الفصل الحادي عشر

656 89 13
                                    

"لقاء محتوم"

"11"

"عن أي رغبات تتحدث! وأنت خلقت حرًا لدقائق ولادتك الأولي، عاري البنية دون أسم أو نسب، ما أن مرت حتي وجدت ذاتك هنا.. في عالمنا الرائع"

________

صفير رياح خالطه صوت الأمواج الذي عزفت مقطوعة موسيقية أرتجف له البدن والقلب، طال لقاء أعينيهم وكأنهم يحتضون بعضهم البعض بشوق في مخيلتهم، حركة غصن متدلي من فرع شجرة، أصطدام الأمواج العنيف بالصخور صلبة فاصلة بينه وبين الشارع.

وكأن طبيعية كانت أكثر صدقًا في تعبير عن اهتياج مشاعر كل منهما، ما أن تعمقوا النظر بداخل مكنونات أعينهم، للمره أولي تدرك رؤية أن أنهيار قلاع الفؤاد يَكمن في نظرة مُشتاق واحدة تنصهر لها جليد العوالم أجمع، فقط نظرة عينيه وحدها تكفي لجعلها تشعر بنيران عشقه، تكوي صدره حتي يبرز بريق أحتراقه بين موضع جفونه.

أبتلعت رؤية ريقها في محاولة لتطريب حقلها الجاف لتتهرب بعينيها بعيدًا عنه، وعديد من تساؤلات تتناطح في رأسها حوله، وكيف حاله؟

كانت سوف تبوح بلهفتها بكل غباء، ولكن أسكتت لسانها فورًا، لتهم برحيل! ليفتح أحمد عينيه علي مصرعيها، هل هربت منه للتو؟ لترتسم بسمة ساخرة؛ وهو يجدها تتخبط في مارة مثل الحمقاء، ليهز رأسه بيأس من تلك الفتاة.

ليتحرك بخطوات ثابتة نحوها، مما أصابها بتوتر؛ جعل قدمها تتخشب موضعها، أغمضت رؤية عينيها وهي تشعر بيه يقترب أكثر، ولكنه وجدته يتخاطها بكل سهولة، لتنظر خلفها وتجده يقوم بفتح باب سيارة الأجرة الخلفي، وبسمة ساخرة قد أرتسمت علي وجهه؛ وهو يجد عينيها تناظره بغباء العالم بأكمله، من قال أن العيون لا تفضح صاحبها؟

تحركت رؤية جهة سيارة كقطة مطيعة، ليناظرها أحمد بشك؛ من هدوءها ذلك، لكن قرر أن يذهب بها لأحد أماكن هادئة لتحدث معها، ومعرفة ما كان من مفترض أن يعلمه منذ سنوات؛ ولكن كبريائه قد وقف كَسد منيع.

تحركت سيارة الأجرة وخلفها سيارة حديثة طراز تبعد بعضًا من أميال؛ حتي لا ينتبه عليها أحمد، ذلك الذي أتي وقام بقلب الأمور رأسًا علي عقب فوق رؤوس أحدهم، ولكن من يضحك أخيرًا يخسر كثيرًا.

________________

في أحدي منازل الفاخرة المطلة علي شاطئ البحر الأبيض المتوسط حيث تجلس تلك الكستنائية علي شاطئ رملي الذي كان خاص بالمنزل مغلق؛ فلا يستطيع طير حتي مرور من فوقه.

خصلات شعرها تدعبها نسمات الهواء بلطف شديد، وكأنها تحنو عليها بكل حب، وكأنها تمنحها قبلة الصباح، لكن شعرت بجسد يجلس جوارها وهو يحاوط عنقها بساعديه القويتين، قائلًا بشغب:

_ السيدة رزان ما يشغل بالها غير السيد أدهم يا تري؟

أبتسمت رزان علي شقيقها محمد وهي تناظره ببسمة هادئة قائلة:

لَسْتُنَّ بِخَطِيئَاتٌ '" أنهن المؤنسات الغاليات رفقًا بهن "'Where stories live. Discover now