الفصل السادس عشر

612 82 3
                                    

طب يا جماعة محتاجة رأيكم في أحداث لحد دلوقتي؛ عشان حرفيًا عندي كمية إحباط، وصلت أني بفكر أمسح رواية كلها.
___________________

"عدو مجهول"
"16"

"لست بحاجة نيران لتشتعل، فنظرة من عين غير مرئية تكرهك، ستحرقك دون أن تبصرها!"
__________________

تجمدت أطراف كل من ادهم ورزان، حانت لحظة المواجهة المقيتة تلك، أعترافات الكاذبة بأنهم سيكونون جوارها؛ رغم معرفتهم بأن أقدارهم مُعلقة بين يدي مجهول، ولكن لا بأس ببعض الكذب لتنجو بجريمتك، لم تقتل شقيقها ولكنك دفعته للهاوية، وكأن أعطيت للمنتحر حبل شنقه!

نظرت لهم تلك التي قد سقط كتفيها بتعب وإعياء، عينيها منتفخة؛ أثر بكائها، وأن كانت في حالتها طبيعية، لبكت دمًا حزنًا علي مظهرها الشاحب، وهي تردد: "ضاعت أموالي في مستحضرات العناية بالبشرة هبائًا"، رددت أبرار بعدما جلست بجوار رزان:

_ مكنش بيحب برجر.. بس كان بيشتريه عشاني وبيعملوا في بيت عشان عنده هوس نضافة

نظرت لها رزان بقلب ممزقًا، لتكمل أبرار بنبرة خالية من حياة:

_ كان بيخاف يدعي عليا فدعوة تصيب فيقول بكل غضب روحي تنشكي في ضوافرك يا بعيدة.. عارفني بحب ضوافري قد ايه

لتكمل بنبرة مزقها البكاء لإشلاء كحال قلبها:

_ مكنش يعرف لسه أن بحبه قد أيه!.. طب أنا لحد دلوقتي بخاف من ضلمة.. بخاف من صوت رعد وبرق.. بكره حبهان في اكل.. مش بعرف أطبخ، مين هيطبخلي دلوقتي؟.. حتي اكل بره ملوش طعم طلما مكنش هو موجود.. يقعد يهزقني ويقولي أنه مش نضيف ومش صحي..

نظرت لها رزان لتسحبها بداخل أحضانها، شملهم أدهم بنظرة تقطر حزنًا، تلك صغيرة ليست بواعية بشئ الآن، أنها تحت إطار صدمة، ليستمع لها تردد قائلة:

_ كنت علي أمل أن دنيا مش تخذلني.. وتكرر مشهد موت أبويا للمره تانية.. بس مره دي مفيش ريان عشان يقوموني منه..

هبطت دموع رزان بحزن شديد؛ تمنت لو أن أبرار صرخت بيهم، وكذبت أحادثيهم تلك، تمنت لو أخبرتهم بأنهم كاذبون، وصرخت تستنجد بريان أن يستيقظ، ولكنها تقبلت كل شئ ببؤس، وبشرود السكاري عبرت عن حزنها، أن أخر فقرة في عمودها فقري قد أنهارت.

لا صوت يعلو فوق صوت الموت، ماذا يحدث أن كنت شبحًا لكثير من موتي، وأنت في حقيقة مجرد حي، ولكن لا تُري!

___________________

صمت مهيب قد غطي ذلك البهو، أعين زائغة بشرود، وأخري تتطالع الوجوه بصدمة، وأخري مترقبة لرد فعل جنوني لأحدهم؛ لينهض ويكبحه، لتردد تلك المحاطة بهالة من ذهول وجنون لتردف:

_ أنتو بتقولوا أيه؟! أختي أنا عند القذر دا!!

نظر لها والدها بأعين ساكنة باردة، ليردد بما جعل كل جزء في رؤية يشتعل:

لَسْتُنَّ بِخَطِيئَاتٌ '" أنهن المؤنسات الغاليات رفقًا بهن "'Where stories live. Discover now