشويه كاملة، متقنة حتي بالكاد صدقت أن مختطف يرغب بفدية فقط لأثرائهم.

نظرت لأصوات نحيب القادمة من روح التي تكون شقيقة ادهم، وزوجة زين، تلك الروح رقيقة القلب، تنهدت وهي تبصر تشتت بصر زين، يشمل جميع أفراد متواجدين هنا بالأخص أبرار، وكأنه ينتظر حركة إشارة واحدة ليكبحها!

نظرت للمحيط، لا يوجد أحد سوي عائلتها، وأبناء عائلة صاوي، وأحمد، وذلك الغريب، وأبرار، أغمضت عينيها لتتنهد، لكن سرعان ما فتحتهم بفزع وهي تستمع لصوت تكسير الباب الزجاجي الفاصل بين حجرة الأستقبال والحديقة، أبتلعت ريقها، وهي تجد ذلك قالب طوب احمر اللون، ملصق عليه ورقة بيضاء ملطخة بالدماء.

نفس مشهد يُعاد أمام عينيها فزع، وصراخات نساء، وإنتفاض ادهم يحس جميع علي عودة للخلف، تقدمها هي ولكن تلك مره بأقدام خاوية، وكأنها تسير علي هواء، وتساق للفانية.

حمل ادهم قالب طوب، ينظر للكلمات مقتضبة المكتوبة بحبر، ليتله حبر عادي، بلا دماء.. دماء حمراء، تبادل نظرات مع رزان بتوتر، ليعود للنظر، ويري محتويات القالب الذي سُطر بلغة الإنجليزية:

"أبواب جحيم.. ترحب بك"
________________

في ذلك الخراب شاسع، عفوًا ذلك البهو ذو رائحة كريهة، وجدران متهالكة، وصغيران المقيديان بداخل يطالعون الفراغ ببرود، محاولة صغيرة في كتم بكائها؛ فقط حتي لا يقول عنها أنس أنها مدللة ضعيفة.

محاولة أنس في كتم غضبه، وثورته، وخوفه؛ فقط كي لا يرهبها أو يخيفها، الآن قد أقتنع بحديث والده أن إظهار الجبن، يحتاج لشجاعة كبيرة، وأن في حقيقة جميع جبناء شجعان، ولكن بطريقتهم خاصة، وأن أغلبية شجعان ما هم ألا متظاهرين بذلك، فقط كي لا يكونوا لقمة سائغة في فم عدوهم.

لَسْتُنَّ بِخَطِيئَاتٌ '" أنهن المؤنسات الغاليات رفقًا بهن "'Where stories live. Discover now