الماضي 1

97 6 2
                                    

اطلت اشعةُ الشمس كعادتها من جديد تَخبرُ سكان الأرض ببدأ يوم تملأهُ الخفايا والأسرار .
انارت تلك الاشعة شوارع فرنسا وتغلغت بين الأزقه والزوايا ،
فرنسا دولةٌ مشهورة بقصصها الملفته ومدنها السياحية الخلابه
ومن بين تلك المدن مدينتي نيس
وتولوز فهذهِ المدينتان تجمعهما قصة مشوقة بدأت عام ٢٠١٥ .
اليوم هو الثاني عشر من حزيران
في بداية يوم جديد امتلأت شوارع نيس بسكانها فكلاً منهم وجهة يقضيها ،
وهناك بعيداً عن ضوضاء المدينة جنوبي البلاد في قصر لسكارس

تسكن احدى عوائل الفرنسية ،
قصر كبير ببوابة رمادية كبيرة تليه باحةٌ اكبر تتوسطها نافورةٌ طويلة
تقسم الباحة نصفين ، وعلى جانبيها حديقة تحيط القصر بأكمله تتوزع فيها بعض النافورات الصغيرة وبعض المضلات التي تضلل كراسي التي تحيط بطاولةٌ صغيرة ، ثم تلي النافورة وسط الباحه، قصر ذو بابٌ كبير وقرب مقوذ الباب جهاز مراقبه مربوط بشبكه من كامرات المراقبه مخفية ، واجهة القصر شرفتان
احداهما كبيرة والاخرى صغيرة
ففي الشرفه الصغيرة يقف شاب طويل انيق تملأهُ
السعادة وهو يزيح شعره الاشقر من على وجهه الذي يشع جمالاً
"اه اه (يمددجسده ) يبدو ان اليوم جميلاً فالسماء صافية واشعر ان بتلك الطيور التي تستسقي من النافوره وتزقزق تخبرني بجمال اليوم .
صوت طرقات باب الغرفه
"اليكس هل انت مستيقظ
التفت للخلف وسار لعند الباب
فتحه مع وجه يملأهُ الفرح
" صباح الخير امي او'يمازحها' السيدة ابليت
السيدة ابليت " اها انت مستيقظ كعادتك لاتتأخر ، قبلتهُ على وجنته، هيا انزل لقد جهزو الفطور .
اليكس " حسناً سيدتي سأنزل بعد ان استحم ، وانحنى كرجلُ نبيل
السيدة ابليت " يبدو انكَ متحمساً لليوم
اليكس " اتكأ على باب ، بالطبع فاليوم سأرى عمتي فالاشتياق يملأُ قلبي
السيدة ابليت " اذن لاتتأخر على الفطور لتذهب لمدرستك بعدها ستعود وتجد عمتك في القصر
زادت نشاط ولدها وشوقه لعمته ورحلت
استحم اليكس في غضون خمس دقائق ثم خرج نزل على الدرج كطفل يتباهَ بطاقته ، استقبله اسفل الدرج رجل يرتدي زي رسمي كأحد رجال الأعمال واضعاً يداه على خصره وينظر نظرة حادة باتجاه اليكس.
فزع اليكس من نظرته " اه ياأللهي _ مابك سيد ابليت ،بمزح، لما انت متعصب مازال اليوم بأوله ، قالها وهو يتراجع للخلف محاولاً الهرب
السيد ابليت "احدهم تأخر عن تقبيلي ككل صباح لذا اتيت بنفسي لأرى سبب تأخره
توقف اليكس وتذكر تقبيله لوالده كل صباح ،ابتسم ووضع يده خلف رأسه
اليكس " اسف ابي وركض لعنده واحتظنه ثم قبله كعادته .
ضحك السيد ابليت " هيا يابني لتتناول فطورك والا ستتأخر على مدرستك .
سار اليكس خلف والده حتى طاولة الطعام
اليكس " واو الطاولة مليئة بالطعام .
السيد ابليت " اجلس كفاك لغواً يافتى فالحارس ينتظرك في خارج منذُ ساعة .
اليكس " ابي الم نتناقش في هذا الامر بالأمس
انا الان في ثامنة عشر من عمر استطيع حماية نفسي لاداعي للحارس .
قاطعته والدته " يابني استمع لما يقولهُ والدك
بالأضافة لذلك الحارس لن يزعجك سيوصلك فقط .
سيد ابليت " بُني اصبحت كبيراً الان لذا لاتكون عنيداً فقط استمع لما اقوله سيكون جيداً لك ولنا .
اومأ اليكس عابساً يتمتم في نفسه " تخالوني لا اعلم بالحرس الذين يحاوطوني طيلة الشهور الماضية وجلس يتناول فطوره بهدوء تام وعلامات العبوس مرسومه على اليكس والقلق على وجهي والديه
كسر اليكس ذلك الهدوء " ابي اوصلني انت الى المدرسة اشتقتُ لتلك الايام في صغري عندما كنتما توصلاني وتعودان لاخذي منها .
ابتسم والده ابتسامه متوتر " حبيبتي هل نملك الوقت ،
اليكس خفض رأسه يتمتم في نفسه " نسيت انها ليست زوجته فقط لكنها سكرتيرته الخاصه
السيدة ابليت " عزيزي لابأس لاتخف يمكننا ايصاله .
تردد سيد ابليت خوفاً من شيء ما على جواب طلب لايصعب على غيره تنفيذه
" لابأس اليوم فقط ياعزيز ابيك
رفع اليكس رأسه بفرح " حقا رائع سأذهب لاستعد لن اتأخر صعد اليكس فرحاً بموافقه ابيه تخلصاً من الحراس .
السيد ابليت " عزيزتي لن يحصل شي ؟ انا قلق من ارساله معنا !
السيدة ابليت " ماباليد حيلة لانريده ان يشك بالأمر سيعطلة عن دراسته ومستقبله انا لن اخرب سمعة ولدي الدراسية فهو من افضل طلاب صفه .
هز السيد رأسه موافقة على كلام زوجته ، بعد دقائق اليكس في غرفته يجهز كتبه في الحقيبة
صوت طرقات الباب
اقترب اليكس وفتح الباب
" سيدي الشاب السيد ابليت والسيدة في السيارة يقولان لقد تأخرنا يجب ان تسرع .
اسرع اليكس خرج للباحه وفعلا
وجد الحارس واقفا امام القصر
نظر له بنظر حاده يخبره لقد تخلصت منك
بعد دقائق انقضت بتوصيات من والده في الحفاظ على سلامته وتدقيق والدته على مواعيد العمل لليوم وصلو الى المدرسة

اليكس " ابي لقد وصلنا يمكنك انزالي هنا
فصديقي ينتظرني هناك .
السيد ابليت " اين هو ؟ ويناظر في وجوه الطلاب .
اليكس " ابي هناك عند البوابة الى اللقاء سأذهب
فتح باب السيارة وقبل نزوله ،احبكما، ورحل
لوح لصديقه وسار لعنده
" ماذا حصل اليوم ليوصلاك والديك !!!!؟
اليكس" لاتحدثني تهربت من سجن دخلت بآخر دعنا ندخل فهما مازالا يراقباني
دخل اليكس مع صديقه للمدرسه .

يتبع..

حياتي مجدداً Where stories live. Discover now