الفصل الثامن عشر

Start from the beginning
                                    

كان ادهم سوف يصرخ فيه أن يهبط، ولكن تحت نظرات أحمد مشتعلة بلهيب لم يفهمه، لكن نظرات أحمد كانت السبب الأقوي لإلتزامه بالصمت، الذي جعل رؤية ترغب في إقتلاع رؤوسهم من موضعها.

قاطع أفكارها تلك صوت أبرار وهي تردف بشرود لسماء:

_ تعرفي.. في بعض أحيان بشكر القدر أنه بيحطني تحت ظروف صعبة

نظرت لها رؤية بغرابة لحديثها ذلك، لتستمع لها تُكمل، وهي تشير جهة أحدي سحب في سماء:

_ في بداية خالص كنت زي سحابة إلي هناك دي.. أبان جميلة جدًا متاحة لنظرات الكل بس صعب حد يوصلي ويمس ولو جزء مني بسوء.. مش عشان كنت أميرة بحجابي لاء كنت متبرجة

نظرت لها رؤية بغرابة؛ بالفعل تعلم حديثها ذلك، ولكن لفت إنتباها أقتراب يحيي منهم، ليجلس بوجوم يراقب رؤية بملامح عابسة، لم تفهم رؤية سببها.

ألتزمت أبرار بالصمت بضيق يخنق رئتيها دون النظر ليحيي، لتقرر النهوض وهي تعيد شريط حياتها منذ أن كانت مدللة أبيها، لمدللة شقيقها، لخطوات ألتزامها الأولي بفضل رؤية، التي كانت خير عون وصديق، وصولًا لهنا لم يعد أحد يحبها لم تعد مدللة أحدهم.

الأصعب من فقدان هو عدم فقدان ذاكرة والذكريات.

أغمضت عينيها وتمنت بداخلها، وبكل ذرة إيمان بداخلها، دعت ربها أن يحفظ لها نورها، أن يحفظ أمانة شقيقها لها.

أستمعت لصوت صرخات بداخل؛ لتهرع جهتها كما فعل كل من رؤية ويحيي ايضًا، دلفوا إلي داخل المنزل، بدأوا البحث عن صوت صرخات التي كانت آتية من المطبخ.

هرعوا جهة المطبخ وأقدامهم تتخبط بهلع ورعب؛ فكانت الأصوات حقًا صرخات إستغاثة، تخشبت أقدام رؤية، وهي تراقب ما يحدث أمامها، الأرض ملوثة بالدماء خادمة، التي كانت كالجثة الهامدة علي أرضية الصلبة، وبينما في يد رزان سكين يملؤه دماء تتطالع الجثة ببرود!!
___________________

تجلس بينما تداعب عنق قطتها؛ لتبتسم لها بحب، تذكر كيف دفعها مجدي في ليلة وضحاها أن تأتي للقاهرة، لم تفهم سبب ولكنها أنصاعت لرغباته؛ لشتياقها لشقيقتها التي ما أن رأتها، حتي بدأت بصراخ تلوم أيها علي شئ لم يكن بيديها.

أما عن أبنها، حسنًا يبدو أنه قام بتبرأ منها، تذكر نظراته القاسية التي كان يغلفها أيها طيلة جلستهم، لتهم برحيل فورًا بعدما علمت بأنهم قد وصلوا لصغار؛ لأن ما أن يعود أحمد سيبدأ تحقيقها الذي سيدفعها للتفوه بكل شئ.

لكن قطع صفو شرودها صوت صرخات الآتية من شقة مقابلة لها، عقدت سحر حاجبيها بغرابة، تحاول إستيعاب ما يحدث مع أولئك جيران؟ التي لا يكفوا عن شجار وصراخ منذ أن جئوا أمس.

تركت هرتها؛ لتتجه جهة الباب، تتجه جهة أولئك الجيران تحثهم علي توقف عن أصواتهم مزعجة تلك، ولكن ما جمد أطرافها هو أستماعها لتوسلات أنثوية، صوت سوط أو حزام لا تعمل يلتحم مع جسد بقسوة، تدفعها صوت صرخات تشق الأجواء.

لَسْتُنَّ بِخَطِيئَاتٌ '" أنهن المؤنسات الغاليات رفقًا بهن "'Where stories live. Discover now