الفصل الثالث

1K 113 17
                                    

"وقفة"
"3"
"الجميع يؤمن بأن كل فعل له رد فعل مساوي له و لكن هناك رد فعل سيقلب حياتك رأسًا علي عقب ليكون نتيجة فعلك "

   حيث اجواء هادئة نسبيًا قرابة غروب الشمس، كان يعم الهدوء و سكينة في أرجاء الحي، نسمات الهواء تتداعب الوجوه كأنها قبلة حانية تواسي البعض، و تصفع البعض لغلظته و شدته، كل منهم حسب ما قد قدمه لحياة و للآخرين سوف يعود له، حتي طبيعية ستكون يأما حلف قوي يسانده أما عدو شرس يبغضه.

   التفت احمد علي صوت يحيي الصارخ بزهول، و خاصة عندما ذكر اسم رؤية، جعلت جميع حواسه تتطرب لا تنتبه لشئ سوي معرفة ما قد ارتكبته تلك الصغيرة، كي تجعل يحيي يفزع بذلك الشكل، ليتحرك احمد خلف فضوله، ويليته لم يفعل فقد وجد رؤية تتجه جهته بملابس لا تناسبها، و حجابها الذي صار اقصر ملابسها الذي صارت كاشفة اكثر، حتي و ان كانت في نظر بعض فتيات أنها عادية، و لكن لا تناسب ابدًا ديننا، لتتحرك عينيه ببطئ يتفحصها مرتكب جرم في حق ذاته قبل قلبه، لأنه خالف مبادئه و دينه؛ ليرفع بصره صريحًا جهة انثي للمره اولي في حياته، ليغض بصره سريعًا و وجهه الذي قد احمر غضبًا بل اشتاط غيظًا، هل خرجت بهذا المظهر و رأها الجميع؟ رغم حجابها و ملابسها التي لم تكن كاشفة و لكن لم تكن فضفاضة تغرق بيها لتستر كل جزء بها، لم تكن تلك رؤية التي اعتاد عليها و علي حياءها و ذكائها، ليخرجه من تخاطره مع ذاته صوت يحيي، و هو يردف قائلًا بنبرة حادة لا تناسب عمره:
   _ ايدا يا ست رؤية نازلة كبارية حضرتك... مين نزلك كدا
  
رفعت رؤية الماثلة امامه حاجبيها بسخرية و تهكم من تحكمات ذلك الصغير الذي تراها للمره اولي منه، يبدو أنه سوف يأخذ مساره جهة والده و جده، هكذا سخرت رؤية في عقلها من حديث يحيي، لتردف ببرود بعدما طالعت احمد الماثل بجوار يحيي، لتري ملامح احمد تحتقن بالدماء و كأنه يختنق، لتبتسم بسخرية بالتأكيد فهذا الشيخ احمد الذي يسعي جاهدًا لأطفاء المرأة و جعلها تتقيد بمعتقدات خاطئة ملصقًا بها في دينه، حاله كحال جميع من أمثاله من متشددين، حتي انها ظنت انه قام احمد بصفعها في مخيلته لأنه خرجت من قفص تشدد لحرية مطلقة-كما تظن هي- انتهي تخاطرها ذلك علي تحركها جهة عمارتهم متجهة جهة الأعلي؛ لتقوم بمهاتفة صديقاتها الجدد، فقد اقسمت علي إغلاق باب رؤية القديمة فاتحة أبواب الحرية لذاتها، لا تعلم أنها قامت بفتح ابواب الجحيم امامها لتكون عواقب افعلها وخيمة.
___

في السوق المتواجدة في حارة و علي بُعد أميال بسيطة من منزل رؤية، حيث تعج بها اصوات البائعة و ازدحام البشر و تكدسهم لشراء منتجات متعددة بسعر وفير، مقارنة بأسعار متاجر و منافذ البيع المشابهة لها.

كانت سحر تقف امام بائع لخضروات و هي تتفحص خضروات بعناية و كأنها تُقيمها لأدخالها احدي عروض الأزياء و ليست لطهيها، لينفخ البائع في ضجر تام ليردف بحدة قائلًا:
_ اي يا ست انتي هتقعدي تفعصي في طماطم... لو واخده تعمليها عصير حاسبي عليها و اعمليها في بيتكم مش تقرفينا بقا

لَسْتُنَّ بِخَطِيئَاتٌ '" أنهن المؤنسات الغاليات رفقًا بهن "'Where stories live. Discover now