الفصل العاشر

740 103 17
                                    

"جحيم"
"10"

"كُتب علي الخائف من مغامرة القتل بداخل بئر من ظلمات"

كانت الأجواء مشحونة وكأن أحدهم أشعل فتيل قنبلة لتنفجر في وجوه، أعين رؤية المثبتة علي ملامح سحر التي تبدلت من مرحة لأخري متيبسة، جامدة، حائرة لأمر دموعها التي تهبط دون توقف، وكأنها تنافس شلالات المنحدرة من قمة جبل، حتي وأن لم تراها تسقط علي خدها ولكن شعرت بها.

نظرت سحر جهة مجدي وملامح الاستهجان قد بدأت تعلو وجهها، وهي تجده يلوح في وجهها بوحدة تخزين صغيرة (فلاشة)، وكأنه طفل صغير يقوم بإغاظة صديقه بإمتلاكه الحلوي.

لم تكن سحر مدركة عن محتوي تلك الوحدة ولكن كانت علي يقين أنها لا تحوي شئ جيد أبدًا، لتنظر جهة يحيي الذي يناظر والده بنظرات غامضة ساخرة بعض الشيء؛ ليتحرك جهتهم بعدما قام بأنهاء الإجراءات اللازمة، وهو يردف موجه حديثه لوالدته وخالته قائلًا متجاهلًا تواجد مجدي تمامًا:

_ يلا عشان جعان وعاوز أروح

كانت سحر سوف تتحدث، ولكن وجدت مجدي يقتحم الحديث مقترب من يحيي محتضن إيها، قائلًا بحنان أبوي مصطنع:

_ وحشتني يا يحيي يا بني... أيه أنا مش وحشتك؟

لم يتحرك يحيي من محله، ولم يرف له جفن حتي ليس تأثرًا؛ بلي أشمئزازًا من تصنعه لدور الأب الصالح، ليبتعد مجدي عن يحيي واخيرًا ليجده يطالعه ببرود ولامبالاة قائلًا:

_ مش هنروح يا ماما ولا أيه؟

لينظر له مجدي بغضب لتجاهله المتعمد له، كان سوف يذيقه من توبيخ وترقيع ما يكفي، ولكن ألتزم الصمت بشكل آثار ريبة كل من سحر ورؤية، اللتان ظنا أنه سينقض عليه كالفهد الغاضب، لينظر مجدي جهة يحيي بنظرات غامضة غلفها الخبث قائلًا:

_ هتروح مش تقلق... وهترتاح كمان.

ليتحرك جهة الخارج بعدما رمي بنظرة خبيثة جهة سحر، التي تظرت له بأشمئزاز وعدم فهم لتواجده هنا، ووجوم وجه رؤية! بدأت التساؤلات تتزاحم في رأسها لتبوح بجزء منها؛ لتنظر جهة رؤية بينما تردف بإستفسار قائلة:

_ هو مجدي كان بيعمل ايه معاكِ يا رؤية؟

نظرت لها رؤية بنظرات غامضة وهي تتحرك جهة الخارج بينما تردف:

_ هنتعود نشوف خلقة مجدي كتير الفتره الجاية يا سحر

كانت تلك كلمات التي ألقتها رؤية في وجه سحر، التي تبادلت النظرات المغتاظة مع يحيي الذي كان يناظرها بغرابة، ونظرات يصعب علي مرء تفسيرها، وكأنه وضع الأمر في رأسه ولن يتركه حتي يعمل ما أصاب الجميع فجأة!

ليتحرك خلف خالته تاركًا سحر تناظر ظهورهم ببلاهة:

_ مالهم ولاد الهبلة دول؟ يكونش وقعوا علي راسهم.. ايه جركن العمق إلي وقعت فيه دا؟

لَسْتُنَّ بِخَطِيئَاتٌ '" أنهن المؤنسات الغاليات رفقًا بهن "'Where stories live. Discover now