الفصل السادس والعشرون

Start from the beginning
                                    

أما عن رؤية أبتلعت ريقها وشعرت بأن قواها تخور بلي تتداع بالكامل، مظهر سحر المرعب، وأحمد يخشي دماء، تعلم أنه يشعر بالدوار والغثيان عند رؤيته للدماء، اهتز داخلها بشدة، لم تخشي علي ذاتها بلي عليه.

كانت تقاوم لؤي بكل قوة فقط لكي تؤخر وصولهم للطائرة، فأن دلفت بداخلها ستكن نهايتها لا محال، نظرت لأحمد من جديد ودموع تتساقط من عينيها.

تري محاولاته اللعينة في النهوض ومقاومة الغثيان والدوار، لا تعلم أتبكي علي حاله أم علي حال شقيقتها، قلبها سقط ما أن رأتها تسبح في دمائها جثة هامدة، أنفجر سيل دموع رؤية وهي تردد أسمه واسم شقيقتها بقهر قد أمتد لمسامع السماء حتي أثقلته بالهموم لا بأمطار.

حاول أحمد النهوض ولكنه كان يهوي مجددًا على الأرض ليزحف حتي يصل إليها، نظر للخلف؛ ليستغيث بفريقه، ولكنه لم يجدهم، فقط الرجال اللعين ذلك.

كانت رؤية تبكي بعنف، وتأبي الدلوف بداخل الطائرة، وكان أحمد قد وصل لقدم لؤي ليتشبث بها ويرفض تركه، صرخ بيه لؤي في ثورة أن يترك قدمه ولكن أحمد رفض ذلك رفضًا قاطعًا، كان يركله بعنف، ولكن لم يزحزح ذلك أحمد وهو يردد ببسمة عذبة:

_وأن كان عشقك أهوج أنستي الغالية سأتبع الفانية حتي اصل إليه.

نظرت له رؤية وكأنها نست المكان والزمان لتردد والدموع تأبي التوقف عن إنحدار من مقلتيها:

_سأبقي دائمًا وابدًا هنا في الفانية حتي تصل لتنتشلني للأبدية سويًا للجنة.

حديثهم ترتجف لها الأرواح الصافية التي لم يمسها كرهًا أو ضغينة يومًا، لا يعلم بأن ما يفعلوه ذلك من جنون ويقين بكون الفانية لا تستحق؛ فهم علي عهد اللقاء في الأبدية وهذا أبقي وأزل.

شعر لؤي وكأنه محاط بشلة مجانين، وكأنهم لا يهتموا بالعالم أو بما حولهم، يوجد رابط قوي بينهم يخترق الروح وحواجز، رابط يخشي أن يقترب منه أحد فيفني وينتهي.

أشار لحارسه بالأقتراب، ليقترب الحارس بخطوات هادئة لم ينتبه لها لا لأحمد الساهم الواهن ولا رؤية المنكسرة، ليهوي ذلك الغليظ بعصاه فوق رأس أحمد، لتنفجر الدماء تغطي وجهه بأكمله.

شعر أحمد بذلك السائل لزج الذي يمقته أكثر من أي شئ، أستمع لصرخات رؤية الباكية والمتوسلة أن لا يتركها، بدأ صوت بالأبتعاد والأختناق، نظره المشوش، ورأسه الذي يدور، أختنقت الصيحات بين يدي صخب الطائرة مروحية، لتحلق بعيدًا عن تلك مواطن التي زهقت بين طيات الخراب.

حلقت الفراشة بدونه، لتتركه معلق كما هو ينتظر طور التحول بعجز، أغمض عينيه وأستسلم للظلام برحاب صدر.
__________________

كان يتحرك كالليث الحبيس في قفصه، يشعر بالدماء تغلي في عروقه، أولئك الحثالة قد أختطفوا ابنه الوحيد، واللعنة من أين علموا بوجوده؟ وكيف علموا مكانه؟

لَسْتُنَّ بِخَطِيئَاتٌ '" أنهن المؤنسات الغاليات رفقًا بهن "'Where stories live. Discover now