19: عواصف و عواطف

ابدأ من البداية
                                    

"جيد فكما تعلم علي استقبال ضيوفي جيدا"

ابتسامة جانبية اعتلت ثغره بينما سوداؤه لمعت بغرابة معلقا أنظاره بالنافذة

جونغكوك لم يلقب بالغراب دون سبب

دهاءه الحاد و دقة عينيه كانت تصيب عمق الأموردائما

كان كما لو أنه يمتلك بصيرة حية في كل بقاع العالم

يعلم بما يجول أمامه وخلف ظهره و أسفل ناظريه ويشتم المكائد كأسد بري يلاحق فريسته

شيء بسيط كتلك الخضراء اللامعة و الشفاه المرتجفة و الملامح الضائعة ليست بعقبة حتى يتجاهل تصرفات إيما المريبة وعقلها الذي يدبر كمينا لفحمي لشعر

يعلم بما يحاك خلفه و قد جهز نفسه جيدا حتى أنه قرر اللعب قليلا

فكم راق له استقبال زوجته وشقيقه والنظر إلى ملامحهما عن قرب

أن يواجه و يسل سيفه جهرا ويريهم كيف يقاتل الرجل الحقيقي

كيف يقف ويواجه و لا يغزل المصائد سرا لكن إن قرر وفعل حينها سيكون هو سيد اللعبة

لذلك هو حينما ترك إيما عند جامعتها، انطلق لوجهته وسلم سيارته لأحد رجاله حتى يضعها ببيت الجبل الذي يبعد ساعة ونصف تقريبا عن المدينة

أي أنه سيتمكن من إنجاز عمله في وقت وجيز ثم يذهب إلى هناك وينتظر ضيوفه المميزين

كان يخاطر أجل

فربما يصلون إلى هناك قبله وربما يحدث ما يؤخره

لكن أين تكمن اللذة باللعب إن لم ينفجر الحماس و يرتفع الأدرينالين ؟

أين لذة الانتصار إن لم يقف خصمك خائبا ويعترف بتفوقك وقوتك ؟

"اختر طريقا مختصرا"

استرسل آمرا السائق ثم أسند رأسه للخف مغلقا جفونه براحة فأمامه طريق طويل

◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊◊

تصاعد البخار خلف ذي الخصلات الفحمية فور انقضاء حمامه السريع

خرج مهرولا يلف المنشفة على خصره ثم اتجه للسرير الأرضي حيث ترك روني له حقيبة ملابسه التي أحضرها مسبقا

ارتدى سروالا ذو قماش قطني مريح و كنزة كان قد التقطها بعشوائية ثم لبسها بسرعة فائقة كون أذنيه التقطت بعض الضوضاء من الخارج

حينها ألقى بصره خلف الستائر يتحرى مصدر الضجيج لترتسم ابتسامة جانبية على ثغره فورما لمح بعض الوجوه المألوفة

عاد للخلف ينظر لكومة الملابس المتسخة التي نزعها قبل قليل، مفكرا بكيفية إخفائها عن الأنظار فالمنزل كان ذو مساحة صغيرة عبارة عن قطعة واحدة تجمع بين مطبخ صغير مفتوح على غرفة المعيشة حيث يوجد سرير أرضي بالإضافة إلى أريكة أنيقة تقابل المدفئة

جيون جونغكوك: سجن الغرابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن