الفصل الرابع عشر

640 84 1
                                    

"أقتربت العاصفة"

"14"

"كل شئ يسير كما كنت أرغب، عندما فقدت الرغبة فما أرغب."

حيث أصوات أمواج البحر هائج، بدأت بضرب صخور بعنف، لتمتزج رائحة البحر مع فتات الصخور، لتشعل فتيل حزنها، كانت تراقب النجوم في سماء الأصوات حولها كانت هادئة؛ يبدو أن كل عاد لمنزله؛ ليحتمي من برد القارس.

الطقس قاسي، ولكنه ليس أقسي بما تمر بيه هنا علي أرض الواقع، سطرت موتها خشية علي أحبائها من ضياع، أغمضت عينيها لتتنهد وهي تستمع لصوت من خلفها يردف بمرح:

_ ايه دا سحر باشا شكله داخل علي اكتئاب الشتا ولا أيه.

ألتفت سحر لصاحبة الصوت، كانت تعمل بأنها رزان؛ فهي قد طلبت منها المجئ؛ لأنها بحاجة لتحدث مع أحدهم، حتي قبل أن توضح الأسباب وجدتها قد أغلقت الهاتف في وجهها؛ لتهم بالمجئ لها فورًا، تسألت سحر بهدوء:

_ ليه بتعملي معايا كدا؟

نظرت لها رزان ثواني لتتنهد، سيكون من الحمق أن أجابتها بأنها لا تعلم، أوليست تلك الحقيقة؟ هي بالفعل لا تعلم لما صارت تلتصق بها كهذا، وكأنها تعرفها من دهور، ولكن رزان مرت بالكثير من صعاب، كثير من الألم، ودموع، والقهر، كان الحزن يلتصق بيها، والدموع رفيق دربها، كان هذا أحدي أسبابها.

تنهدت رزان وهي تغمض عينيها ترحب بنسمات الهواء باردة، مستقبلة فصلها المحبب بكل حب، لتردف قائلة بسكينة:

_ صدقني يا سحر معرفش.. انا مش بيقع في طريقي غير ناس إلي مدمره.. مخنوقة وتعبانة... وانا حسيت بدا أول ما شفتك

لتصمت قليلًا؛ وهي تري آثار السخرية التي لوحت علي ملامح سحر، كل ما يدور في عقل سحر أنها فقط تشفق عليها ليس ألا، لكن تلك الحمقاء بعقلها محدود الأفق، أيعقل أن رزان لن تقوم بتحري عنها ومعرفة ما ينبغي عليها معرفته حتي تجعلها في رتبة صديقتها؟، أردفت رزان تنفي جميع شكوكها:

_ اوعي تفكري أنها شفقة! احنا ولاد حته واحده..

نظرت لها سحر بطرف عينيها لتردف بسخرية:

_ يا أبلتي ونبي المراره.. ولاد حته واحده أيه بس... إلي جاب شقة متر في متر قد القبر لقصر ولا قصور الباشوات زمان.

تجاهلت رزان سخريتها، لتردف ملقية قنبلة في وجهها:

_ لفترة من فترات حياتي كان اسمي رزان عوض البرنس

كانت ستسخر سحر منها، ولكن شل عقلها عندما أستمعت لكنياتها أقالت رزان عوض البرنس! تمزح! أتقف في حضرة أشهر مهربة مخدرات قد عرفتها مناطق شعبية القاحلة؟ شعرت بالدوار للحظات يهاجمها من لا يعمل من هي فتاة إبليس، حتي بعد تركها للساحة، ولكن تبقي أسمًا لن تنساها العقول، أردفت سحر بصدمة:

لَسْتُنَّ بِخَطِيئَاتٌ '" أنهن المؤنسات الغاليات رفقًا بهن "'Where stories live. Discover now