الفصل الخامس والعشرون

415 60 3
                                    


"نحن عائدون"
"25"

"لا معني للسلام وعينا تشتاق لعيناكِ، الحرب تُقام لتبقي أبد الدهر حتي اللقاء، لا لقاء لا سلام!"
___________________

الأصوات الموسيقية الصاخبة تعج المكان بأكمله، الأجساد المتلاحمة في مظهر يثير التقزز، أنفاس اللهاثة من فرطة الرقص، الملابس الكاشفة، وروائح الخمر التي تدفع رئتيك للانتحار.

علي أحدي طاولات كان يجلس ذلك اللعوب يتفحص النساء من حوله، وهو يحاول أن ينتقي منهم ما يشتهيه بعناية؛ فهو لن يجازف بليلته بسهولة.

كان يرتشف من كأسه، لتتعلق يديه في هواء؛ وهو يطالع تلك الفتنة المتحركة التي تدلف إلي ناديه الليلي، ابتسم بخبث ليترك طاولته ويتجه إليها.

كانت تبحث بعينيها عن شئ، حتي اهتدي لها صوت أحدهم، وهو يردف بنبرة لعوب قائلًا:

_ تبحثين عن شئ معين؟

ألتفت إلي مصدر الصوت، لتلتمع عينيها بإنتصار خفي، هزت رأسها برقة بالغة، وهي تردد بصوت ناعم:

_ لا، فقط كنت أبحث عن طاولة جيدة

هز رأسه بتفهم، ولازالت بسمته اللزجة تعتلي فمه، أقترب منها ليحاوط كتفها، طالعته بإستنكار واضح، ليردد هو بتوضيح:

_ المكان مزدحم بالأسفل، أما بالأعلي في الجو أكثر هدوءً، لن يزعجك أن اصطحبتك إلي هناك؟

نظرت له بسخرية؛ وكأنه ترك لها فرصة للرفض، أغمضت عينيها ولم تتحدث، رسمت بسمتها بصعوبة دليلًا علي موافقتها.

سعد كثيرًا، ليصطحبها إلي الأعلي، لِيدلف إلي أحدي الغرف وهي خلفه، لتجلس هي علي فراش وتشير له بالأقتراب، نظر لها ليبتسم بأتساع، أقترب؛ ليجلس بجوارها.

تحسست وجهه بأناملها الناعمة، وكان سوف يقترب هو، ليشعر بأبرة تخترق أحدي شرايين رقبته، ليشعر بالخدر سريعًا؛ ليسقط مغشي عليه.

زفرت تلك الفتاة بقوة، لتبصق في وجهه وهي تبدأ بالسب واللعن، ليقتحم الغرفة ذلك الجاك وهو يغمز لها بشغب ليثير حنقها:

_ ماذا عزيزتي جيسيكا هل وجدتي الحب في وجه ابن سميث الوضيع أم ماذا؟

ضغطت جيسيكا علي شفتاه بضيق، وهي تنزع تلك الباروكة اللعينة؛ لتلقيها في وجهه، ليضحك جاك، من ثم أقترب ليضع ذلك الصغير اللعوب في كيس كبير، وقام بوضعه في أحدي العربات التي تحمل مشاريب؛ كي لا يثير الشك.

ابتسمت جيسيكا بخبث وهي ترفع هاتفها لتهاتف احدهم لتردد ما أن استمعت لإستجابة الطرف الآخر:

_ أصبح الصغير في قبضتنا الآن، نحن عائدون يا مدير.
___________________

كانت تشعر بالخوف، ولكن ما زاد هلعها أكثر، هو الشعور بأنامل ذلك اللعين تتفحص نقابها، استمعت لطقطقة أصابعه، لتشتعل الأضواء فجأة، وتري مدي قربه منها وهو يجلس علي كرسيه..كرسيه المتحرك!!

لَسْتُنَّ بِخَطِيئَاتٌ '" أنهن المؤنسات الغاليات رفقًا بهن "'Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora