الفصل السادس والعشرون

402 66 1
                                    

"فلنحلق"
"26"

"تشبث بيدي جيدًا، ولا تنظر للأسفل؛ حتي لا تسقط، ولا تخاف فتحليق من سمات الطيور، وخلقت أنا وأنتَ فراشة."
______________

أرتجف داخله، وخصلات شعره تتطاير بعنف، وكأنها ستقتلع من جذورها، رأي تلك الطائرة المروحية وهي تتجهز للأقلاع بعيدًا.

نظر حوله بصدمة وجسده ينتفض؛ لرؤيته لسحر تقف بشر، بينما توجه سلاح ناري في وجه ذلك الحقير لؤي، بينما يحيط بذراعيه كتف رؤية التي كانت.. كانت عارية الوجه!

شعر بالدماء تغلي في رأسه كور قبضته ليتحرك جهتهم، ليستمع لحديث سحر الذي جمده وهي تردد بقوة:

_ اوعا تفكر كسرنا سهل، ولا تندهش لمجرد أنك فكرت تبعت كلابك ينبشوا في لحمنا، فوق! الواحده إلي اهلها نبشوا في لحمها وكسورها عمر ما الغريب مهما عمل يقدر يكسرها.

كانت تتحدث بقوة وثبات، الثبات الذي لا تتحل بيه سوي نوعين من الإناث، الأولي ترعرعت من أصول قوية، وأخري ترعرعت من أصول هشة كانت تمارس فنون الكبر عليها.

تحرك أحمد جهة سحر ومنع رجاله من التقدم، كان ينظر في عينا رؤية مُباشرة؛ يحاول بث الطمأنينة في وجدانها، نظرت له وكأنها تودعه، يذكر تلك النظرات جيدًا.

كانت نظرات ساهمة شاردة، وبريق الدموع يعطيها رونقها الخاص، بسمة راضية يُغلفها الإنكسار، كانت بيها كل شئ والمضاد له، وكان هذا محير، مُحير وبشدة.

كان سلاح يعلو رأسها وكأنه تاجًا، لم تكن تأبي بيه أو حتي اهتزت لرؤيته، كانت ساكنة حتي ظن لؤي أنها ماتت.

مر الصمت والتأمل دقيقتين، حتي لاحظ حركة ساق ذلك اللعين، ليتحرك هو حركات بطيئة مدروسة، وبخفة يد أنتشل السلاح من بين يدي سحر ليتولي مهمة توجيه السلاح نحوه هو، ولكن لم يكن صبورًا مثل سحر.

فما أن أحكم يديه علي سلاح حتي أطلق ثاني رصاصته، لتمر بجوار اذن لؤي حتي من فرطة الصدمة أمسك لؤي أذنه وترك جسد رؤية.

ترك أحمد سلاحه ما أن أفلت لؤي رؤية، ليتحرك جهتها، لكن استمع لصرخات سحر وهي تردد بقوة قائلة:

_ أحــــــــــمــــــــــد

ألتفت أحمد ليتصنم موضعه وهو يجد سحر تلقي بنفسها عليه لتخترق رصاصة اللعينة كتفها، لتنفجر دماءها كأنفجار الصنبور، نظر لها في هلع، ليجد لؤي اللعين يقترب من رؤية مجددًا، حاولت رؤية مقاومته ولكنها فشلت أحكم يديه علي جسدها ليحملها، كانت تقاوم وتصرخ بأسم أحمد.

أبعد أحمد نظره عن سحر الغارقة في دمها بصعوبة وجسده يرتجف ونفسه يضيق بشدة، كان يظن أنه تعافي من رهبته للدماء، ولكن شعر بالعالم يدور بيه ورائحة الدماء تعتصر رئتيه بإحكام، حتي شعر أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة.

لَسْتُنَّ بِخَطِيئَاتٌ '" أنهن المؤنسات الغاليات رفقًا بهن "'Hikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin