الفصل الثالث والعشرون

Start from the beginning
                                    

نظر لها بصدمة لم يستطيع إخفائها، ليحمحم في محاولة لإسعاف عقله؛ في لملمة كلمات للرد عليها، ولكنه وجدها تنهض قائلة:

_ لن أعود سميث، أن رغبت بمقتلي فلن تستطيعوا؛ فأنا أعلم الناس بيكم، لقد تربيت ونشأت بينكم، ما يجعلني أستطيع الوصول للنائب أستطيع وصول للرئيس..

لتصمت، وتنظر له برهة تري وقع كلماتها عليه لتجد الغضب، الذي أشعرها بالرضا، لتستكمل بإنتصار قائلة:

_ قبل مجيئ محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، كانوا قريش يعبدون الأصنام فقط لنيل المكانة، ولكن أن كانت أصنامهم حق، لكانوا أول من حاربوها، وهذا حالك أنت وعشيرتك عزيزي سميث

لترحل تاركة خلفها الجنون والغضب في أعين سميث، تلك الفتاة جريئة، وقوية، أنها قوية وبشدة، تستطيع أن تحارب جيشًا بعود الأسنان، أنها بلاء، ويجب أن ينزاح من فوق رؤوسهم قبل حلول الدمار عليهم.

أشار سميث لحارسه إشارة لم يفهمها سواهم، ليتحرك الحارس بطاعة للخارج، وعينيه يتراقص فيها الشر رقصة النهاية.

__________________

كانت تجلس بينما تضع كيسًا مثلج فوق رأسها، وتتطالع من أمامها بشر وغضب، أبتلعت أبرار ريقها، لتحك مؤخرة عنقها بعدما تبادلت نظرات المتواعدة مع نور، نفخت نور في حدة؛ لنظرات أبرار.

رددت نور في ضيق وهي تنهض:

_ يوه بقا.. في الصمت حياة، أيوا كنت بتكلم عادي بس مكنتش حابه اتكلم

نظرت لها أبرار بشر، وهي كل ما تفكر فيه لولا عبث تلك الصغيرة في كهرباء كعادتها، وظهور رؤية بملابسها الفضفاضة ووجهها المغطاة، لتظهر بمظهر شبح -كما خُيل لنور-، لتصرخ بعدها نور صرخة هبطت علي أثرها أبرار، التي ما أن رأت طيف ذلك الشبح -رؤية-، حتي هبطت علي رأسه بمقلاة الطعام التي لا تفراقها..

نظرت لهم رؤية، وهي تزفر في ضيق وألم، شعرت برأسها يدور بعض شئ، كانت متوعدة لكل من تلك اللعينتين بالكثير، ولكن فضلت الصمت فهي لا مزاج لها للمزاح أو الشجار..

ليت كانت ضربة أبرار أقوي حتي تصيبها في مقتل، تنهدت بقوة، لم تعد تحتمل ذلك التشتت، فهي لا تعلم أن كانت حزينة علي ما أصابه أو أنها تشعر بلذة الأنتصار لما أصابه؟

نظرت لأبرار برهة ودت لو تسألها بما شعرت عندما فقدت الأب والأم والأخ ماذا كان شعورها حينها؟ ودت لو تعمقت بداخل مشاعرها لتفهمها.

أخذت تفكر لتردد في داخلها: "غريب أمر الإنسان، فالبعض يظن أنه ناجي؛ فقط لأنه لا يتحمل مرارة الإبتلاء، كما هو حال أبرار.

والبعض يتخذ الصمت سلاح، كما هو حال نور.

والبعض يتخذ الخشوع لله سبيل؛ لتكفير الذنوب، وتحمل مرارة الإبتلاء، كما هو حال مع أحمد.

لَسْتُنَّ بِخَطِيئَاتٌ '" أنهن المؤنسات الغاليات رفقًا بهن "'Where stories live. Discover now