الفصل الرابع عشر

Start from the beginning
                                    

_ بقا خلقة سمحة دي.. ووش منور إلي عليه صلاح الحال.. أخلاق وتربية دي وفي أخر تبقي مجرمة مسجلة خطر... جرا أيه دنيا هو أنتِ مش لاقيه غيري وتضربيه يا ستي جتتي نحست

زفرت رزان بضيق لتردف بحنق وهي تدفع وجهها بعيدًا عنها، لتلتزم بالصمت، صمت قد طال لتغوص فيه سحر بين طيات عقلها، ليفتك بيها بقوة، تتذكر كل شئ منذ بداية.

منذ أن وعت علي عالم هذا، وجدت أب قاسي طباع غليظ القلب، صاحب أقوي صفعة وأقوي ضربة قد تتلقها من أحد يومًا، تذكر أنه قام بإجبارها علي حجاب رغم سنها صغير، أجبارها علي دلوفها ثانوية فني، رغم طموحها بأن تكون طبيبة، تذكر كلماته التي تحرق أذنها حد الآن:

"هلاحق عليكم مصاريف من فين؟ يا انتِ يا أختك واحده فيكم هتخش ثانوي غير كدا معنديش"

أغمضت سحر عينيها، وهي تذكر كيف وافقت بقهر، كيتفتح مستقبل لشقيقتها الصغري، ليت الأمر أنتهي هنا، ما أن أجهضت والدتها حملها في أخيها، جن جنون والدها ليفتك بيهم جميعًا، هو فقط يردد أن ظهره قد مات سنده في حياة قد أنتهي! أضحي شقيقها الذي لا يزر العالم ظهرًا لوالدها، يالي سخرية!

لم يكفي الأمر عند الوالد، بلا أتي ابن العم ليدلف بخبث إلي حجرات قلبها، يشغل أهتمامها من هدايا وحلوي وكلام معسول، قد أذهب عقلها المراهق ولم تعد تري سواها، ليفتك بيها وببراءتها ليدنس ثوب عفاتها قهرًا، ولكن ماذا حدث ثارت.. جنت، وفي نهاية أجبروها علي تلك زيجة.

ووافقت بعد صراع طويل مع ذاتها، لتكتشف حملها في يحيي الحسنة الوحيدة التي صنعتها، لتتواري خلف الأنظار، وتوافق حتي لا تتم إطاحة بسمعتها، ويفتك بيها والدها فتكًا، ولكن في نهاية ليتها ماتت علي يد والدها، بدلًا من أقبالها علي تلك زيجة.

أستفاقت سحر من شرودها علي صراخ رزان في أذنها، فزعت سحر حتي كادت تسقط، لتنظر جهة رزان وهي تردف بفزع:

_ يا بنت مهبولة.. أنتِ أتهبلتي يا ولية في دماغك

سحبتها رزان خلفها، وهي تبتسم بسمة مختلة؛ أكدت صحة ظنون سحر، لتردف رزان:

_ مهبولة أحسن من نكودة... ما يفسده العالم يصلحه چوب قصب يجبيلك غيبوبة سكر

ضحكت سحر بإشراق، وكأن الغيوم السوداء التي تحيطها تبخرت لتكشف عنها الشمس، وهي تنظر لرزان بإمتنان، لم تحصل علي صديقة رائعة مثلها يومًا، كانت خير مستمع وخير جليس، حتي أنها لم تسألها عما يعتري صدرها فقط أكتفت أنها طمئنتها أنها هنا دائمًا، وهذا كثير لو تعلم.

لكن كليهما كانوا متغافلين عن أعين كانت لهم بالمرصاد، لتفتك بيهم وهو يتوعد لهم بالكثير.
______________

في أحدي مناطق النائية، حيث تفوح فيها روائح كريهة تثير الأختناق؛ أن كنت من أصحاب الأنوف الحساسة، حيث الدمار ولا الأدخنة التي تصيبك بالعمي من كثرتها، لا تعلم أن كانت من رائحتها أنها أثر أحتراق قمامة أو أحتراق بشر.

لَسْتُنَّ بِخَطِيئَاتٌ '" أنهن المؤنسات الغاليات رفقًا بهن "'Where stories live. Discover now