الفصل الثامن عشر

497 78 4
                                    

"رائحة الفقيد"
"18"

"أن كنت شغوفًا برؤية أحدهم، فلا تتوقف عن نظر إليه حتي أوقات الخصام؛ فرائحة الفقيد لا تتطاق"
___________________

تجلس تراقب سحاب التي ملئ السماء بشكل أوحي لها بأنها ستكون ليلة مليئة بالأمطار، الشمس كانت تدلل خلف سحاب بأشعتها الخجولة، وكأنها تتواري خلف الأنظار؛ لتزيد من شوق محبيها.

زفرت في ضيق من أمرها، وهي تراقب رؤية الجالس بجوارها بغرابة، حركات يديها العنيفة، وكأنها تتشاجر مع أحدهم في مخيلتها، هل جنت تلك الفتاة؟

أما عن رؤية كانت تتخيل أحمد أمامها؛ لتقوم بإمساك رأسه وضربها في جدار، حتي تنفلق لنصفين متساوين، لتراقب دماء تهبط من رأسه ثم تضمه بعنف، وتسبه حتي تنعدم سُباب من العالم؛ تعبيرًا عن مدي غضابها وإستيائها منه، هل يمارس فنون التدلل عليها كما كانت تفعل معه؟

طالعتها أبرار بسخرية لتردد بإستياء منها؛ فهي تعلم جيدًا أنها تخشي علي أحمد المخاطر:

_ طلما خايفة عليه.. مطلعه عينه ليه؟

نظرت لها رؤية بتشنج، لتعود بظهرها للوراء، وهي تتطالعها بإستنكار، وكأنها تنفي أتهماتها الوقحة تلك في حقها، أستكملت أبرار بإستنكار، وكأنها وصل لها إعراض رؤية الواضح علي حديثها:

_ بترفس نعمة برجيلها القادرة.. ممكن أفهم واحد زيه يترفض ليه؟

نظرت لها رؤية بطرف عينيها بنفور، لتردد وأخيرًا بإهتياج قائلة:

_ عشان جبان.. أحمد جبان بيخاف الفقدان.. عنده فوبيا بيخاف علي ناس إلي بيحبهم.. بيحس دايمًا نفسه تقيل وثقته مهزوزه دايمًا مش ثابتة

نظرت لها أبرار بغرابة وكأنها تتحدث عن أحد أخر غير أحمد، أخذت تفكر للحظات، هل هو حقًا كذلك؟ ولكن لا تظن أنه بجبان، بحق اللّٰه يا راجل، أنه أول مدافع في أي شجار مهما كان شراسته، رجل خلوق لا تشك في ذلك للحظة، ما الذي دفع رؤية لقول ذلك؟

أما عن رؤية فعادت لحربها مجددًا تفرك يديها بجنون، وغضب، وإستياء، وخوف، خوف منه وعليه، شعور بأنه دفع نفسه للخطر جعلها تمقته، وتمقت ذاتها والحياة.

لم تكن كذلك، كانت قوية راسخة ذي هدوء وحكمة، وما أن عاد هو عادت معه رؤية القديمة، لتشتت بين ثوبها القديم والحديث، وتقع في هاوية لن ينقذها أحدًا سواه!

عادت رؤية تذكر تلك اللحظات ثقيلة، بدأ من حديث أحد رجال ادهم يبلغه بموقع الصغار، حتي يهتاج ادهم، ويصر علي ذهاب دون دعم من شرطة وغيره، فلا وقت للأنتظار.

وتحت أعتراض رزان، وإصرارها علي ذهاب معه، ورفض ادهم القاطع، الذي كان سوف يوقعهم في خلاف كانت ستكون عواقبه وخيمة، حتي تدخل احمد في لحظة أخيرة، جالسًا في مقعد مجاور للسائق، يحث ادهم علي أسراع.

لَسْتُنَّ بِخَطِيئَاتٌ '" أنهن المؤنسات الغاليات رفقًا بهن "'Where stories live. Discover now